بالفيديو.. المختلون عقليا خطر صامت يهدد المجتمع
في قلب العاصمة، وبين الأرصفة وأزقة الأحياء، مشهد يتكرر كل يوم: رجال ونساء بأجساد هزيلة، وملابس ممزقة، ونظرات تائهة… ليسوا متسولين ولا عابري سبيل، بل مرضى نفسيون ومختلون عقليًا تُركوا يواجهون الشارع وحدهم، بلا علاج، بلا رقابة، وبلا رحمة. يتجولون دون وعي، يقتربون من الأطفال، يعتدون أحيانًا على المارة، ويشكلون خطرًا حقيقياً على أنفسهم وعلى [...] ظهرت المقالة بالفيديو.. المختلون عقليا خطر صامت يهدد المجتمع أولاً على الحياة.

في قلب العاصمة، وبين الأرصفة وأزقة الأحياء، مشهد يتكرر كل يوم: رجال ونساء بأجساد هزيلة، وملابس ممزقة، ونظرات تائهة… ليسوا متسولين ولا عابري سبيل، بل مرضى نفسيون ومختلون عقليًا تُركوا يواجهون الشارع وحدهم، بلا علاج، بلا رقابة، وبلا رحمة.
يتجولون دون وعي، يقتربون من الأطفال، يعتدون أحيانًا على المارة، ويشكلون خطرًا حقيقياً على أنفسهم وعلى غيرهم. بعضهم قد يُقدم على ضرب المواطنين، أو الاعتداء عليهم لفظيًا وجسديًا، دون إدراك لما يفعلونه، بينما يقوم آخرون بإتلاف الممتلكات، من تكسير نوافذ السيارات إلى خدشها أو ضربها أثناء تجولهم في الطريق.
في ظل غياب المتابعة الصحية والاحتواء الاجتماعي، تتحوّل هذه الحالات من معاناة فردية إلى ظاهرة عامة تنذر بعواقب وخيمة.
مواطنون يروون شهاداتهم…
ليلى، ربة منزل، تحدثت عن حادثة وقعت قرب منزلها قائلة: “هذه السيدة يبدو أنها تعاني من مرض نفسي، لكن بدل أن تُعالج في المستشفى، يتركونها تعود للشارع، فتصبح خطراً. حسب ما نعرف، هي معتادة على محاولة خطف الأطفال. أحد الأطفال في الحي أمسكت به، وطفلة أخرى استطاعت الهرب، أما الثالث فتمكن أحد الجيران من إنقاذه منها، وبعدها سقطت على الأرض.”
أما صالح، موظف، فكان حديثه مباشراً تجاه الأسر المهملة: “على الأولياء أن يعتنوا بأبنائهم جيدًا. لا يجوز ترك الطفل يخرج وحده، ويقال إنه يعرف الطريق. هذا ليس أمناً. لا يوجد ما يسمى بولد الحي، كل طفل يجب أن يكون تحت مراقبة والديه، خاصة في هذا الوضع.”
المتخصصون يحذرون… والحل يبدأ من الأسرة
ويحذر المختصون من ترك المرضى النفسيين دون متابعة أو علاج، خاصة من قبل عائلاتهم، لأنهم في كثير من الحالات لا يدركون خطورة أفعالهم، وقد يشكلون خطرًا على أنفسهم أو على الآخرين.
هؤلاء الأشخاص – بحكم حالتهم – غير مسؤولين عن تصرفاتهم، لكن المجتمع قد يتحمل نتائجها. من السهل أن يتحوّل اضطراب بسيط إلى حادث خطير أو جريمة غير مقصودة إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب.
المحامي عبد الرحمان صالح، شدد على نقطة هامة جداً في حديثه: “المشكلة الكبرى أن بعض العائلات لا تصرّح بأن أحد أفرادها مريض نفسيًا، خوفاً من نظرة الناس أو من العيب. لكن هذا مرض مثل باقي الأمراض، ولا يُفترض أن يكون مصدر خجل. عندما يكون هناك شخص يعاني من اضطراب عقلي، ويشكل خطرًا على نفسه أو على غيره، يجب أن تتدخل العائلة بسرعة وتطلب المساعدة، لأن الخطر لا يخص العائلة فقط، بل المجتمع كله.”
إن انتشار المرضى النفسيين والمختلين في الشوارع ليس قدَرًا لا مفر منه، بل نتيجة لتقصير في المتابعة والعلاج. من الضروري أن تتدخل الجهات المختصة بسرعة، وأن تتحمل الأسر مسؤوليتها، لأن الشارع ليس مكانًا للعلاج، بل بيئة قد تفاقم الوضع، وتُعرّض حياة المواطنين للخطر، سواء من خلال الاعتداءات أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
ظهرت المقالة بالفيديو.. المختلون عقليا خطر صامت يهدد المجتمع أولاً على الحياة.