تنظيم اللجان التربوية على مستوى الولايات

أوحيده علي
مفتش التعليم الابتدائي (سابقا)/

إنّ كلّ عمل جماعي بصفة عامة، أو عمل تربوي بصفة أخص يرتكز على أسس وعناصر ومنهجية تنظم عمل اللجان التربوية على مستوى الولايات، منهجية تبعد العمل الفردي، والرأي الأوحد، والتأطير العشوائي، والتكوين السطحي…! منهجية تخضع لرأي أعضاء اللجان التربوية الموسعة على مستوى كل ولاية…! والتي ينبغي لهذه اللجان أن تتكون من العناصر التالية:
– لجنة التربية الموسعة: لا تقتصر لجنة التربية على أفراد محددة، بل ينبغي أن تتكون من ما يلي:
1- لجنة التربية والأعضاء المعيّنين والمنتخين.
2- رؤساء بعض الشعب القادرين على تحمل المسؤولية.
3- مربيات من الميدان من مختلف الشعب، بحيث لا يتجاوز عددهن 10 مربيات. والشرط يكون كما يلي: تستطيع كل واحدة المواظبة والحضور شهرياً لهذه الاجتماعات أي تسمح لها ظروفها الخاصة بالمواظبة، ولا تشترط الخبرة، ولا الأقدمية، ولا المستوى، ولا الاختصاص.
4- المفتشون من أصحاب الميدان لتربط مدارس الجمعية بالمحيط أي بالمدارس العمومية بغية الاستفادة منها.
5- المتعاونون من المربين المتعاقدين وغيرهم.
اجتماع في أول السنة
يعقد اجتماع في الأسبوع الأول من شهر /سبتمبر يضم لجنة التربية الموسعة، ورؤساء الشعب، وبعض المربيات من مختلف الشعب بغية تسطير برنامج سنوي يتبع من طرف الجميع ولا يمسه التغيير أثناء السنة الدراسية. وهذا البرنامج يشمل:
أ- تكوين المربيات:
– تكوين أولي لجميع المربيات يدوم يومين أو ثلاثة أيام قبل دخول الاطفال. تحدد فيه الموضوعات، وأسماء من يقدمها وتوقيتها.
– يتوج كل موضوع يقدم بخلاصة مكتوبة بخط واضح أو بالإعلام الآلي يسلم للحاضرات في نهاية اللقاء مباشرة، ولا يؤجل مهما كانت الأسباب.
– تتطرق الموضوعات إلى بعض الأنشطة الأساسية بأسلوب عملي له علاقة بالأداء داخل حجرة الدرس، وموضوعات في علم النفس وموضوعات تتناول العلاقة بين المربية والأطفال وبينها وبين الأولياء.
ب- تنظيم ندوات محلية
تنظم ندوات محلية إذا كان العدد يسمح بذلك، يشرف عليها متعاونون مع الجمعية، أو مفتشو الميدان، أو مربيات تحت إشراف رئيس الجمعية.
ج- العلاقة بين مربيات الجمعية وأساتذة الميدان
ربط علاقات تربویة بین مربيات الجمعية، وأساتذة المدارس العمومية عن طريق مفتشي المقاطعات للاطلاع على نشاطات المدارس العمومية، ومواكبة كل تغيير تربوي أو إداري مع التركيز على أهداف الجمعية.
د- تسطير برنامج سنوي
يسطر برنامج سنوي يشمل التوازيع الأسبوعية والشهرية والسنوية، تطبق أثناء السنة الدراسية دون تغيير أو تحويل أو تعديل، وكل الملاحظات أو السلبيات أو التعديلات تدرس في آخر السنة وتدرج في السنة القادمة.
هـ- تنظيم ندوات ولائية فصلية
– تنظم ندوات فصلية ولائية في آخر كل فصل تضم جميع المربيات، تقدم فيها توجيهات أو موضوعات بناء على نتائج الزيارات الميدانية، وتكون هذه التوجيهات مكتوبة تسلم للحاضرات مباشرة.
و- الزيارات الميدانية
تسطر منهجية للزيارات الميدانية، ومن يقوم بها، وكيفية الاستفادة منها.
ز- تكوين خاص لمربيات بعض الشعب
تكوين عدد من المربيات تكويناً مكثفا، أي كل أسبوع في شهر أكتوبر، ليكتسبن خبرة تساعدهن على القيام بزيارات ميدانية أو الإشراف على ندوات تربوية، أو تقديم موضوعات في الندوات المحلية، ويحدد عددهن بـ: خمسة عشر أو عشرين مربية، والشرط الوحيد هو القدرة على المواظبة على الحضور كل أسبوع خلال شهر، ولا تشترط الخبرة، ولا الأقدمية ، ولا المستوى ولا الاختصاص. يتوج هذا التكوين بمجلة تسلم لهن ولزميلاتهن على مستوى الولاية.
