70 مليار دولار احتياطي الصرف: من اخترع قصة 39.6 مليار دولار؟

شهد احتياطي الصرف في الجزائر خلال السنوات الخمس الأخيرة مسارًا تصاعديًا لافتًا، انتقل من وضعية حذرة وضغوط مالية سنة 2020 إلى مستوى مريح بحلول منتصف 2025، وفقًا لبيانات البنك المركزي، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي وتشير هذه المعطيات إلى أن الجزائر استعادت ما يقارب 28 مليار دولار من احتياطاتها منذ 2021، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا [...] ظهرت المقالة 70 مليار دولار احتياطي الصرف: من اخترع قصة 39.6 مليار دولار؟ أولاً على الحياة.

يوليو 20, 2025 - 20:15
 0
70 مليار دولار احتياطي الصرف: من اخترع قصة 39.6 مليار دولار؟

شهد احتياطي الصرف في الجزائر خلال السنوات الخمس الأخيرة مسارًا تصاعديًا لافتًا، انتقل من وضعية حذرة وضغوط مالية سنة 2020 إلى مستوى مريح بحلول منتصف 2025، وفقًا لبيانات البنك المركزي، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي

وتشير هذه المعطيات إلى أن الجزائر استعادت ما يقارب 28 مليار دولار من احتياطاتها منذ 2021، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في مركزها الخارجي بعد التراجع الكبير المسجّل بين 2015 و2020

ويعود هذا التحسن إلى ترشيد سياسة الاستيراد من خلال فرض قيود على المنتجات الكمالية وتشجيع الإنتاج المحلي، مما خفّف الضغط على الطلب الخارجي للعملة الصعبة

ويغطي احتياطي الجزائر اليوم أكثر من 14 شهرًا من الواردات (مقابل 10 أشهر فقط في 2021)، وهو معدل يُصنَّف ضمن المستويات “المريحة” حسب المعايير الدولية

في عام 2023، بلغ الاحتياطي الإجمالي 81.2 مليار دولار، بحسب البنك الدولي، وهو أفضل رقم منذ عام 2014

ويُسهم هذا التحسّن في تعزيز استقرار الدينار، وتخفيف الضغوط التضخمية، وتقوية قدرة الدولة على مواجهة الأزمات الخارجية دون اللجوء إلى الاقتراض العاجل

ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد الجزائري يعاني من تبعية واضحة لقطاع المحروقات، الذي يمثل أكثر من 90% من مداخيل العملة الصعبة، رغم السياسة التي ينتهجها الرئيس تبون لتنويع الصادرات ورفع المداخيل خارج المحروقات

ويُعدّ تحسن احتياطي الصرف خلال الفترة 2020–2025 مكسبًا استراتيجيًا يعكس تطور أداء المالية الخارجية. غير أن تحقيق الاستدامة يتطلب تسريع الإصلاحات الهيكلية، وتنمية الصادرات غير التقليدية، وكسر الحلقة الريعية المرتبطة بالنفط والغاز

ووفق بيان اختتام مشاورات المادة الرابعة لعام 2025، بلغ الاحتياطي الدولي حتى نهاية جوان 2025 حوالي 67.8 مليار دولار، أي ما يعادل 14 شهرًا من الواردات

وتشير بيانات البنك المركزي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي إلى أن الاحتياطي الدولي قُدّر بنحو 68.98 مليار دولار في عام 2025، و69.53 مليار دولار في 2024، مقابل 64.67 مليار دولار في 2023

أما وفقًا للبنك الدولي، فقد بلغ إجمالي الاحتياطيات (بما في ذلك الذهب) حوالي 83.0 مليار دولار في 2024. وإذا استُثني الذهب، تُقدّر الاحتياطيات من النقد الأجنبي بحوالي 68.45 مليار دولار بنهاية 2023، مسجلة تراجعًا طفيفًا مقارنة بـ81.2 مليار دولار في 2022

ما قصة 39.6 مليار دولار؟

الأنباء التي تم تداولها مؤخرًا حول تراجع احتياطي الصرف في الجزائر إلى 39 مليار دولار استندت إلى تقارير نصف سنوية صادرة عن بنك الجزائر، وليس إلى بيانات صندوق النقد أو البنك الدولي

وأشارت وكالة “أبناء إفريقيا” إلى أن الاحتياطي انخفض من نحو 51.4 مليار دولار إلى 39.6 مليار دولار بنهاية جوان 2025، وهو أدنى مستوى منذ 2018، بسبب تراجع إيرادات المحروقات وارتفاع الواردات جرّاء الجفاف وأسعار الغذاء

غير أن هذا الرقم يعكس وضعية الاحتياطي في منتصف العام، وليس مستواه السنوي الكامل. وقد استُغل هذا الرقم من قبل معارضين وناشطين، على أنه يمثل احتياطي الصرف السنوي، دون الرجوع إلى المصدر أو التوضيح بأنه مؤقت

في هذا السياق، جاء التأكيد من أعلى جهة رسمية: فقد أعلن الرئيس تبون بتاريخ 18 جويلية، في حوار متلفز، أن احتياطي الصرف يقدّر بنحو 70 مليار دولار، مشددًا على أن رقم 39 مليار هو “نتيجة منصات مزيفة” أو تفسيرات مغلوطة للبيانات

ظهرت المقالة 70 مليار دولار احتياطي الصرف: من اخترع قصة 39.6 مليار دولار؟ أولاً على الحياة.