الشيخ آيت عيسى.. يترجل بعد عقود من العطاء للدين والوطن
فقدت الجزائر الشيخ المربي العارف بالله، محند أمقران آيت عيسى عن عمر ناهز 96 سنة، قضاها الرجل في خدمة بلاده والقرآن والعلم وإصلاح ذات البين. الفقيد الكبير الذي توفيّ ليلة الجمعة إلى السبت، هو مجاهد من الرعيل الأول للحركة الوطنية، من مواليد 1929، شقّ مشواره النضالي منذ الأربعينيات من القرن الفائت، عبر الكشافة الإسلامية الجزائرية […] The post الشيخ آيت عيسى.. يترجل بعد عقود من العطاء للدين والوطن appeared first on الشروق أونلاين.


فقدت الجزائر الشيخ المربي العارف بالله، محند أمقران آيت عيسى عن عمر ناهز 96 سنة، قضاها الرجل في خدمة بلاده والقرآن والعلم وإصلاح ذات البين.
الفقيد الكبير الذي توفيّ ليلة الجمعة إلى السبت، هو مجاهد من الرعيل الأول للحركة الوطنية، من مواليد 1929، شقّ مشواره النضالي منذ الأربعينيات من القرن الفائت، عبر الكشافة الإسلامية الجزائرية وحركة “انتصار الحريات والديمقراطية” ثم حزب “الشعب”، وصولا إلى جبهة التحرير الوطني، ليرافق القادة الكبار مع الشهيد عميروش والبطل كريم بلقاسم والزعيم مصالي الحاج.
نشأ وترعرع في أحضان جرجرة الشامخة بأعالي منطقة القبائل، وبها تتلمذ على يد مشاهير المشايخ الذين رابطوا بزوايا العلم الشرعي والقرآن الكريم في مواجهة المشروع الاستعماري البغيض، ليتلقّى بذلك مبادئ اللغة العربية ويحفظ كتاب الله حتّى ختمه عن ظهر قلب، قبل أن يترقّى في مدارج التحصيل العلمي، بعدما نهل من أصول الدين والفقه والعقيدة، متنقّلا بين زوايا المنطقة، ولم يمنعه ذلك من التمدرس النظامي في تلك الفترة، ما جعله يتقن لغة فولتير ببراعة، الأمر الذي فتح له آفاقا واسعة في مستقبل مسيرته الدعوية بعد الاستقلال.
مع ذلك، فإنّ الشيخ المربّي والداعية محنّد أمقران آيت عيسى، تلك القامة السامقة، عاشت في تواضع كبير، جعلها بمنأى عن الأضواء الكاشفة، لكنّ أدواره ومشاريعه ستبقى ساطعة الآثار في كلّ مكان حلّ به، وقّف حياته للعمل في صمت وهدوء، بعيدا عن الصخب والضجيج، حيث عرفته المساجد والزوايا طيلة عقود، وظلّ إلى عمر متقدم يصول ويجول في خدمة القرآن وإصلاح ذات البين، فضلا عن اهتمامه البالغ بترجمة معاني القرآن إلى اللغتين الأمازيغية والفرنسية.
ومع حضوره التربوي والعلمي والدعوي، فقد امتد نشاطه العام، بحكم تكوينه السياسي والنضالي، إلى مساعي التقريب والتأليف بين التيارات الإيديولوجية في الجزائر، حرصا منه على جمع الكلمة وتوحيد الشمل بين أبناء الوطن الواحد منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.
وتخليدا لمسيرته الناصعة، فقد سبق لمجمّع “الشروق” تكريم العالم الزاهد عام 2017، في إطار سلسلة التكريمات الرمضانية، موثّقة حينها شهادات من عرفوه من مريديه ومرافقيه.
تغمد الله فقيد الأمة بواسع رحمته، وألهم ذويه والجزائريين صبرا جميلا في فقدانه.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الشيخ آيت عيسى.. يترجل بعد عقود من العطاء للدين والوطن appeared first on الشروق أونلاين.