(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ)

أ: محمد العلمي السائحي/ يا أبناء االجزائر أفيقوا ولا تنجروا إلى دعوة من يريدون لكم الاحتراب فيما بينكم، ويسرهم أن تضربوا رقاب بعضكم البعض، وتذكروا ما فعلته فرنسا أيام الاحتلال حينما ألبت القبائل على العرب، والعرب على الأباضيين، ولولا أن عقلاءنا تداركوا الأمر، وأصلحوا بين الناس، لضعفت قوتنا، ولعجزنا عن دحر فرنسا، ولما اكتحلت أعيننا …

مايو 12, 2025 - 13:42
 0
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ)

أ: محمد العلمي السائحي/

يا أبناء االجزائر أفيقوا ولا تنجروا إلى دعوة من يريدون لكم الاحتراب فيما بينكم، ويسرهم أن تضربوا رقاب بعضكم البعض، وتذكروا ما فعلته فرنسا أيام الاحتلال حينما ألبت القبائل على العرب، والعرب على الأباضيين، ولولا أن عقلاءنا تداركوا الأمر، وأصلحوا بين الناس، لضعفت قوتنا، ولعجزنا عن دحر فرنسا، ولما اكتحلت أعيننا بنور استقلال هذا الوطن الحبيب، وإياكم أن تظنوا يوما، أن فرنسا قد نفضت أيديها منكم، بل لا زالت إلى اليوم، تتحرق شوقا لاحتلال البلاد، و استعباد العباد، وهي تبذل الجهود الهائلة، والأموال الطائلة، لأجل هذه الغاية. ولعل ما يثبت ذلك وما يؤكده، استغلالها لحادثة توقيف: (بوعلام صنصال) حيث اهتبلتها فرصة لتؤلب الجميع على الجزائر، وهذا يدل دلالة واضحة على أنها لازالت ترى الجزائرملحقة فيما وراء البحار، وهي باعتبارها كذلك، عليها أن ترجع إليها في كل صغيرة وكبيرة.
وبعد أن أعياها أن تلوي يد الجزائر في هذه الواقعة، أوعزت لأذنابها في الجزائر أن يستغلوا حادثة الدكتور محمد الأمين بلغيث، ليؤلبوا القبائل على العرب، والعرب على القبائل، ولا أدلّ على ذلك: أن الحوار الذي أجرته قناة سكاي نيوز مع د. محمد الأمين بلغيث، قد تم في شهر مارس من السنة الجارية، وتم التلاعب به بغرض إثارة الفتنة ودفع مكونات المجتمع إلى الاقتتال..
فالأولى من التسرع في تحميل المسؤولية للدكتور: (محمد الأمين بلغيث) أن تبادر السلطات المسؤولة، بإجراء تحقيق رصين، لمعرفة الأطراف التي تقف وراء هذه الحادثة، ولم تم تحريكها في هذا الوقت بالذات، والضرب بيد من حديد، على يد الذين يتآمرون على الأمن الاجتماعي في الجزائر، ولصالح من يقومون بذلك؟
ونحن متيقنون من أن ذلك لن يستغرق وقتا طويلا لمعرفة الحقيقة، إذ يكفي تتبع خبرجية فرنسا في الإعلام، وفي الأحزاب السياسية العلمانية التي تتحرك بالإيعاز، حسب ما تقتضيه المصالح الفرنسية..
وعلينا أن نعلم جميعا أن الجزائر كما حررها الجميع، فالجميع مدعو اليوم لحماية استقلالها ووحدتها الوطنية والترابية، وعلينا أن نقف بالمرصاد لكل من يريد أن يستدرجنا إلى تقسيم مجتمعنا إلى الثنائية البغيضة وهي::
( Algerois et Algeriens)
فنحن شعب واحد قد وحدتنا الأرض التي نعيش عليها، والسماء التي نستظل بها، والحروب التي خضناها ضد الغزاة، والأخطار التي تترصد لنا، وتريد أن تديل دولتنا، وتكسر شوكتنا، وتذهب ريحنا..
إن الجزائر ينبغي أن تتسع للجميع، ولا تضيق بأي مكون من مكونات مجتمعها، وينبغي أن لا نسمح لأي مكون من مكونات المجتمع أن يعتبر الجزائر ملكه الخاص، الذي لا ينازعه فيه أحد، كائنا من كان، لأن القبول بذلك ينافي الدين الذي ندين به، وهو تنكر لتضحيات الشهداء، الذين ضحوا بالنفس والنفيس، لينعم الجميع بالحرية في ظل هذا الوطن، لا ليركب بعضهم بعضا ويستعبد بعضهم بعضا.
وصدق الله الذي قال في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات:06].
والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.