وهران تحيي يوم العلم....بين استحضار إرث ابن باديس وتكريس نهضة تربوية

وهران: نظّمت مديرية التربية لولاية وهران احتفالاً مميزاً بيوم العلم، الموافق لـ16 أفريل من كل سنة، تخليداً لذكرى وفاة رائد النهضة والإصلاح في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس. تميز الحفل بحضور رسمي وواسع، يتقدمه السيد والي ولاية وهران سمير شيباني، وممثلون عن السلطات المحلية، أعضاء من البرلمان، مسؤولون تربويون، وممثلون عن النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، فضلًا عن مشاركة واسعة من التلاميذ وأوليائهم والأسرة الإعلامية. جاء هذا الحفل الوطني وسط أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، حيث عبّر الحضور عن تقديرهم للعلم ورموزه، واستذكروا مناقب الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي وهب حياته لإحياء الهوية الوطنية ومواجهة محاولات طمس الشخصية الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية،الشيخ ابن باديس، الذي وافته المنية يوم 16 أفريل 1940، لا يزال حيًا في ذاكرة الجزائريين بفكره الثاقب، وعلمه الغزير، ونضاله الثقافي. فقد أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأصدر صحفًا مثل الشهاب والبصائر، وكتب بمداد الفكر والضمير عبارة خالدة: الجزائر وطننا، والإسلام ديننا، والعربية لغتنا. جاء في الحفل باقة من الأنشطة التربوية والثقافية من إعداد تلاميذ المؤسسات التعليمية، تميزت بعروض مسرحية وإنشادية تحمل مضامين وطنية وإنسانية. من أبرز الفقرات التي أثرت في الحضور كانت المسرحية المؤثرة حول غزة، التي مزجت بين الإبداع الطفولي والتضامن الإنساني، وعبّرت عن وحدة الشعوب في وجه الظلم والعدوان، كما تم تكريم نخبة من التلاميذ المتفوقين في مختلف الأنشطة المدرسية، عرفانًا لما بذلوه من جهد واجتهاد، في خطوة تؤكد تشجيع التميز والارتقاء بالكفاءات الصاعدة. في كلمته بهذه المناسبة، عبّر والي ولاية وهران عن سعادته الكبيرة بمشاركته في إحياء هذا اليوم الوطني، مؤكدا انه يتم الاحتفال اليوم برمز وحدتنا وهويتنا، ونتذكر رجلاً خالداً في سجل التاريخ، الشيخ عبد الحميد بن باديس ،وأشار إلى أن احتفال هذه السنة يأتي في سياق خاص يتمثل في الدعم غير المسبوق الذي يحظى به قطاع التربية من قبل الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي صادق على القانون الأساسي الخاص بموظفي التربية يوم 22 ديسمبر 2024، ووافق على النظام التعويضي، ووقّع مرسوم إدماج الأساتذة المتعاقدين في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث تم إدماج أكثر من 3000 أستاذ على مستوى ولاية وهران. وفي ذات السياق أضاف السيد الوالي إن هذا الاهتمام الملموس يعكس القناعة بأن قطاع التربية هو صمام أمان المجتمع، وركيزة أساسية لبناء الأمة، ونحن حريصون على تحسين ظروف التعليم وتوفير بيئة مناسبة للتعلم والتألق ،واختتم كلمته بتوجيه رسالة شكر وعرفان للأسرة التربوية، مشيدًا بما تبذله من جهود في تربية الأجيال،أرفع باسم جميع موظفي القطاع أسمى عبارات الشكر والعرفان لفخامة رئيس الجمهورية، متمنيًا للجميع الصحة والنجاح، ولوطننا العزيز المزيد من التقدم والازدهار. من جهته، استهل مدير التربية