الإسبان يتسابقون لفتح خطوط بحرية مع الجزائر
لم تمض سوى أسابيع قليلة على إعادة فتح أول خط بحري بين الجزائر وميناء كاستيون في جنوب إسبانيا، حتى سارعت إدارة هذه المنشأة البحرية إلى الإعلان عن مفاوضات متقدمة لإطلاق خطوط جديدة باتجاه الجزائر، مع مهمة اقتصادية في الأسابيع المقبلة، هي الثانية من نوعها خلال 2025 لقطاع النقل البحري بإسبانيا، في مشهد يكشف حجم التنافس […] The post الإسبان يتسابقون لفتح خطوط بحرية مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.


لم تمض سوى أسابيع قليلة على إعادة فتح أول خط بحري بين الجزائر وميناء كاستيون في جنوب إسبانيا، حتى سارعت إدارة هذه المنشأة البحرية إلى الإعلان عن مفاوضات متقدمة لإطلاق خطوط جديدة باتجاه الجزائر، مع مهمة اقتصادية في الأسابيع المقبلة، هي الثانية من نوعها خلال 2025 لقطاع النقل البحري بإسبانيا، في مشهد يكشف حجم التنافس على كسب السوق الوطنية بعد القطيعة التي كبدت الطرف الإسباني خسائر فادحة.
في هذا السياق، أقر علنًا الرئيس التنفيذي للهيئة المينائية لكاستيون، روبين إيبانييز، والذي يعتبر القلب النابض لصناعة السيراميك الإسبانية، بأن استعادة الربط البحري مع الجزائر في أوت الماضي شكل “منعطفا أساسيا”، مؤكدا أن 90 بالمائة من المواد الأولية المستخدمة في صناعة البلاط تمر عبر هذا الميناء نحو الجزائر.
الأرقام التي عرضها المسؤول الإسباني، وفق ما نقله موقع “كاستيون بلازا الإخباري”، تكشف عمق الأزمة التي مر بها الميناء، حيث أن التجارة المرتبطة بالسيراميك تمثل 32 بالمائة من إجمالي نشاطه، أي ما يعادل 3.8 ملايين طن منذ بداية السنة، وذلك على مدار عامين ونصف تقريبا من مقاطعة جزائرية شبه تامة للمنتجات الاسبانية.
ومع ذلك، فإن غياب الجزائر عن المعادلة خلال فترة القطيعة ترك فجوة لم تستطع الأسواق البديلة تعويضها، حسب المصدر ذاته، حتى مع تسجيل صادرات معتبرة نحو المغرب وايرلندا ومصر، يبقى حجم السوق الجزائرية وثقلها في مشاريع البناء والإسكان أكبر من أن يستغنى عنه، خصوصا المواد الأولية والمعدات والتجهيزات بالنظر للمشاريع المحلية التي بادر بها خواص جزائريون على غرار ولايات سطيف وباتنة وبومرداس.
ولعل استعجال الميناء الإسباني تنظيم بعثة تجارية ثانية إلى الجزائر لقطاع السيراميك والنقل البحري خلال هذه السنة، وفق ما أعلنه روبين ايبانييز، بعد استعادة أول خط، هو الدليل الأوضح على أن هناك سعيا حثيثا من طرف الإسبان لاسترجاع موقعهم في السوق الوطنية، لكن هذه المرة عبر شراكات ومواد أولية وليس من خلال منتجات نهائية.
وقبل أيام أعلنت منظمة أرباب العمل بكتالونيا تنظيم مهمة اقتصادية كبرى تجمع رجال أعمال وشركات من الإقليم، في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 نوفمبر المقبل، وبالتعاون مع البنك الإسباني- العربي Aresbank، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائر وإقليم كتالونيا، من خلال استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات استراتيجية، وإقامة لقاءات ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين، إلى جانب بحث مشاريع تعاون جديدة تعود بالفائدة على الطرفين.
وسيتم التركيز خلال هذه المهمة على مجالات الطاقات المتجددة والهندسة والبنية التحتية والنقل الحضري، إضافة إلى قطاعات استراتيجية على غرار الطاقة والمناجم والفلاحة والصناعة الميكانيكية (السيارات خصوصا)، فضلا عن الرقمنة والتكنولوجيا والسياحة والخدمات، إضافة إلى بحث الفرص المتاحة في قطاع المحروقات والغاز.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الإسبان يتسابقون لفتح خطوط بحرية مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.