بؤس “ماما” أفريقيا !!
ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق وفدٍ إفريقي يضم أربعة رؤساء، حين خاطبهم بصفة السيد الآمر، طالبًا منهم أن يعرّفوا بأنفسهم قبل الحديث، ليس سوى إذلال صريح يعكس احتقارًا متجذرًا للقارة السمراء. ذلك المشهد كشف حجم المهانة التي بلغتُها بعض الأنظمة الإفريقية، رغم ما تزخر به القارة من ثروات وموقع استراتيجي يؤهلها لأن …

ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق وفدٍ إفريقي يضم أربعة رؤساء، حين خاطبهم بصفة السيد الآمر، طالبًا منهم أن يعرّفوا بأنفسهم قبل الحديث، ليس سوى إذلال صريح يعكس احتقارًا متجذرًا للقارة السمراء.
ذلك المشهد كشف حجم المهانة التي بلغتُها بعض الأنظمة الإفريقية، رغم ما تزخر به القارة من ثروات وموقع استراتيجي يؤهلها لأن تكون قطبًا عالميًا فاعلًا، لا مجرد تابع خانع. لكن حين تختار “ماما إفريقيا” دور “العبد”، لا يُستغرب أن يُعاملها الآخرون كخادمة في بلاط الكبار.
غطرسة ترامب أمام الرؤساء الأربعة كانت امتحانًا للكرامة، أثبت أن من لا يرفض المهانة، لا يُحترم. ولو أحسّ ترامب أن بين ضيوفه من يملك شجاعة الرد، لما تجرأ على سخريته الوقحة. لكن من يهن، يسهل الهوان عليه.
الجزائر، في المقابل، تنتهج مسارًا مختلفًا، بتقوية التعاون الإفريقي وبناء شراكات قائمة على السيادة، إيمانًا منها أن استقلال القرار شرطٌ لبناء إفريقيا قوية. لكن بين هذا المسعى، وتهافت بعض الأنظمة على أبواب الغرب، تبقى القارة ساحة مفتوحة للنهب.
فمتى يدرك الإفريقي أن قارته قادرة على أن تكون قطبًا عالميًا مستقلًا؟ ومتى ينتهي زمن التبعية المهينة؟