الثورة التحريرية: المجاهد أحمد بن حبيتر, رمز المقاومة في قلب الصحراء الجزائرية

ورقلة - تعد الثورة الجزائرية من أهم المحطات التاريخية في نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال صنعها أبطال من مختلف ربوع الوطن, من ضمنهم المجاهد أحمد بن حبيتر المدعو "احميدة", والذي كان له الأثر الكبير في احياء روح المقاومة في قلب الصحراء الكبرى وتحديدا بورقلة. وبهذا الخصوص, أكد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بورقلة, مصطفى زبيدي, ل /وأج أن أحمد بن حبيتر يعد من أبرز المجاهدين الذين انخرطوا في سن مبكرة في النضال الوطني بالمنطقة, مجسدا أسمى معاني الشجاعة والإصرار في مسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي. وأوضح أنه كان من أوائل الذين لبوا نداء الوطن منذ اندلاع الثورة بولاية ورقلة, مؤمنا بضرورة الثورة التحريرية لاسترجاع الحرية والسيادة, مضيفا أن بن حبيتر كان فاعلا ضمن الخلايا السرية للمجاهدين في المنطقة مع نخبة من رفاق السلاح الأوفياء الذين واجهوا ظروفا أمنية صعبة, محفوفة بالمخاطر, مما اضطرهم إلى اعتماد السرية الكاملة في التخطيط والتنفيذ لضمان التنسيق الجيد مابين الخلايا الثورية ومواصلة العمل الثوري وحماية المناضلين من ملاحقات العدو. وأشار السيد زبيدي الى أن المجاهد أحمد بن حبيتر كان من الشخصيات التي ساهمت في نشر روح المقاومة وسط أبناء ورقلة, قبل أن يلتحق بوحدات الجيش التحرير الوطني بعد فتح الجبهة الجنوبية, إلى جانب عدد من المناضلين. ولد المجاهد سنة 1939 في حي سعيد عتبة العريق بمدينة ورقلة ونشأ في كنف الزوايا والمساجد, بدءا من مساجد القصر العتيق إلى الزاوية القادرية بحي الرويسات. وقد عمقت هذا النشأة الدينية والتربوية لديه الشعور بالانتماء للوطن وغرست في نفسه كرها للمستعمر الفرنسي, الذي كان يمارس أبشع أساليب القمع والاضطهاد في حق الجزائريين. في سن مبكرة (16 سنة), التحق ''احميدة'' بجبهة التحرير الوطني وتولى مهام التنسيق مع الخلايا الثورية, تمثلت في جمع التبرعات من أسلحة وذخيرة ومواد طبية رفقة ثلة من المجاهدين. وقد أدى نشاطه هذا إلى اكتشاف أمره من طرف السلطات الاستعمارية وتم اعتقاله بحاسي مسعود, حيث كان يعمل مع عدد من المجاهدين, ليحول بعدها إلى التحقيق بورقلة, قبل أن يفرج عنه مع إبقائه تحت الرقابة الجبرية. رغم التهديد والمضايقات, واصل المجاهد نشاطه الثوري بعزيمة قوية, منظما تجمعات سرية في البيوت والمدارس القرآنية لنشر الوعي ودعم الثورة. وقد لعب دورا حيويا في التنسيق مع قادة الخلايا الثورية وإعداد هياكل تنظيمية مدروسة في ورقلة, التي كانت آنذاك منطقة عسكرية, مما تطلب الكثير من الحذر والسرية. كان يحلم بحمل السلاح والانخراط في الكفاح المسلح, لكن أوامر قيادة الجبهة قضت بجعل المنطقة قاعدة خلفية لجمع الدعم وتوفير الملاذ الآمن للثوار القادمين من مختلف أنحاء الوطن, خاصة مع ازدياد أهمية الصحراء بعد اكتشاف البترول في الصحراء الجزائرية. وفي سنة 1960, التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في الحدود الجزائرية, حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة, تحضيرا للتطورات الميدانية. وشارك مع رفاقه في هجمات نوعية على المراكز العسكرية الفرنسية في المناطق الحدودية, ألحقوا من خلالها خسائر فادحة بالعدو, واستمر في أداء واجبه الوطني, حيث واصلت وحدات الجبهة الجنوبية حماية الحدود الوطنية. وبعد عودته إلى ورقلة, ساهم في مرحلة بناء الجزائر المستقلة, حاملا معه تجربة نضالية ثرية.

