هكذا تطوّر صمود الجزائر وثباتها في قضية صنصال
بددت الجزائر أي آمال للفرنسيين في الإفراج عن الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، في رسالة مباشرة للأوساط اليمينية واليمينية المتطرفة في الحكومة الفرنسية وخارجها، والتي غيرت من نهجها في التعاطي مع هذه القضية، وفق نهج مضلل يشكك في خيارات الجزائر من جهة، ويحاول التغطية على فشل السلطات في باريس من جهة أخرى. وعلى الرغم من […] The post هكذا تطوّر صمود الجزائر وثباتها في قضية صنصال appeared first on الشروق أونلاين.


بددت الجزائر أي آمال للفرنسيين في الإفراج عن الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، في رسالة مباشرة للأوساط اليمينية واليمينية المتطرفة في الحكومة الفرنسية وخارجها، والتي غيرت من نهجها في التعاطي مع هذه القضية، وفق نهج مضلل يشكك في خيارات الجزائر من جهة، ويحاول التغطية على فشل السلطات في باريس من جهة أخرى.
وعلى الرغم من وضوح الموقف الرسمي الجزائري من قضية صنصال، في البيانين اللذين عممتهما رئاسة الجمهورية في الرابع من جويلية الجاري بمناسبة عيد الاستقلال، والذي استثنى بشكل واضح الكاتب الفرانكو جزائري، بالنظر إلى التهم التي يتابع بسببها، إلا أن الفرنسيين الذين راهنوا في البداية على العفو الرئاسي بمناسبة عيد الاستقلال، أصبحوا يتحدثون اليوم عن عفو آخر لاعتبارات صحية، بعدما كانوا قد حاولوا ضرب العدالة الجزائرية للتراجع عن عقوبة صنصال في مجلس قضاء العاصمة في جلسة الاستئناف.
وجاء بيان وكالة الأنباء الجزائرية ليؤكد مرة أخرى أن الكاتب الفرانكو جزائري، لن يستفيد من إسقاط العقوبة المسلطة عليه وفق قرارات العدالة السيدة، تحت أي شكل من الأشكال، بما فيها خيار العفو الرئاسي، مهما كان نوعه، في رد سوف لن تخطئه الأوساط التي تتحدث في فرنسا عن عفو بسبب مرضه، وهو ما رددته رئيسة ما يسمى اللجنة الدولية لدعم صنصال، نويل لونوار، في تصريحات لإذاعة “أورب 1”.
وتعليقا على تطورات هذه القضية والرسائل التي وجهتها الجزائر لباريس انطلاقا من برقية وكالة الأنباء الجزائرية، يرى النائب سعد لعناني عن الجالية الجزائرية في الخارج، المنطقة الثانية بفرنسا، أن الفرنسيين يحاولون تسليط المزيد من الضغط على السلطات الجزائرية من خلال تغيير استراتيجيتهم في كل مرة، غير أن كل ذلك لم يأت بما يتمناه المدافعون عن صنصال.
وبرأي النائب لعناني في تواصل مع “الشروق”، فإن هذه الحملة لم تزد الموقف الجزائري سوى “تطور من حيث الثبات والصمود”، وهو موقف يرفع من شأن البلاد في نظر مواطنيها ورعاياها في الخارج، ولاسيما في فرنسا حيث يسعى اليمين واليمين المتطرف عبر منابرهم الإعلامية، إلى الضغط على الجزائر عبر “تحقير موقفها”، من خلال اعتبار إدانة صنصال “عملا شنيعا”، وهي المناورة التي لم تؤت أكلها حتى على المستوى الفرنسي ذاته.
ويؤكد النائب عن الجالية الجزائرية بفرنسا، أن رهان الفرنسيين على لعب ورقة “البعد الانساني” في قضية صنصال، باتت أسطوانة مشروخة، لأن الكثير من الحالات الإنسانية الحقيقية في فرنسا لم يتم التعاطي معها لاعتبارات إنسانية، كما هو الحال بالنسبة للناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، المريض بالبروستاتا، ومع ذلك لم يستفد من المعاملة الإنسانية كما يطالبون بذلك اليوم مع بوعلام صنصال.
كما عبّر النائب عن استغرابه من النظرة الفرنسية المتعالية في التعاطي مع قضية صنصال، حيث تساءل عن رفض السلطات الفرنسية التعامل بإنسانية مع الكثير من الرعايا الجزائريين المسجونين في فرنسا ممن يستحقون ذلك، وكأن الاعتبارات الإنسانية اختزلت كلها في قضية الكاتب الفرانكو جزائري.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، قد أرجأ الحسم في استعادة العمل بما يعتبرها “سياسة القبضة الحديدة” تجاه الجزائر، على غاية مرور أسبوع من تثبيت مجلس قضاء العاصمة العقوبة المسلطة على صنصال بخمس سنوات سجنا نافذا، وكان يراهن يومها على عفو رئاسي بمناسبة الخامس من جويلية الجاري، غير أن الأسبوع انقضى ولا يزال روتايو صامتا ما يؤشر على افتقاده المبادرة، لاسيما وأن الكثير من السياسيين والدبلوماسيين الفرنسيين يحملونه المسؤولية في تأزيم وضعية بوعلام صنصال في الجزائر، وعلى رأس هؤلاء، الوزير الأول ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان.
ويشاطر النائب لعناني ما ذهبت إليه برقية وكالة الأنباء الجزائرية، من أن قضية بوعلام صنصال، إن كانت ترقى إلى توصيف “قضية” فعلا، مؤكدا على أن المسألة قضية جزائرية -جزائرية ولا دخل لفرنسا فيها، لأن صنصال جزائري مئة بالمائة، وأنه لو سارت الجزائر على نهج فرنسا في هذا السياق، لتدخلت في عشرات القضايا الموضوعة اليوم وسابقا أمام القضاء الفرنسي، مشيرا إلى أن الموقف الجزائري من قضية صنصال يبقى “صامدا وراسخا ومشرفا وستترتب عليه مواقف كبيرة في المستقبل القريب”، على حد تعبيره.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post هكذا تطوّر صمود الجزائر وثباتها في قضية صنصال appeared first on الشروق أونلاين.