الرئيس تبون يوجه رسائل قوية حول مستقبل القارة الأفريقية

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمته، خلال افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أن هذه الدورة تنعقد في ظرف عالمي بالغ الحساسية. يشهد تسارعًا غير مسبوق في الأحداث يهدد بانهيار منظومة العلاقات الدولية، محذرًا من أن تكون القارة الإفريقية من أبرز ضحايا هذه التحولات.

وأوضح الرئيس تبون، أن الطموح هو أن تكون إفريقيا كاملة الإرادة وفاعلة في محيطها الدولي والإقليمي، مشيرًا إلى أن التحدي المطروح اليوم هو اقتصادي بامتياز. يستوقف القارة بالسؤال: “أين تقف إفريقيا في الاقتصاد العالمي؟”.

وأشار إلى أن القارة حققت إنجازات معتبرة خلال العقدين الماضيين، أبرزها تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية وانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، غير أن الطريق لا يزال طويلًا لافتكاك المكانة التي تستحقها إفريقيا في الاقتصاد العالمي.

وفي استعراضه لبعض الأرقام، أبرز الرئيس تبون أن حصة الدول الإفريقية مجتمعة لا تتجاوز 6.5 بالمائة من الأصوات داخل صندوق النقد الدولي، فيما لا تتعدى حصتها من التجارة العالمية 3 بالمائة، أما التجارة البينية الإفريقية فلا تزال في حدود 15 بالمائة فقط، مقارنة بنسبة 60 بالمائة في أوروبا. وهو ما يحرم اقتصاد القارة من فرص نمو كبيرة وملايين مناصب الشغل.

كما لفت إلى أن الفجوة الكبيرة في مجالات البنى التحتية للنقل والطاقة والاتصالات تكلف إفريقيا سنويًا انخفاضًا يقدر بـ22 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، داعيًا إلى تحويل هذه المعطيات إلى دافع لاستنهاض الطاقات الجماعية وتعزيز التنمية.

واستعرض رئيس الجمهورية مساهمة الجزائر في مشاريع هيكلية كبرى، منها الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر ودول الساحل، وأنبوب الغاز العابر للصحراء، ومشروع الألياف البصرية، إضافة إلى خط السكة الحديدية من أدرار إلى مالي ثم النيجر عبر تمنراست، فضلًا عن إطلاق عدة رحلات جوية وبحرية نحو دول إفريقية.

كما أكد حرص الجزائر على تعزيز التجارة البينية مع بلدان الساحل والمغرب العربي، بعد أن كانت تُلام على التأخر في هذا المجال، معتبرًا أن الجزائر تعمل اليوم بجدية لتجسيد موقعها كقلب نابض للقارة.

وفي سياق تثمين الطاقات البشرية، ذكر الرئيس تبون أن الجزائر تمنح سنويًا منحًا دراسية للطلبة الأفارقة في تخصصات عليا على غرار الرياضيات وعلوم النانو، مبرزًا أن بلاده ساهمت منذ الاستقلال في تكوين أزيد من 65 ألف إطار إفريقي، فضلًا عن إقدامها على إلغاء ديون 14 دولة إفريقية بقيمة 1.5 مليار دولار.

وأضاف أن الجزائر تسعى إلى أن تصبح مركزًا لوجيستيًا لتوزيع البضائع الإفريقية، بما يتيح وصولها إلى الدول غير الساحلية في يوم واحد فقط، مشددًا على أن تعزيز منطقة التجارة الحرة الإفريقية هو السبيل الأمثل لبناء اقتصاد قاري قوي.

واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن إفريقيا ليست حقل تجارب، بل قارة شابة وغنية بمقدراتها البشرية والطبيعية، داعيًا إلى مضاعفة الجهود وتوحيد الرؤى لتوظيف ثرواتها لصالح أبنائها وبناتها، معلنًا في الختام الافتتاح الرسمي لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر.

ظهرت المقالة الرئيس تبون يوجه رسائل قوية حول مستقبل القارة الأفريقية أولاً على الحياة.