أغسطس 19, 2025 - 16:45
 0
الثورة التحريرية: المجاهد أحمد بن حبيتر, رمز المقاومة في قلب الصحراء الجزائرية

ورقلة - تعد الثورة الجزائرية من أهم المحطات التاريخية في نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال صنعها أبطال من مختلف ربوع الوطن, من ضمنهم المجاهد أحمد بن حبيتر المدعو "احميدة", والذي كان له الأثر الكبير في احياء روح المقاومة في قلب الصحراء الكبرى وتحديدا بورقلة.

وبهذا الخصوص, أكد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بورقلة, مصطفى زبيدي, ل /وأج أن أحمد بن حبيتر يعد من أبرز المجاهدين الذين انخرطوا في سن مبكرة في النضال الوطني بالمنطقة, مجسدا أسمى معاني الشجاعة والإصرار في مسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي.

وأوضح أنه كان من أوائل الذين لبوا نداء الوطن منذ اندلاع الثورة بولاية ورقلة, مؤمنا بضرورة الثورة التحريرية لاسترجاع الحرية والسيادة, مضيفا أن بن حبيتر كان فاعلا ضمن الخلايا السرية للمجاهدين في المنطقة مع نخبة من رفاق السلاح الأوفياء الذين واجهوا ظروفا أمنية صعبة, محفوفة بالمخاطر, مما اضطرهم إلى اعتماد السرية الكاملة في التخطيط والتنفيذ لضمان التنسيق الجيد مابين الخلايا الثورية ومواصلة العمل الثوري وحماية المناضلين من ملاحقات العدو.

وأشار السيد زبيدي الى أن المجاهد أحمد بن حبيتر كان من الشخصيات التي ساهمت في نشر روح المقاومة وسط أبناء ورقلة, قبل أن يلتحق بوحدات الجيش التحرير الوطني بعد فتح الجبهة الجنوبية, إلى جانب عدد من المناضلين.

ولد المجاهد سنة 1939 في حي سعيد عتبة العريق بمدينة ورقلة ونشأ في كنف الزوايا والمساجد, بدءا من مساجد القصر العتيق إلى الزاوية القادرية بحي الرويسات. وقد عمقت هذا النشأة الدينية والتربوية لديه الشعور بالانتماء للوطن وغرست في نفسه كرها للمستعمر الفرنسي, الذي كان يمارس أبشع أساليب القمع والاضطهاد في حق الجزائريين.

في سن مبكرة (16 سنة), التحق ''احميدة'' بجبهة التحرير الوطني وتولى مهام التنسيق مع الخلايا الثورية, تمثلت في جمع التبرعات من أسلحة وذخيرة ومواد طبية رفقة ثلة من المجاهدين.

وقد أدى نشاطه هذا إلى اكتشاف أمره من طرف السلطات الاستعمارية وتم اعتقاله بحاسي مسعود, حيث كان يعمل مع عدد من المجاهدين, ليحول بعدها إلى التحقيق بورقلة, قبل أن يفرج عنه مع إبقائه تحت الرقابة الجبرية.

رغم التهديد والمضايقات, واصل المجاهد نشاطه الثوري بعزيمة قوية, منظما تجمعات سرية في البيوت والمدارس القرآنية لنشر الوعي ودعم الثورة.

وقد لعب دورا حيويا في التنسيق مع قادة الخلايا الثورية وإعداد هياكل تنظيمية مدروسة في ورقلة, التي كانت آنذاك منطقة عسكرية, مما تطلب الكثير من الحذر والسرية.

كان يحلم بحمل السلاح والانخراط في الكفاح المسلح, لكن أوامر قيادة الجبهة قضت بجعل المنطقة قاعدة خلفية لجمع الدعم وتوفير الملاذ الآمن للثوار القادمين من مختلف أنحاء الوطن, خاصة مع ازدياد أهمية الصحراء بعد اكتشاف البترول في الصحراء الجزائرية.

وفي سنة 1960, التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في الحدود الجزائرية, حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة, تحضيرا للتطورات الميدانية.

وشارك مع رفاقه في هجمات نوعية على المراكز العسكرية الفرنسية في المناطق الحدودية, ألحقوا من خلالها خسائر فادحة بالعدو, واستمر في أداء واجبه الوطني, حيث واصلت وحدات الجبهة الجنوبية حماية الحدود الوطنية.

وبعد عودته إلى ورقلة, ساهم في مرحلة بناء الجزائر المستقلة, حاملا معه تجربة نضالية ثرية.