أولياء صائمون عن الأكل والكلام.. والطلبة في حال ترقب

أصعب ما في شهادة البكالوريا، هي الفترة الفاصلة، ما بين آخر مادة في الامتحان، ويوم الإعلان عن النتائج، وأصعب ما في هذه المدة الصعبة، هي الساعات الأخيرة التي تسبق ساعة الإعلان، حيث تصمت الأمهات وحتى الآباء عن الكلام، ويدخل الطالب في حسابات لا تنتهي، يجمع نقاطه المحتملة أو التي توقعها، ثم يقسمها على المعاملات، فيجد […] The post أولياء صائمون عن الأكل والكلام.. والطلبة في حال ترقب appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 18, 2025 - 19:33
 0
أولياء صائمون عن الأكل والكلام.. والطلبة في حال ترقب

أصعب ما في شهادة البكالوريا، هي الفترة الفاصلة، ما بين آخر مادة في الامتحان، ويوم الإعلان عن النتائج، وأصعب ما في هذه المدة الصعبة، هي الساعات الأخيرة التي تسبق ساعة الإعلان، حيث تصمت الأمهات وحتى الآباء عن الكلام، ويدخل الطالب في حسابات لا تنتهي، يجمع نقاطه المحتملة أو التي توقعها، ثم يقسمها على المعاملات، فيجد أحيانا المعدل الذي يحلم به، ويجد في حساب آخر، ما لا يسرّه من معدلات خيالية، وهو في حالة نفسية صعبة يزيدها صمت الأولياء صعوبة.
تقول الأم فريدة التي اجتاز ابنها البكالوريا للمرة الثانية: “عندما اقترب موعد الإعلان على النتائج فقدت شهية الأكل نهائيا، ونومي صار مليئا بالأحلام وبأضغاثها وبالكوابيس، لأجل ذلك قررت الصوم، إلى غاية يوم الأحد، اليوم المقرر فيه إعلان النتائج، وهي فرصة من ذهب لأجل الدعاء في وضعية صائمة، لابني بالتوفيق وتحقيق المعدل الذي يسمح له باختيار ما يريد في الجامعة، ثم تعود وتقول، لا يهمني المعدل، همي الوحيد هو نجاحه وإطلاق زغرودة تهز أرجاء البيت وتجعلني أتلقى التهائي من الأهل والجيران.
أما جارتها سعاد وهما تقطنان في نفس العمارة، بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، فحلمها مزدوج: “البكالوريا في حد ذاتها هدف كبير، والحصول على معدل كبير، هدف أكبر، أمنيتي واحدة وهي أن أرى ابنتي هذا الصيف مسجلة في معهد الطب بقسنطينة، سأشعر حينها أني قد حققت حلم عمري في ابنتي حبيبتي”.
وتعود السيدة سعاد إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان والدها يترجاها بأن تنجح في البكالوريا وتنتمي لكلية الطب، فخيّبت حلمه، وهي تريد أن تفرحه الآن بابنتها بعد أن تجاوز الثمانين من العمر.
ويقول عدد من أرباب البيوت من الرجال، إن اختيار مكان العطلة مؤجل إلى ما بعد الإعلان عن نتائج أبنائنا، ففي حالة الفرحة الكبرى والمعدلات المرغوبة، ستكون التضحية بما هو مدخر، لا حسرة عليه، وإذا بقي الطالب معلقا في اختياره، تكون عطلة متوازنة، وأما إذا حدثت المفاجأة غير السارة بالرسوب فقد تلغى الرحلة الاستجمامية نهائيا.
أما عن المترشحين من الطلبة والطالبات فلا عالم بما يفكرون غير الله، ومنهم من اختاروا التخييم في مناطق ساحلية على أن يتابعوا،عن بعد من عائلاتهم النتائج صباح يوم الأحد لقهر، أو على الأقل التخفيف من الضغط الذي عكّر راحتهم النفسية.
ويمكن لأي ملاحظ أو فضولي أن يطلّ على حسابات الأولياء والطلبة الإلكترونية في اليومين الأخيرين مع اقتراب ساعة الحسم، حيث سيجد سردا من الأدعية التي تعني الامتحانات، تزين بها الأمهات والآباء حساباتهم وصفحاتهم، أما الطلبة فغالبيتهم انقطعوا عن النشر، في انتظار اليوم الموعود، حيث قرر بعض الطلبة نقل لحظة الإعلان والنتيجة، مهما كانت على المباشر وسط عائلته.
هم أكثر من 800 ألف منتظر، والملايين من أوليائهم وإخوتهم وأحبائهم، في انتظار ساعة الحسم، لتمنح نتائج البكالوريا بعد ذلك مجموعات متباينة من الطلبة، بين من حقق أمنيته فحصل على المعدل الذي عمل لأجله والذي يسمح له بامتطاء القطار العلمي والعملي الذي يريده، وبين من حقق النجاح المبتور، الذي سيغير أمنياته وأحلامه، ويجعله يقرر إعادة البكالوريا في نسختها القادمة 2026، وبين من لم يجد نفسه ضمن الناجحين، فإما أن يقرر الانسحاب نهائيا من عالم الدراسة إلى التكوين أو العمل، أو يصرّ على رفع التحدي بإعادة التجربة والسنة، وبين هذا وذاك، تظهر مرة أخرى قيمة شهادة البكالوريا في المجتمع الجزائري، فوحدها ما تصنع الفرحة الكبرى أو الخيبة الكبرى في ارتباط وثيق بالتربية والتعليم.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post أولياء صائمون عن الأكل والكلام.. والطلبة في حال ترقب appeared first on الشروق أونلاين.