وتوزع أيضاً على جميع الولايات للإطلاع والإثراء والإقتراح والتواصل التربوي، ثم تعدل وفق الإقتراحات والآراء التي تأتي، وتسلم إلى لجنة التربية على مستوى الوطن لتطلع عليها وتعدلها إذا لزم الأمر، ثم تطبعها لتوزع في بداية السنة على الولايات. وتعاد نفس الكرة في الموسم الموالي بمواضيع وتوجيهات جديدة… وهكذا. ليكون للجمعية على المستوى الوطني والمحلي وثائق تربوية تعتمد عليها في عملها.
ح- تعيين يوم في كل شهر للاجتماع
ينبغي تعيين يوم من كل شهر لاجتماع اللجنة الموسعة والتي تضم رئيس اللجنة التربوية والأعضاء المعينين والمربيات من الميدان من مختلف الشعب، بحيث لا يتجاوز عددهن 10 مربيات وكل منتسب إلى الجمعية، وكل متعاون مع الجمعية، وتختم الجلسة بتسجيل ما توصل إليه الحاضرون في سجل خاص لهذا الغرض. وهذا الاجتماع لا يلغى ولا يؤجل حتى ولو غاب الجميع، وحضرت المربيات فقط. ففي هذه الوضعية تترأس الاجتماع مربية وتسجل ما تم الاتفاق عليه…الخ.
الخلاصة
كل هذه الخطوات والعناصر تحدد في اللقاء الأول الذي يضم اللجنة التربوية الموسعة في بداية الموسم لتسطير برنامج سنوي، ولا يمكن تغييره أثناء السنة الدراسية مهما كانت الأعذار. وكل ملاحظة أو سلبيات أو نقائص تدرس في آخر السنة وتعدل وتستبدل في الموسم القادم.
إن هذه المنهجية تخلصنا من العمل الفردي العشوائي الذي يقوض ولا يبني، ويغلق الباب على أمزجة الأفراد، والأحكام المسبقة، والآراء المتحجرة، والأفكار الجامدة المنحطة.
أما تنظيم النشاط الجمعية فيكون وفق المنهجية التالية:
[منهجية العمل]
التوثيق: لا بدّ وأن تكون الجلسات التربوية موثقة في سجل كبير، وليس في أوراق متناثرة بحيث يسجل فيه الحاضرون المواضيع التي تطرقوا إليها واقتراحاتهم كذلك، وتحديد تاريخ تنفيذها وتقييمها، وكل نقطة أو موضوع أو فكرة تظهر بعد الاجتماع تدرج في أول جلسة . ولا يمكن تسطير برنامج أو إثارة فكرة خارج الجلسات المقررة.
تاريخ الجلسات: ينبغي تحديد تاريخ الجلسات كل شهر أي يكون على سبيل المثال يوم سبت في الأسبوع الأخير من كل شهر، ليتفرغ له كل من له علاقة بهذا الاجتماع، ويحضّر ما يراه مناسباً بغية مناقشته من طرف أعضاء اللجنة التربوية الموسعة.
تأطير الجلسات: يؤطرها عضو من أعضاء اللجنة المنتخبة أو عضو من المتعاونين وإذا غاب الكل تؤطرها أستاذة من الأستاذات الحاضرات، حيث يسجل في السجل ما تم التطرق إليه في الجلسة، وتختم الجلسة بكتابة أسماء من حضر… وهكذا تفاديا للتأجيل والتسويف والتماطل.
[ملاحظات تربوية]
1- إذا حذفت الندوات التربوية على مستوى الشعب، ولم نتعاون مع مفتشي القطاع التربوي العام، فاعلم أن هذا يؤدي بنا جميعاً إلى الجمود، والانغلاق من جهة، وقطع العلاقة بيننا وبين المحيط التربوي والمجتمع من جهة ثانية.
2- إذا لم نكوّن الأستاذات تكويناً عمليا تربوياً له علاقة بالأداء داخل حجرات الدراسة، وإذا استصغرناهن، ولم نعط لهن فرصة تسيير الندوات التربوية، وتقديم الدروس النموذجية والمواضيع التربوية، والمشاركة في كل عمل تربوي أو وثيقة لها علاقة بالمجال التربوي. فاعلم أن هذا أسلوب من أساليب الجمود والتحنيط.
3- كل فكرة أو موضوع أو مشكل يثار في الجلسات، لا بد من اتخاذ قرار يسجل في السجل بشأنه سواء بالرفض أو القبول، تجنباً للتأجيل والتسويف والتماطل.
4- ينبغي أن نتخذ قرارات في أول جلسة جامعة في أول السنة حول مشاركة الأستاذات، تنظيم الجلسات، تنظيم الندوات على مستوى الشعب، العلاقات بين شعب الجمعية والمفتشين العاملين في الميدان، المنهاج التربوي، تكوين الأستاذات وتسجيلها في السجل.
[كيفية تسجيل المحاضر في السجل]
تسجل النقاط التي تم الاتفاق عليها في ورقة خارج السجل، وبعد الانتهاء تقرأ على مسامع الحاضرين، فيضاف إليها ما ينبغي أن يضاف، ويحذف منـها ما يجب حذفه. ثم يسجل المحضر في السجل دون تشطيب أو حذف أو زيادة… وهكذا. ويختم بكتابة اسم من كتب المحضر.