إحالة وزيرة فرنسية من أصول مغربية على المحاكمة بتهم فساد واستغلال النفوذ

أمر قضاة التحقيق في باريس، اليوم الثلاثاء، بإحالة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والرئيس التنفيذي السابق لتحالف “رينو–نيسان” كارلوس غصن، إلى المحكمة بتهم “الفساد واستغلال النفوذ”، وفق ما نقلته مصادر قضائية لوسائل إعلام فرنسية.

القضية، التي فُتحت منذ عام 2019، تحمل أبعادًا سياسية كبرى، خاصة وأن داتي تُعد من أبرز شخصيات حكومة فرانسوا بايرو، ومرشحة محتملة لرئاسة بلدية باريس.

الوزيرة الفرنسية، البالغة من العمر 59 عامًا، ستُحاكم بتهم “تلقي منافع غير مشروعة”، “إساءة الثقة”، “الفساد واستغلال النفوذ” أثناء شغلها منصبًا انتخابيًا في البرلمان الأوروبي، وأكد محاميها، أوليفييه باردو، عزمه الطعن في قرار الإحالة.

شبهات حول 900 ألف يورو
وتشتبه التحقيقات في تلقي داتي مبلغًا قدره 900 ألف يورو بين عامي 2010 و2012، مقابل خدمات استشارية لشركة “RNBV”، وهي فرع تابع لتحالف “رينو–نيسان”، بموجب عقد وُقّع في أكتوبر 2009، دون تقديم عمل فعلي. كما تحقق السلطات فيما إذا كان العقد قد استُخدم لإخفاء نشاط ضغط داخل البرلمان الأوروبي، وهو أمر محظور على النواب.
في البداية، وُضعت داتي تحت صفة “شاهد مساعد”، قبل أن يتم توجيه الاتهام لها رسميًا في يوليو 2021. الوزيرة، التي شغلت سابقًا منصب وزيرة العدل في عهد نيكولا ساركوزي، تعتبر هذه الوقائع “سقطت بالتقادم”، لكنها فشلت في مساعيها القانونية لوقف الملاحقات.
ومن المقرر عقد جلسة أولى في 29 سبتمبر المقبل، لتحديد ترتيبات المحاكمة، في حين يُرجّح أن تُجرى بعد الانتخابات البلدية لعام 2026.

غصن ملاحق دوليًا
أما كارلوس غصن، البالغ 71 عامًا، فهو موضوع مذكرة توقيف دولية منذ أفريل 2023، وسيُحاكم بتهم إساءة استخدام السلطة، خيانة الأمانة، الفساد واستغلال النفوذ، في ملف أعلنت فيه شركة “رينو” نفسها طرفًا مدنيًا، حيث يواصل غصن نفي جميع الاتهامات.
غصن، الذي يحمل الجنسيات اللبنانية والفرنسية والبرازيلية، اعتُقل في اليابان أواخر 2018 بسبب شبهات مالية أثناء إدارته لتحالف “رينو–نيسان”، قبل أن يفرّ بطريقة مثيرة إلى لبنان في أواخر 2019، حيث يقيم حتى الآن.

ظهرت المقالة إحالة وزيرة فرنسية من أصول مغربية على المحاكمة بتهم فساد واستغلال النفوذ أولاً على الحياة.