من البحر إلى البر..المجرم واحد!
مرة أخرى يُظهِر الكيان الصهيوني وجهه الحقيقي: كيانٌ يقوم على منطق القوة الغاشمة ويمارس إرهابَ دولةٍ في وضح النهار، متجاهلاً القوانين الدولية وصرخات الضمير الإنساني. وما اعتراضه لأسطولِ الحرية المتجه إلى غزة ليس سوى حلقةٍ جديدة في مسلسلٍ طويلٍ من القرصنة والاعتراض في عرض البحر، حيث تُعامل قوافلُ المساعدات الإنسانية وكأنها سفنٌ محملةٌ …

مرة أخرى يُظهِر الكيان الصهيوني وجهه الحقيقي: كيانٌ يقوم على منطق القوة الغاشمة ويمارس إرهابَ دولةٍ في وضح النهار، متجاهلاً القوانين الدولية وصرخات الضمير الإنساني. وما اعتراضه لأسطولِ الحرية المتجه إلى غزة ليس سوى حلقةٍ جديدة في مسلسلٍ طويلٍ من القرصنة والاعتراض في عرض البحر، حيث تُعامل قوافلُ المساعدات الإنسانية وكأنها سفنٌ محملةٌ بالسلاح، رغم أنها لا تحمل سوى الغذاء والدواء ورسائل التضامن مع شعبٍ مُحاصرٍ منذ سنوات.
وتوازي هذه الجريمة البحرية جرائمٌ يومية أكثر قسوةً على الأرض: اغتيالاتٌ بدمٍ بارد، اجتياحاتٌ متكررة، مصادرةُ أراضٍ وهدمُ بيوتٍ، واعتقالاتٌ جماعيةٌ لا تستثني نساءً ولا أطفالاً. هذا نهجٌ استعمارِيٌ ممتدّ منذ النكبة—مصادرةُ الحق في الحرية والكرامة أسلوبٌ أصبحَ منهجاً منظَّماً.
عار الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات ليس أقلّ خطراً من الجريمة ذاتها؛ بل منحَ المحتلّ غطاءً لمزيدٍ من الإفلات من العقاب. ومع ذلك، تبقى الحقيقة ثابتة: الشعوب الحية لا تُهزم، والدم الفلسطيني صار نداءً يوحد الضمائر ويُحركَ قوافلَ الحق. وسيظلُّ أسطولُ الحقِّ يشقّ أمواجَ البحر مهما كثرت البنادقُ وشباكُ القرصان.