المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وجمعية الإحسان يزوران عائلة المجاهد بوطالب قدور .. ابنة المحكوم عليه بالإعدام تستحضر تضحيات والدها ودور الوسيط الذي اختاره بالسجن

الذاكرة: بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيدي الاستقلال والشباب، نظّمت المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، بالتنسيق مع جمعية الإحسان لرعاية وحماية الطفل، زيارة خاصة إلى عدد من عائلات المجاهدين، التفتة منهما لهذه الفئة كان أبرزها زيارة عائلة المجاهد قودير المدعو “كابرة”، الذي حُكم عليه بالإعدام إبّان الثورة التحريرية. وفي هذا الإطار، صرّحت السيدة وهراني إلهام، الأمينة الولائية للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة نحن لا نكرّم فقط أسماء، بل نكرّم ذاكرة حية صنعت استقلال الجزائر. هذه المبادرات تعبّر عن امتنان أمة بأكملها لمن ضحوا بكل شيء في سبيل الحرية. وواجبنا أن نواصل تبليغ رسالة الشهداء إلى الأجيال الصاعدة.” وعلى هامش الزيارة، قدّمت ابنة المجاهد المرحوم قودير المدعو “كابرة” شهادة مؤثرة عن والدها، قالت فيها والدي وُلد في 21 جانفي 1937 بالحي الشعبي المدينة الجديدة بوهران، واعتُقل سنة 1960 خلال الثورة التحريرية. سُجن أولًا في وهران، ثم نُقل إلى سجن في مرسيليا بفرنسا حيث صدر في حقه حكم بالإعدام.” وأضافت بافتخار كان يتقن اللغة الفرنسية، فكان يكتب الرسائل لعائلات السجناء المجاهدين، وكان ممثلهم أمام الإدارة الفرنسية، لأنه كان الوسيط مع المحامين. كان يحكي لي أنه قضى 11 يومًا في السجن الانفرادي، وكان يُعطى فقط فنجان قهوة وقطعة خبز، وكان يحتفظ بها ليطعم الجرذان حتى لا تؤذيه. كما كان يحدثني عن لحظات التكبير فجراً خلف الزنازين وهو يردد ‘الله أكبر على المقصلة’.” وتابعت بعد الاستقلال، عاد والدي إلى الوطن، وعُيّن مديرًا لأروقة الجزائر بوهران، ثم شغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي للمدينة حتى وفاته سنة 2001. أنا أفتخر وأعتز بكوني ابنة مجاهد محكوم عليه بالإعدام.” وفي ختام حديثها، وجّهت رسالة قوية إلى شباب الجزائر رسالتي إلى الشباب أن يحافظوا على الوطن، فهو أغلى ما نملك. حرية الجزائر لم تكن هدية، بل ثمنها دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين. أشكر المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة على هذه المبادرة النبيلة التي تزرع فينا الفخر والانتماء.” تأتي هذه المبادرة في إطار إحياء الذاكرة الوطنية وترسيخ قيم الوفاء عبر الأجيال، وتأكيدًا على الدور الفعّال للمجتمع المدني في ربط الحاضر بجذور النضال من أجل السيادة والكرامة.

يوليو 5, 2025 - 23:03
 0
المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وجمعية الإحسان يزوران عائلة المجاهد بوطالب قدور  .. ابنة المحكوم عليه بالإعدام تستحضر  تضحيات والدها  ودور الوسيط الذي اختاره  بالسجن
الذاكرة:
بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لعيدي الاستقلال والشباب، نظّمت المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، بالتنسيق مع جمعية الإحسان لرعاية وحماية الطفل، زيارة خاصة إلى عدد من عائلات المجاهدين، التفتة منهما لهذه الفئة كان أبرزها زيارة عائلة المجاهد قودير المدعو “كابرة”، الذي حُكم عليه بالإعدام إبّان الثورة التحريرية. وفي هذا الإطار، صرّحت السيدة وهراني إلهام، الأمينة الولائية للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة نحن لا نكرّم فقط أسماء، بل نكرّم ذاكرة حية صنعت استقلال الجزائر. هذه المبادرات تعبّر عن امتنان أمة بأكملها لمن ضحوا بكل شيء في سبيل الحرية. وواجبنا أن نواصل تبليغ رسالة الشهداء إلى الأجيال الصاعدة.” وعلى هامش الزيارة، قدّمت ابنة المجاهد المرحوم قودير المدعو “كابرة” شهادة مؤثرة عن والدها، قالت فيها والدي وُلد في 21 جانفي 1937 بالحي الشعبي المدينة الجديدة بوهران، واعتُقل سنة 1960 خلال الثورة التحريرية. سُجن أولًا في وهران، ثم نُقل إلى سجن في مرسيليا بفرنسا حيث صدر في حقه حكم بالإعدام.” وأضافت بافتخار كان يتقن اللغة الفرنسية، فكان يكتب الرسائل لعائلات السجناء المجاهدين، وكان ممثلهم أمام الإدارة الفرنسية، لأنه كان الوسيط مع المحامين. كان يحكي لي أنه قضى 11 يومًا في السجن الانفرادي، وكان يُعطى فقط فنجان قهوة وقطعة خبز، وكان يحتفظ بها ليطعم الجرذان حتى لا تؤذيه. كما كان يحدثني عن لحظات التكبير فجراً خلف الزنازين وهو يردد ‘الله أكبر على المقصلة’.” وتابعت بعد الاستقلال، عاد والدي إلى الوطن، وعُيّن مديرًا لأروقة الجزائر بوهران، ثم شغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي للمدينة حتى وفاته سنة 2001. أنا أفتخر وأعتز بكوني ابنة مجاهد محكوم عليه بالإعدام.” وفي ختام حديثها، وجّهت رسالة قوية إلى شباب الجزائر رسالتي إلى الشباب أن يحافظوا على الوطن، فهو أغلى ما نملك. حرية الجزائر لم تكن هدية، بل ثمنها دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين. أشكر المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة على هذه المبادرة النبيلة التي تزرع فينا الفخر والانتماء.” تأتي هذه المبادرة في إطار إحياء الذاكرة الوطنية وترسيخ قيم الوفاء عبر الأجيال، وتأكيدًا على الدور الفعّال للمجتمع المدني في ربط الحاضر بجذور النضال من أجل السيادة والكرامة.
المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وجمعية الإحسان يزوران عائلة المجاهد بوطالب قدور  .. ابنة المحكوم عليه بالإعدام تستحضر  تضحيات والدها  ودور الوسيط الذي اختاره  بالسجن