اعترافات تغيّر المعادلة!
في منعطف تاريخي نادر، أعلنت بريطانيا وفرنسا وأستراليا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، في خطوة هزّت ثوابت السياسة الغربية التقليدية تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي؛ ذلك الاعتراف ليس مجرّد إشارة رمزية، بل صفعة دبلوماسية لإسرائيل التي طالما بنت قوتها على شبكة دعم غربي صلب، وبهذا القرار، فُتحت أمام الفلسطينيين نوافذ أوسع نحو مؤسسات الشرعية الدولية …

في منعطف تاريخي نادر، أعلنت بريطانيا وفرنسا وأستراليا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، في خطوة هزّت ثوابت السياسة الغربية التقليدية تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي؛ ذلك الاعتراف ليس مجرّد إشارة رمزية، بل صفعة دبلوماسية لإسرائيل التي طالما بنت قوتها على شبكة دعم غربي صلب، وبهذا القرار، فُتحت أمام الفلسطينيين نوافذ أوسع نحو مؤسسات الشرعية الدولية بعد أن ظلّ حلم الدولة لعقود رهين البيانات والوعود.
المؤكد أن ما يغيب عن كثيرين أنّ «طوفان الأقصى» لم يكن حدثًا عابرًا، بل صاعقًا أعاد إحياء القضية الفلسطينية في الضمير العالمي، فبدّل المعادلة النفسية والسياسية، وأيقظ ذاكرة الشعوب والحكومات، وجعل كلفة تجاهل فلسطين أعلى من كلفة الاعتراف بها. هكذا تحوّل الطوفان إلى أداة ضغط غير مباشرة دفعت عواصم مترددة إلى اتخاذ خطوات طال انتظارها، في محاولة لإعادة التوازن إلى مواقفها الأخلاقية والسياسية.
إن هذا الاعتراف، وإن لم يغيّر الواقع على الأرض فسيرسّخ أنّ القضية الفلسطينية استعادت مركزيتها، وأن إسرائيل لم تعد تحتكر خطاب الشرعية والمظلومية. وبقدر ما هو إنجاز دبلوماسي للفلسطينيين، فهو أيضًا إنذار لإسرائيل بأن زمن التفويض المطلق يقترب من نهايته، وأن العالم بدأ ينظر إلى الصراع بمنظار جديد أكثر إنصافًا وواقعية.