وداعا لفوضى اختيار المرشدين الدينيين في العمرة
تزامنا مع تزايد عدد الجزائريين المسجلين للعمرة عشية الشهر الفضيل، عاد إلى الواجهة موضوع اختيار وتحديد المرشدين الدينيين المرافقين للمعتمرين على مستوى الوكالات السياحية، الذين عادة ما يتم اختيارهم بطريقة عشوائية تتحكم فيها العديد من الأمور التي ترتبط بمصلحة أصحاب الوكالات وتوجهاتهم الدينية وعلاقاتهم التجارية، ما من شأنه أن يؤثر على توجيه المعتمرين ويتسبب في […] The post وداعا لفوضى اختيار المرشدين الدينيين في العمرة appeared first on الشروق أونلاين.


تزامنا مع تزايد عدد الجزائريين المسجلين للعمرة عشية الشهر الفضيل، عاد إلى الواجهة موضوع اختيار وتحديد المرشدين الدينيين المرافقين للمعتمرين على مستوى الوكالات السياحية، الذين عادة ما يتم اختيارهم بطريقة عشوائية تتحكم فيها العديد من الأمور التي ترتبط بمصلحة أصحاب الوكالات وتوجهاتهم الدينية وعلاقاتهم التجارية، ما من شأنه أن يؤثر على توجيه المعتمرين ويتسبب في متاهات الإرشاد والفتوى، خاصة إذا تعلق الأمر بمرشدين يعتمدون مرجعيات لا تتماشى مع المرجعة الوطنية..
وفي هذا السياق، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية مصطفى نذير بلحاج، في تصريح للشروق، أن ملف اختيار المرشدين الدينيين شائك وتكتنفه العديد من التجاوزات على مستوى الوكالات السياحية عبر الوطن، رغم التوجيهات الصارمة من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة. وأضاف أن العديد من أصحاب الوكالات السياحية الناشطة في مجال العمرة لا تتقيد بدفتر الشروط ويعملون على أهوائهم في اختيار المرشدين الدينيين الذين يجب، بحسبه، أن تتوفر فيهم العديد من الشروط على غرار الإلمام بالمرجعية الدينية الوطنية والتفقه في الدين والحكمة في الإفتاء والتوجيه، على عكس المرافقين الذين توكل لهم مهام أخرى تتعلق بالتنظيم والتسيير.
وأضاف بلحاج أن النقابة الوطنية للوكالات السياحية نظمت العديد من الندوات التكوينية والإرشادية للمرشدين الدينيين والمرافقين، بهدف التنظيم المحكم لموسم العمرة، وبخصوص عدم التقييد بدفتر الشروط وتعليمات ديوان الحج في اختيار المرشدين الدينيين، أكد بلحاج أن الأمر يعود إلى تصرفات فردية غير مسؤولة لبعض الوكالات السياحية، التي تعتمد في الاختيار على العامل التجاري فقط بعيدا عن المعطيات الدينية، وهذا ما يجعل تواجد بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالمرجعية الوطنية الدينية يرشدون المعتمرين ويتسببون أحيانا في مشاكل وجدل ولغط قد يفسد على المواطنين عمرتهم.
وأشاد المتحدث بالدور الذي يلعبه الديوان الوطني للحج والعمرة في محاربة هذه الظاهرة عن طريق دفتر الشروط الحديد، مطالبا بضرورة تشديد المراقبة لتفادي أي تجاوزات في موسم العمرة.
عقوبات صارمة للوكالات المخالفة
ومن جهته، أكد مدير نشاط العمرة على مستوى الديوان الوطني للحج والعمرة، السيد أحمد توهامي، أن دفتر الشروط الجديد الذي تم اعتماده هذا العام والعام الماضي فصل في طريقة اختيار المرشدين الدينيين للعمرة، والذين يجب أن يكونوا بحسبه منتسبين لقطاع الشؤون الدينية، على غرار الأئمة والمفتشين وغيرهم وأن يوافق عليهم المجلس العلمي الخاص بكل ولاية مثل طلبة الماجستير ومعلمي القرآن، وهذا حسبه بهدف توفير مرشدين دينيين ملتزمين بالمرجعية الدينية الوطنية لتفادي أي مخالفات شرعية.
وأضاف أحمد توهامي في تصريح للشروق، أنه قبل سنتين كانت هنالك نوع من سهولة الاختيار في تحديد المرشدين الدينيين بالسماح للوكالات السياحية باختيار المقيمين في السعودية كمرشدين، وهذا ما كان يسبب نوع من المشاكل بوجود مرشدين ربما لا يلتزمون بالمرجعية الدينية الوطنية، ولكن دفتر الشروط الجديد منع هذا الأمر ولم يعد اختيار المقيمين في البقاع مسموحا حيث تلتزم الوكالة السياحية باختيار مرشد يعمل ضمن قطاع الشؤون الدينية ويكون مرسما ومعروفا.
وبخصوص تشديد الرقابة للحد من تجاوزات اختيار المرشدين الدينيين، قال أحمد توهامي إن الوكالات السياحية مجبرة على التصريح بأسماء المرشدين الدينيين مسبقا ضمن مخطط العمرة، والذين يتم التحقق من أسمائهم ضمن المنصة الرقمية لعمال وموظفي الشؤون الدينية، وأضاف محدثنا أن ديوان الحج والعمرة يعمل على تكثيف الرقابة أثناء العمرة بالتواصل الميداني مع الوكالات السياحية ومراقبة جميع نشاطاتهم وتحركاتهم ومدى التزامهم بدفتر الشروط وتقديم خدمات لائقة للمعتمرين، وهنا يتم التحقق أيضا بحسبه من هوية المرشدين الدينيين وفي حال وجود مخالفات في هذا الشأن أكد توهامي فإن الوكالة تتعرض لمجموعة من الإجراءات العقابية أولها توجيه إنذار، لأن سوء اختيار المرشد الدينية يدخل ضمن الخطإ من الدرجة الثانية التي تتطلب تقييد محضر، وفي حالة العودة لنفس الخطأ يسحب الترخيص من الوكالة لمدة 30 يوما، ويصل سحب الرخصة إلى 60 يوما في حالة تكرار المخالفة للمرة الثالثة، وهو ما يؤثر بحسبه سلبا على تنقيط الوكالة بسبب الأخطاء التراكمية ما يؤدي إلى إقصائها مستقبلا من تنظيم العمرة.
وشدد محدثنا على أن ديوان الحج والعمرة يولي أهمية كبيرة للاختيار السليم والرسمي للمرشدين الدينيين لأهمية ما يقومون به من ترشيد وتوجيه المعتمرين ضمن المرجعية الدينية الوطنية، معترفا بوجود شكاوى لبعض الوكالات السياحية التي تتحجج بنقص تجاوب المصالح الرسمية في سرعة تعيين المرشدين الدينيين، خاصة مع تسجيل 14 ألف رحلة عمرة سنويا ما يتطلب تعيين 14 ألف موظف أغلبهم أئمة، وهنا يجب حسبه الأخذ بعين الاعتبار توفيق الإمام بين وظيفته في إمامة المسجد ودوره كمرشد ديني لتفادي تسجيل فراغات في إمامة في المسجد، “وهذا ما يجعل تعيين المرشدين الدينيين يتطلب العديد من الجوانب التنظيمية التي ربما لا يأخذها أصحاب الوكالات السياحية بعيد الاعتبار”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post وداعا لفوضى اختيار المرشدين الدينيين في العمرة appeared first on الشروق أونلاين.