روبعي نصر الدين: الجزائر وزيمبابوي نحو شراكة اقتصادية إفريقية حقيقية
أكد الخبير في الشؤون الاقتصادية روبعي نصر الدين منير أن اللقاء الأخير بين الجزائر وزيمبابوي يعكس إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، والانتقال من التضامن السياسي إلى شراكة قائمة على المصالح الاقتصادية المتبادلة. وأوضح أن هذا التقارب يُترجم رؤية الجزائر الجديدة لتنويع اقتصادها الوطني وفتح آفاق استراتيجية في السوق الإفريقية. اللقاء بين البلدين يندرج ضمن …
أكد الخبير في الشؤون الاقتصادية روبعي نصر الدين منير أن اللقاء الأخير بين الجزائر وزيمبابوي يعكس إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، والانتقال من التضامن السياسي إلى شراكة قائمة على المصالح الاقتصادية المتبادلة. وأوضح أن هذا التقارب يُترجم رؤية الجزائر الجديدة لتنويع اقتصادها الوطني وفتح آفاق استراتيجية في السوق الإفريقية.
اللقاء بين البلدين يندرج ضمن مسعى الجزائر لتعزيز شراكاتها الإفريقية، حيث تم التركيز على مجالات تعاون حيوية تشمل الفلاحة والتحويل الزراعي من خلال نقل التكنولوجيا الجزائرية في الصناعات التحويلية إلى زيمبابوي، والطاقة والتعدين من خلال تبادل الخبرات في مجالات الطاقات المتجددة واستغلال الموارد المنجمية، والتعليم العالي والتكوين المهني عبر التعاون في تطوير الكفاءات البشرية لدعم الاقتصاد الإنتاجي. وتُمثل هذه الاتفاقيات بداية مرحلة جديدة من التعاون المثمر، تتجاوز الإطار الرمزي نحو شراكات فاعلة على أرض الواقع.
زيمبابوي تُعد بوابة نحو أسواق إفريقيا الجنوبية، ما يجعلها شريكًا محوريًا في خطة الجزائر لتوسيع صادراتها خارج قطاع المحروقات. ومن شأن هذه الشراكة أن تعزز صادرات الجزائر في مجالات مثل الإسمنت والمواد الغذائية والأدوية والتجهيزات الصناعية، كما تساهم في تقليص العجز التجاري وتنويع الشركاء الاقتصاديين، وتشجع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على دخول السوق الإفريقية ضمن مناخ قانوني واتفاقي محفز.
ولا تقتصر آفاق التعاون على المبادلات التجارية فحسب، بل تشمل أيضًا إقامة شركات مختلطة بين رجال أعمال من الجانبين، لاسيما في مجالات الصناعات الغذائية والبناء والأشغال العمومية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المياه. وهو ما يتماشى مع توجه الجزائر نحو جعل إفريقيا أول وجهة استثمارية خارجية، بما يدعم ديناميكية خلق الثروة وفرص العمل على المستوى المحلي والقاري.