أوبلعيد عبد القادر كلمته بالترحم على الأستاذة سامية، أستاذة اللغة العربية بابتدائية عائشة أم المؤمنين بوهران، التي وافتها المنية خلال أداء مهامها، مؤكدًا أن الأسرة التربوية خسرت إحدى المربيات المخلصات، متوجهًا بأحر التعازي لعائلتها وزملائها ،ثم انتقل المدير إلى الحديث عن المكاسب التي تحققت في القطاع،لا يمكن الحديث عن إنجازات دون أن ننوّه بالرؤية المنهجية للدولة الجزائرية، والتي تجسدت في العديد من القرارات الحاسمة، منها صدور القانون الأساسي الخاص بقطاع التربية، الذي يعدّ التزامًا صريحًا تجاه من يحملون مشعل العلم،وتحدث عن المشاريع التي هي قيد الإنجاز، كاشفًا عن أرقام مهمة ضمن برنامج الاستثمار التربوي، منها29 مؤسسة مدرسية في طور الأشغال، تشمل 19 متوسطة و14 ابتدائية، بالإضافة إلى إنجاز داخليات، قاعات رياضية، ومراكز للكشف والمتابعة، بمجموع 105 مشروعًا، من المنتظر استلام معظمها قبل الدخول المدرسي 2025-2026، كما دعا إلى تفعيل دور العلماء والمفكرين ورجال الدين في ترقية الثقافة الإسلامية، وإحياء الفكر المستنير، مؤكدا على إحياء الفكر الذي قاوم به الشيخ ابن باديس الاستعمار، والذي نحتاجه اليوم لمواجهة تحديات العصر. اختتم الحفل برسائل تقدير لكل من ساهم في إنجاح التظاهرة، ولجميع الفاعلين في قطاع التربية والتعليم، الذين يجسدون المعنى الحقيقي للتفاني والعطاء،وكانت لحظة تكريم التلاميذ المتفوقين مسك الختام، حيث علت الزغاريد، وارتفعت الأيادي تصفيقًا لهم، تقديرًا لنجاحهم، وحافزًا لمواصلة المشوار بثقة وإصرار.

أبريل 16, 2025 - 17:12
 0
وهران تحيي يوم العلم....بين استحضار إرث ابن باديس وتكريس نهضة تربوية
وهران:
نظّمت مديرية التربية لولاية وهران احتفالاً مميزاً بيوم العلم، الموافق لـ16 أفريل من كل سنة، تخليداً لذكرى وفاة رائد النهضة والإصلاح في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس. تميز الحفل بحضور رسمي وواسع، يتقدمه السيد والي ولاية وهران سمير شيباني، وممثلون عن السلطات المحلية، أعضاء من البرلمان، مسؤولون تربويون، وممثلون عن النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، فضلًا عن مشاركة واسعة من التلاميذ وأوليائهم والأسرة الإعلامية. جاء هذا الحفل الوطني وسط أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، حيث عبّر الحضور عن تقديرهم للعلم ورموزه، واستذكروا مناقب الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي وهب حياته لإحياء الهوية الوطنية ومواجهة محاولات طمس الشخصية الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية،الشيخ ابن باديس، الذي وافته المنية يوم 16 أفريل 1940، لا يزال حيًا في ذاكرة الجزائريين بفكره الثاقب، وعلمه الغزير، ونضاله الثقافي. فقد أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأصدر صحفًا مثل الشهاب والبصائر، وكتب بمداد الفكر والضمير عبارة خالدة: الجزائر وطننا، والإسلام ديننا، والعربية لغتنا. جاء في الحفل باقة من الأنشطة التربوية والثقافية من إعداد تلاميذ المؤسسات التعليمية، تميزت بعروض مسرحية وإنشادية تحمل مضامين وطنية وإنسانية. من أبرز الفقرات التي أثرت في الحضور كانت المسرحية المؤثرة حول غزة، التي مزجت بين