هذا ما خطّه قلم الإبراهيمي في ذكرى الـ8 من ماي 1945

يوم مظلم الجوانب بالظلم، مطرز الحواشي بالدماء المظلومة، مقشعر الأرض من بطش الأقوياء، مبتهج السماء بأرواح الشهداء، خلعت شمسه طبيعتها فلا حياة ولا نور، وخرج شهره عن طاعة الربيع فلا ثمر ولا نور، وغبنت حقيقته عند الأقلام فلا تصوير ولا تدوين. يوم ليس بالغريب عن رزنامة الاستعمار الفرنسي بهذا الوطن فكم له من أيام مثله، …

مايو 12, 2025 - 13:49
 0
هذا ما خطّه قلم الإبراهيمي في ذكرى الـ8 من ماي 1945

يوم مظلم الجوانب بالظلم، مطرز الحواشي بالدماء المظلومة، مقشعر الأرض من بطش الأقوياء، مبتهج السماء بأرواح الشهداء، خلعت شمسه طبيعتها فلا حياة ولا نور، وخرج شهره عن طاعة الربيع فلا ثمر ولا نور، وغبنت حقيقته عند الأقلام فلا تصوير ولا تدوين.
يوم ليس بالغريب عن رزنامة الاستعمار الفرنسي بهذا الوطن فكم له من أيام مثله، ولكنّ الغريب فيه، أن يجعل -عن قصد – ختاما لكتاب الحرب، ممن أنهكتهم الحرب على من قاسمهم لأواءها، وأعانهم على إحراز النصر فيها. ولو كان ذا اليوم في أوائل الحرب لوجدنا من يقول: إنه تجربة كما يجرب الجبان القوى سيفه في الضعيف الأعزل.
يا يوم! … لله دماء بريئة أريقت فيك، ولله أعراض طاهرة انتهكت فيك، ولله أموال محترمة استبيحت فيك، ولله يتامى فقدوا العائل الكافي فيك، ولله أيامى فقدن بعولتهن فيك، ثم كان من لئيم المكر بهنّ أن منعن من الإرث والتزوج، ولله صبابة أموال أبقتها يد العائثين، وحبست فلم تقسم على الوارثين.
يا يوم!… لك في نفوسنا السمة التي لا تمحى، والذكرى التي لا تنسى، فكن من أية سنة شئت، فأنت يوم 8 ماي وكفى. وكل ما لك علينا من دين أن نحيي ذكراك. وكل ما علينا لك من واجب أن نون تاريخك في الطروس، لئلا يمسحه النسيان من النفوس.
«جريدة البصائر العدد 35 يوم الاثنين 01 رجب 1367 الموافق لـ 10 ماي 1948»