إشادة الطلبة بنجاح تجربة الورشة المنظمة بين رياس الجزائر و “تيكا” التركية

  على خطى الحبر واللون بين الجزائر وتركيا… قصر الداي حسين  اختتمت بقصر الداي حسين بالثعالبية، في أجواء فنية مفعمة بروح الإبداع والتبادل الثقافي، فعاليات الورشات التكوينية في فني الإيبرو والخط العربي، التي بادرت إلى تنظيمها مؤسسة رياس الجزائر بالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” وبإشراف مديرية النشاطات الثقافية لولاية الجزائر. امتدت هذه الورشات […] The post إشادة الطلبة بنجاح تجربة الورشة المنظمة بين رياس الجزائر و “تيكا” التركية appeared first on الجزائر الجديدة.

أغسطس 8, 2025 - 17:51
 0
إشادة الطلبة بنجاح تجربة الورشة المنظمة بين رياس الجزائر و “تيكا” التركية

 

على خطى الحبر واللون بين الجزائر وتركيا… قصر الداي حسين 

اختتمت بقصر الداي حسين بالثعالبية، في أجواء فنية مفعمة بروح الإبداع والتبادل الثقافي، فعاليات الورشات التكوينية في فني الإيبرو والخط العربي، التي بادرت إلى تنظيمها مؤسسة رياس الجزائر بالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” وبإشراف مديرية النشاطات الثقافية لولاية الجزائر. امتدت هذه الورشات من 27 جويلية إلى 6 أوت 2025، وشارك في تأطيرها الفنانان التركيان أونر نوران في فني الإيبرو وإرهان بكتاش في الخط العربي، في أول زيارة لهما إلى الجزائر، حيث قدّما تكوينًا نظريًا وتطبيقيًا للمواهب الجزائرية بهدف إحياء التراث الفني المشترك بين البلدين.

معرض لوحات المشاركين في الورشات

وعرضت بالمناسبة نحو 100 لوحة أنجزها المتدربون المشاركون خلال الورشات، 70 منها في فن الإيبرو والبقية في فن الخط العربي، حيث تم اختيار عمل واحد لكل متدرب لعرضه. جرى إفتتاح المعرض تحت إشراف سفير تركيا بالجزائر محمد مجاهد كوتشوك يلماز، ومديرة النشاطات الثقافية لولاية الجزائر بن داود يمينة، ومنسق مكتب “تيكا” بالجزائر غوكتشان كالكان، ومدير مؤسسة رياس الجزائر بلال إرمولي، والأمينة العامة سامية قادرين والأعضاء المؤسسين محمد إيدير جودر وبلعيد جعودان إلى جانب عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي و جميع الطلبة المشاركين في الورشات.

وقد شارك سفير دولة تركيا بالجزائر في ورشة فن الابرو و فن الخط العربي ضمن فعاليات اختتام الدورة التكوينية التي احتضنها قصر الداي حسين كما شاركت سابقا حرمه ومديرة الثقافة في لفتة رمزية داعمة للتظاهرة.

الحفل الختامي تخللته لحظات تكريم للمشاركين والمؤطرين، إضافة إلى تبادل الهدايا الرمزية، فيما أضفت فرقة “آمال الأندلس” من دار الثقافة رشيد ميموني تحت إشراف شتيوي يوسف و مرابط كريم لمسة فنية مميزة بوصلاتها الأندلسية التي جمعت بين جمال الصوت وأصالة اللحن، لتختتم الفعالية بصورة تعكس عمق الروابط الثقافية والإنسانية بين الجزائر وتركيا.

سفير تركيا محمد مجاهد كوتشوك يلماز… حين تتحدث الدبلوماسية بلغة الأخوة والفن

عبّر سفير جمهورية تركيا بالجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، في ختام هذه الفعالية التي جمعت بين الحرف واللون والنغمة، عن سروره العميق بالمشاركة، موجّهًا شكره في البداية إلى وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” ومؤسسة رياس الجزائر على تنظيم هذا البرنامج المميز الذي امتد لعشرة أيام في فضاءات قصر حسين داي، هذا المكان الساحر الذي يعكس عبق التاريخ وجمال العمارة. وأشاد بالأعمال الجليلة التي قامت بها “تيكا” وبجهود المؤطرين، مؤكداً أن حضورهم لم يكن من أجل التدريب فقط، بل من أجل ترسيخ روابط الأخوة الجزائرية التركية، مشيرًا إلى أن ما قد يبدو عملاً بسيطًا اليوم سيظهر أثره الكبير في المستقبل من خلال بصماته الثقافية والإنسانية.

