هناك إرادة لإخفاء حقائق مدمرة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر

قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، إن مشكلة العلاقات بين الجزائر وباريس سببها، عدم إطلاع الرأي العام في فرنسا على حقيقة ما جرى خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وهو ما جعل أوساطا واسعة من الفرنسيين من المؤيدين لليمين المتطرف يعتقدون أن مطالبة الجزائريين بالاعتذار، يشكل استهدافا لمجد فرنسا. ويمكن تلمس هذا الاعتقاد من خلال ردة […] The post هناك إرادة لإخفاء حقائق مدمرة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 27, 2025 - 20:45
 0
هناك إرادة لإخفاء حقائق مدمرة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر

قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، إن مشكلة العلاقات بين الجزائر وباريس سببها، عدم إطلاع الرأي العام في فرنسا على حقيقة ما جرى خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وهو ما جعل أوساطا واسعة من الفرنسيين من المؤيدين لليمين المتطرف يعتقدون أن مطالبة الجزائريين بالاعتذار، يشكل استهدافا لمجد فرنسا.
ويمكن تلمس هذا الاعتقاد من خلال ردة فعل بعض الفرنسيين على تصريحات المؤرخ والصحافي، جون ميشال أباتي، التي قال فيها إن جيش الاحتلال الفرنسي، ارتكب مئات المجازر في الجزائر من أمثال مجزرة “أورادور سير غلان”، التي ارتكبت بحق فرنسيين من قبل جيش ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما جاء في لقاء صحفي مع منصة “بوليتي” الفرنسية.
وفي الحوار الذي امتد على مدار نحو نصف ساعة، ونشره بنجامان ستورا، الأحد 27 أفريل الجاري، على حسابه في “فيسبوك”، قال “الفرنسيون مثلا لا يعرفون الغزو الاستعماري الذي قامت به بلادهم في الجزائر، وما حدث مع المؤرخ جون ميشال أباتي خير مثال على ذلك”، ولذلك يرفضون بقوة التجاوب مع المطالب الجزائرية المتكررة بشأن الاعتراف بجرائم الماضي الاستعماري ثم الاعتذار.
ولمواجهة هذه المعضلة، يقول بنجامان ستورا: “يجب شرح الحقائق التاريخية للفرنسيين كما هي. فمثلا في سنة 1830 وهي السنة الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر، تمت تصفية المئات من الجزائريين في مدينة البليدة القريبة من العاصمة (الجزائر). نحن نتحدث عن سنة 1830 وليس مثلا عن سنة 1871. واللافت أن الفرنسيين يجهلون مثل هذه التفاصيل”.
وأضاف المؤرخ المختص في العلاقات الجزائرية الفرنسية والمكلف برئاسة لجنة الذاكرة من الجانب الفرنسي، والتي كلفت ببحث هذا الملف: “هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا الأمر تلقائيا أم مخططا له. ممكن نعم وممكن لا. ولكن هناك شكوكا بوجود من يسعى إلى إخفاء هذه الجرائم الاستعمارية على الشعب الفرنسي، لاعتبارات تتعلق بأمجاد وعظمة فرنسا”.
وبرأي المتحدث الذي يحتفظ بمواقف كثيرا ما أزعجت اليمين المتطرف الفرنسي، فإن “هناك إرادة لوضع التاريخ الفرنسي في الجزائر في كنف السرية، حتى لا يتم وضع المجتمع أمام مآسي تاريخ بلاده”، وهي المقاربة التي يعارضها المؤرخ، لأنها لا تسمح بمواجهة الحقائق التاريخية كما هي.
وبخصوص تركيز اليمين المتطرف على الجزائر من دون جيرانها في المنطقة المغاربية، كما هو ماثل في خطاب وزير الداخلية، برونو روتايو وغيره من رموز اليمين المتطرف، يرى بنجامان ستورا الذي ولد بمدينة قسنطينة، أن الضمير الجمعي في فرنسا يؤمن بأن “خسارة الجزائر ليست كخسارة تونس والمغرب، لأن الجزائر كانت جزءا من التراب الفرنسي وكان يحكمها قانون خاص (تقع تحت وصاية وزارة الداخلية)، فضلا عن كونها تعرضت لاستعمار استيطاني، عكس جارتيها تونس والمغرب، اللتان كانتا مجرد محميتين”.
فالجزائر ألحقت بفرنسا في سنة 1848، أي بعد 18 سنة فقط من الاحتلال، في حين أن مقاطعات لا تزال جزءا من فرنسا حاليا، مثل لا صافوا، ألحقت بعد هذا التاريخ بسنتين (أي في 1860)، كما أن الفرنسيين احتفلوا في سنة 1830 بالذكرى السنوية للاحتلال، ولم يكونوا يعتقدون أن الجزائر ستصبح يوما أرضا ليس لفرنسا أية سلطة عليها”.
ومن نتائج وتداعيات هذه السياسة، ما وصلت إليه العلاقات الثنائية، يقول ستورا، الذي وصف الحالة الراهنة بـ”غير المسبوقة” منذ سنة 1962، بحيث ليس هناك سفراء في البلدين، وهو تحول خطير، لأن هناك محطات سابقة مثل تأميم المحروقات في سنة 1971، التي خلفت غضبا كبيرا في باريس، ولكنها لم تصل إلى تبادل سحب السفراء.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post هناك إرادة لإخفاء حقائق مدمرة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.