الصحراء الغربية وفلسطين: نضال مشترك ضد الاحتلال و التطهير العرقي

كيتو - أكد بابلو دي لا فيغا, منسق "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", بجامعة تيفاريتي, أن ما يتعرض له الشعبان الصحراوي والفلسطيني يندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية, في ظل استمرار الاحتلالين المغربي والصهيوني, مشددا على تشابه السياقات الاستعمارية في الحالتين, واستمرار النضال من أجل التحرر وتقرير المصير. وخلال مداخلته في إطار أشغال "الندوة حول الجرائم ضد الإنسانية في مواجهة مقاومة الشعوب المضطهدة في العالم", التي انعقدت في العاصمة الإكوادورية, كيتو, بمبادرة من الجامعة متعددة الثقافات للجنسيات والشعوب الأصلية "أماوتاي واسي", واحتضنتها الجامعة المركزية بالإكوادور, أكد دي لا فيغا على أن "النضال التحرري للشعبين الصحراوي والفلسطيني هو نضال مشروع". وأوضح أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والاحتلال الصهيوني لفلسطين, يشكلان امتدادا مباشرا للسياسات التي كرستها مؤتمرات استعمارية كبرى, وعلى رأسها مؤتمر برلين (1884-1885) ومؤتمر سان ريمو (1920) واللذين أعادا توزيع الأراضي في إفريقيا والشرق الأوسط على أساس المصالح وليس على أساس احترام حقوق الشعوب. كما بين أن التشابه بين الحالتين يتجلى أيضا في طبيعة الممارسات المتبعة, مثل نهب الموارد, تقييد الحريات, والممارسات القمعية ضد المدنيين, بالإضافة إلى تكريس السيطرة الأ منية والعسكرية, وتهميش الإرادة الشعبية. وأشار دي لا فيغا إلى أن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقا يشبه إلى حد كبير ما يجري في فلسطين المحتلة, كما أن الوضع في الصحراء الغربية يعكس نفس النموذج من السياسات التي تقمع الهوية الوطنية وتمنع أي تعبير عن حق تقرير المصير. وفي تحليله القانوني, أبرز منسق "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", أن كلا من القضيتين تستند إلى مرجعيات قانونية دولية, منها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة, وقرارات اللجنة الرابعة, ومواقف محكمة العدل الدولية, التي تؤكد عدم شرعية استمرار الاحتلال وضرورة تمكين الشعوب من ممارسة حقها في تقرير المصير. وشدد دي لا فيغا على أن النضال التحرري للشعبين الصحراوي والفلسطيني هو نضال مشروع, يستند إلى المبادئ الأممية التي تضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها واسترجاع سيادتها الكاملة على أراضيها. وفي سياق الندوة, تم تكريم ذكرى الزعيم الجنوب إفريقي, نيلسون مانديلا, بمناسبة اليوم العالمي الذي يحمل اسمه, والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 64/13, تقديرا لنضاله من أجل العدالة والحرية, كرمز لحركات التحرر الوطني في العالم. واختتمت الندوة بإعلان جامعة "أماوتاي واسي" إلى جانب "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", وجامعة تيفاريتي عن نيتهما تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي المشترك, بهدف تعميق دراسة القضايا المرتبطة بالتحرر الوطني, في ظل التحولات العالمية المتسارعة.  

يوليو 20, 2025 - 18:54
 0
الصحراء الغربية وفلسطين: نضال مشترك ضد الاحتلال و التطهير العرقي

كيتو - أكد بابلو دي لا فيغا, منسق "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", بجامعة تيفاريتي, أن ما يتعرض له الشعبان الصحراوي والفلسطيني يندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية, في ظل استمرار الاحتلالين المغربي والصهيوني, مشددا على تشابه السياقات الاستعمارية في الحالتين, واستمرار النضال من أجل التحرر وتقرير المصير.

وخلال مداخلته في إطار أشغال "الندوة حول الجرائم ضد الإنسانية في مواجهة مقاومة الشعوب المضطهدة في العالم", التي انعقدت في العاصمة الإكوادورية, كيتو, بمبادرة من الجامعة متعددة الثقافات للجنسيات والشعوب الأصلية "أماوتاي واسي", واحتضنتها الجامعة المركزية بالإكوادور, أكد دي لا فيغا على أن "النضال التحرري للشعبين الصحراوي والفلسطيني هو نضال مشروع".

وأوضح أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والاحتلال الصهيوني لفلسطين, يشكلان امتدادا مباشرا للسياسات التي كرستها مؤتمرات استعمارية كبرى, وعلى رأسها مؤتمر برلين (1884-1885) ومؤتمر سان ريمو (1920) واللذين أعادا توزيع الأراضي في إفريقيا والشرق الأوسط على أساس المصالح وليس على أساس احترام حقوق الشعوب.

كما بين أن التشابه بين الحالتين يتجلى أيضا في طبيعة الممارسات المتبعة, مثل نهب الموارد, تقييد الحريات, والممارسات القمعية ضد المدنيين, بالإضافة إلى تكريس السيطرة الأ منية والعسكرية, وتهميش الإرادة الشعبية.

وأشار دي لا فيغا إلى أن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقا يشبه إلى حد كبير ما يجري في فلسطين المحتلة, كما أن الوضع في الصحراء الغربية يعكس نفس النموذج من السياسات التي تقمع الهوية الوطنية وتمنع أي تعبير عن حق تقرير المصير.

وفي تحليله القانوني, أبرز منسق "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", أن كلا من القضيتين تستند إلى مرجعيات قانونية دولية, منها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة, وقرارات اللجنة الرابعة, ومواقف محكمة العدل الدولية, التي تؤكد عدم شرعية استمرار الاحتلال وضرورة تمكين الشعوب من ممارسة حقها في تقرير المصير.

وشدد دي لا فيغا على أن النضال التحرري للشعبين الصحراوي والفلسطيني هو نضال مشروع, يستند إلى المبادئ الأممية التي تضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها واسترجاع سيادتها الكاملة على أراضيها. وفي سياق الندوة, تم تكريم ذكرى الزعيم الجنوب إفريقي, نيلسون مانديلا, بمناسبة اليوم العالمي الذي يحمل اسمه, والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 64/13, تقديرا لنضاله من أجل العدالة والحرية, كرمز لحركات التحرر الوطني في العالم.

واختتمت الندوة بإعلان جامعة "أماوتاي واسي" إلى جانب "كرسي إفريقيا, الشرق الأوسط وآسيا", وجامعة تيفاريتي عن نيتهما تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي المشترك, بهدف تعميق دراسة القضايا المرتبطة بالتحرر الوطني, في ظل التحولات العالمية المتسارعة.