توقف السفير عند عمق الروابط التي تجمع الشعبين، مؤكداً أنه لمسها بقوة خلال فترة عمله كسفير في الجزائر وزياراته التي شملت حتى الآن 25 ولاية، على أمل أن يتمكن من زيارة باقي ولايات الوطن. واعتبر أن الجزائر وتركيا تجمعهما أواصر تاريخية وثقافية وإنسانية متينة، وأن العلاقات بين الحكومتين ممتازة وتشمل توافقًا في أغلب المجالات، خاصة في القضايا التي تمس الأمة الإسلامية. وفي هذا السياق، خصّ بالذكر القضية الفلسطينية، معتبرًا إياها القضية الأهم، مندّدًا بالاحتلال والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني، ومؤكداً أن التاريخ سيسجل مواقف الدول، وأنه حين تنتهي هذه الإبادة الجماعية سيقف العالم على من نصَر المظلومين ومن خذلهم، وستُذكر الجزائر وتركيا بمواقفهما الشجاعة ودعمهما الثابت لفلسطين، سواء في الميدان أو داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وختم السفير كلمته بالتأكيد على أن ما يجمع الجزائر وتركيا يتجاوز السياسة والاقتصاد ليصل إلى روح واحدة، وأن هذه الورشات الفنية ليست سوى تجسيد حي لوحدة الشعوب حين يلتقي الإبداع بالإنسانية، واعدًا بأن يظل جسراً للتواصل والتعاون بين البلدين.

سامية قادرين : الفن الذي يجمعنا… لا ختام له

حتى وإن كنا نطوي اليوم صفحة هذه التظاهرة المرتبطة بورشتي الإيبرو والخط العربي، فإنها لا تمثّل خاتمة، بل بداية لمسار فني واعد من التعاون والمشاريع المشتركة. في هذه اللحظة التي تمتزج فيها مشاعر الفخر بالامتنان، نختتم أيامًا حافلة بالإبداع والتبادل الثقافي، جمعتنا تحت سقف واحد في دورة تكوينية متميزة نظمتها مؤسسة رياس الجزائر لحفظ وتثمين التراث الثقافي وترقية الفنون، بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”. لقد كانت هذه الأيام فرصة فريدة لتجسيد عمق العلاقات الثقافية بين الجزائر وتركيا، حيث التقت الأيادي المبدعة والأرواح المحبة الشغوفة بالفن في مساحات من التلاقي والتعبير والتواصل الإنساني. لقد شارك في هذه الورشات أكثر من مائة فنان وفنانة من مختلف الأعمار والمستويات، لم يأتوا فقط لتعلّم تقنيات جديدة، بل جاؤوا ليعبّروا عن شغفهم ويضيفوا لمسة من روحهم في كل لوحة وحرف. وبفضل جهود الجميع، تحولت هذه التجربة إلى احتفاء حقيقي بالذاكرة الثقافية والإبداع المشترك. كل الشكر والتقدير لسفير جمهورية تركيا بالجزائر محمد مجاهد كوتشوك يلماز، على دعمه المتواصل، و لوكالة تيكا ممثلة في شخص غوكتشان كلكان على ثقته الغالية، وعلى ما أتاحه لنا من فرصة لإنجاح هذه المبادرة الفنية الراقية، فالوكالة التركية تعد من أنجح الهيئات التي أنجزت مئات المشاريع في الجزائر في مجالات متنوعة. كما نعبر عن امتناننا للسيدة بن داود يمينة مديرة الثقافة والفنون، على ما وفرته لنا من دعم وفضاء ثقافي ذي رمزية كبيرة، يعكس هوية وهواء الجزائر الفني. ونتوجه بتحية خاصة إلى جميع الفنانين المؤطرين، وطلبة الفنون الجميلة، وكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء، من منظمين ومترجمين وإداريين، لا سيما إكرام لشرف ودنيا رحماني وياسر بن أحمد، وفريق مؤسسة رياس الجزائر الذي بذل جهودًا كبيرة في سبيل إخراج هذا العمل إلى النور. كما وجهت قادرين كلمة اعتزاز إلى كل المشاركين، زاد هذا الوطن الثقافي، وعماده الإبداعي، وأمل مستقبله الفني، الذين بهم تتواصل الحكاية، وبعطائكم تستمر الحياة الفنية. هذا الختام لا يعني نهاية، بل هو وعد بلقاءات جديدة ومشاريع فنية أخرى، لأن الفن لا يُختَتم… بل يتجدد، ويجمعنا دائمًا مهما فرّقتنا الجغرافيا.

أونر نوران… حين يتحوّل الإيبرو إلى جسر للمحبة بين الجزائر وتركيا

وقفت الفنانة التركية أونر نوران مؤطرة ورشة الإيبرو التي احتضنتها الجزائر ضمن فعاليات التعاون الثقافي الجزائري التركي، أمام جمهورها وهي تغالب مشاعرها، شاكرة سعادة سفير جمهورية تركيا على حضوره ودعمه. بابتسامة صادقة قالت “أشعر وكأنني أعيش حلمًا، وأخشى أن أستيقظ منه… لكن حتى إن انتهى هذا الحلم، فإن الروابط التي نسجتها مع طالباتي خلال هذه الورشة ستظل خالدة في قلبي”.