الإبداع الطفولي والتضامن الإنساني، وعبّرت عن وحدة الشعوب في وجه الظلم والعدوان، كما تم تكريم نخبة من التلاميذ المتفوقين في مختلف الأنشطة المدرسية، عرفانًا لما بذلوه من جهد واجتهاد، في خطوة تؤكد تشجيع التميز والارتقاء بالكفاءات الصاعدة. في كلمته بهذه المناسبة، عبّر والي ولاية وهران عن سعادته الكبيرة بمشاركته في إحياء هذا اليوم الوطني، مؤكدا انه يتم الاحتفال اليوم برمز وحدتنا وهويتنا، ونتذكر رجلاً خالداً في سجل التاريخ، الشيخ عبد الحميد بن باديس ،وأشار إلى أن احتفال هذه السنة يأتي في سياق خاص يتمثل في الدعم غير المسبوق الذي يحظى به قطاع التربية من قبل الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي صادق على القانون الأساسي الخاص بموظفي التربية يوم 22 ديسمبر 2024، ووافق على النظام التعويضي، ووقّع مرسوم إدماج الأساتذة المتعاقدين في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث تم إدماج أكثر من 3000 أستاذ على مستوى ولاية وهران. وفي ذات السياق أضاف السيد الوالي إن هذا الاهتمام الملموس يعكس القناعة بأن قطاع التربية هو صمام أمان المجتمع، وركيزة أساسية لبناء الأمة، ونحن حريصون على تحسين ظروف التعليم وتوفير بيئة مناسبة للتعلم والتألق ،واختتم كلمته بتوجيه رسالة شكر وعرفان للأسرة التربوية، مشيدًا بما تبذله من جهود في تربية الأجيال،أرفع باسم جميع موظفي القطاع أسمى عبارات الشكر والعرفان لفخامة رئيس الجمهورية، متمنيًا للجميع الصحة والنجاح، ولوطننا العزيز المزيد من التقدم والازدهار. من جهته، استهل مدير التربية أوبلعيد عبد القادر كلمته بالترحم على الأستاذة سامية، أستاذة اللغة العربية بابتدائية عائشة أم المؤمنين بوهران، التي وافتها المنية خلال أداء مهامها، مؤكدًا أن الأسرة التربوية خسرت إحدى المربيات المخلصات، متوجهًا بأحر التعازي لعائلتها وزملائها ،ثم انتقل المدير إلى الحديث عن المكاسب التي تحققت في القطاع،لا يمكن الحديث عن إنجازات دون أن ننوّه بالرؤية المنهجية للدولة الجزائرية، والتي تجسدت في العديد من القرارات الحاسمة، منها صدور القانون الأساسي الخاص بقطاع التربية، الذي يعدّ التزامًا صريحًا تجاه من يحملون مشعل العلم،وتحدث عن المشاريع التي هي قيد الإنجاز، كاشفًا عن أرقام مهمة ضمن برنامج الاستثمار التربوي، منها29 مؤسسة مدرسية في طور الأشغال، تشمل 19 متوسطة و14 ابتدائية، بالإضافة إلى إنجاز داخليات، قاعات رياضية، ومراكز للكشف والمتابعة، بمجموع 105 مشروعًا، من المنتظر استلام معظمها قبل الدخول المدرسي 2025-2026، كما دعا إلى تفعيل دور العلماء والمفكرين ورجال الدين في ترقية الثقافة الإسلامية، وإحياء الفكر المستنير، مؤكدا على إحياء الفكر الذي قاوم به الشيخ ابن باديس الاستعمار، والذي نحتاجه اليوم لمواجهة تحديات العصر. اختتم الحفل برسائل تقدير لكل من ساهم في إنجاح التظاهرة، ولجميع الفاعلين في قطاع التربية والتعليم، الذين يجسدون المعنى الحقيقي للتفاني والعطاء،وكانت لحظة تكريم التلاميذ المتفوقين مسك الختام، حيث علت الزغاريد، وارتفعت الأيادي تصفيقًا لهم، تقديرًا لنجاحهم، وحافزًا لمواصلة المشوار بثقة وإصرار.
وهران تحيي يوم العلم....بين استحضار إرث ابن باديس وتكريس نهضة تربوية