الفنانة، التي وجدت في الجزائر شعبًا فريدًا في دفئه وكرمه وصفاته المتميزة، اعترفت بأنها لا تستطيع حتى الآن إيجاد الكلمات التي تصف إحساسها، مؤكدة أن هذه التجربة تركت في روحها أثرًا عميقًا. أمام أكثر من سبعين(70) مشاركًا، منحت أونر نوران خبرتها في فن الإيبرو، وهو الفن الذي تعلّمته منذ عام 2005 على يد الأستاذ صدر الدين أوزشيمي، بعد مسار بدأ بدراسة التاريخ وتوجته بعشرات الإنجازات الفنية والتربوية.

ولدت أونر نوران سنة 1957 في يوزغات، وتخرجت من جامعة 19 ماي عام 1980، قبل أن تواصل دراستها بالأناضول سنة 1992. حصلت على شهادة في فن التذهيب والخطاطين ببورصة عام 1997، وعملت على نشر هذا الفن من خلال دورات وورشات، كما تطوّعت لتدريس الأطفال في دور الأيتام ودور التربية. شغلت منصب مديرة مركز الفنون الإسلامية التركية بين 2010 و2017، ثم أسست مرسم “غندسة” لفن الإيبرو، مخرّجةً عام 2021 ثمانية طلاب بارعين.

في الجزائر، لم تكن الورشة مجرّد تدريب تقني، بل كانت فضاءً إنسانيًا حافلاً بالابتسامات والقصص والمواهب، حيث عبّرت نوران عن امتنانها لكل من ساعدها في إتمام الورشات، موجّهة شكرًا خاصًا لشريح جازية، وصوفيا، وخديجة، وياسمين. تجربة قالت عنها إنها ستظل محفورة في ذاكرتها كما تبقى ألوان الإيبرو ثابتة على الماء، عصية على الزوال.

أكتاش هاكان… حين يهمس الخط العربي بأنغام العود في الجزائر

في ختام ورشة الخط العربي المصحوبة بالعزف على العود، عبّر الخطاط التركي أكتاش هاكان عن امتنانه العميق لمؤسسة رياس الجزائر والوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، وعمال قصر حسين داي وكل المؤسسات التي ساهمت في إنجاح هذا البرنامج الفني المميز. أثنى على الاستقبال الحار الذي حظي به منذ قدومه، مبدياً إعجابه الشديد بجمال الجزائر، سواء في طبيعتها الساحرة أو في عمارتها وتاريخها، مؤكداً أنه فوجئ بمدى التشابه الكبير الذي يجمعها بتركيا، حتى شعر وكأنه بين أهله.

مرت الورشة في أجواء فريدة، حيث امتزج فن الخط العربي بأوتار العود في حوار بين الحرف والنغمة، وهو ما أضفى على التجربة عمقًا روحانيًا وجماليًا خاصًا. أبدى هاكان اندهاشه من المستوى الراقي للمشاركين، واعتبرهم جميعًا إخوة وأصدقاء قبل أن يكونوا طلبة، مشيرًا إلى أن لحظة الفراق عن الجزائر تحمل في طياتها حزنًا كبيرًا، لكنه يأمل أن يعود قريبًا لاستكمال هذا المسار الفني المشترك.

ولد إرهان بكتاش، عام 1987 في أنقرة، وتخرج سنة 2009 من جامعة كيريك قلعة في قسم الإدارة العامة والعلوم السياسية. عمل منذ 2011 في رئاسة دائرة الضرائب بإسطنبول، قبل أن يتولى مناصب متعددة بوزارة الخزانة والمالية، وهو يشغل حاليًا منصب رئيس قسم الميزانية والمشتريات والمدفوعات بالمديرية العامة لشؤون الموظفين.

تعرف على فن الخط خلال سنوات الجامعة، وبدأ تعلمه عند انتقاله إلى إسطنبول عام 2013 بخط الرقعة على يد الأستاذ أحمد كتلمان، قبل أن يتعمق في خطي الثلث والنسخ مع الأستاذين حسن جلبي وأحمد كتلهان، حيث نال شهادته فيهما عام 2017، ثم أضاف إلى رصيده خط التعليق الذي حصل على إجازته فيه في يناير 2025. تزامن تعلمه مع تجربة تدريسية بدأها منذ 2017 في زاوية بالابان وبيت الثقافة، ولا يزال يواصل التعليم حضورياً وعن بعد.

حصل على بطاقة الفنان من وزارة الثقافة والسياحة التركية بصفته ناقلًا للتراث الثقافي غير المادي، وشارك في معارض وورش داخل تركيا وخارجها، إلى جانب دراسته للموسيقى الصوفية وإجادته العزف على العود والباغلاما. متزوج وله طفل واحد، ويؤمن بأن الخط العربي والموسيقى وجهان لفن واحد يجمع الروح بالقلب.

خليل عدة

 

The post إشادة الطلبة بنجاح تجربة الورشة المنظمة بين رياس الجزائر و “تيكا” التركية appeared first on الجزائر الجديدة.