كتاب العقيدة والفكر موضوع العدد 40 من منتدى الكتاب
ضمن فعاليات التظاهرة الثقافية منتدى الكتاب التي تنظمها وزارة الثقافة والفنون نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد حمودة بن ساعي لولاية باتنة بمكتبة المطالعة العمومية عين جاسر جلسة كاتب وكتاب استضيف فيها الأستاذ الدكتور مرزوق العمري لعرض كتابه الموسوم بـ: العقيدة والفكر ـ دراسات في الفكر العقدي عند العلماء الجزائريين ـ وذلك يوم الخميس 29/05/2025م. …

ضمن فعاليات التظاهرة الثقافية منتدى الكتاب التي تنظمها وزارة الثقافة والفنون نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد حمودة بن ساعي لولاية باتنة بمكتبة المطالعة العمومية عين جاسر جلسة كاتب وكتاب استضيف فيها الأستاذ الدكتور مرزوق العمري لعرض كتابه الموسوم بـ: العقيدة والفكر ـ دراسات في الفكر العقدي عند العلماء الجزائريين ـ وذلك يوم الخميس 29/05/2025م.
الكتاب من منشورات المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، وكما يبدو من عنوانه هو دراسات في الفكر العقدي عند العلماء الجزائريين، وقد تضمن هذا الكتاب مقدمة بين فيها المؤلف الدوافع التي دفعت به إلى التأليف في هذا المجال والتي أرجعها إلى كونه مختصا في العلوم الإسلامية وفي علم العقيدة بشكل خاص، ومن جهة أخرى استشعاره للامبالاة بالتراث الجزائري وبالأعلام الجزائريين فأقبل على إنجاز ثمان دراسات حول الفكر العقدي عند العلماء الجزائريين ، ومن ذلك استمد عنوان هذا الكتاب وصاغه هذه الصياغة: العقيدة والفكر ـ دراسات في الفكر العقدي عند العلماء الجزائريين ـ.
أما عن هؤلاء العلماء فقد روعي في ذكرهم الترتيب التاريخي فكان أولهم الإمام محمد بن يوسف السنوسي (ت895هـ) فتم التعريف به مع شيء من التركيز على جهوده العلمية، أما عن فكره العقدي فأخذ من خلال كتابه شرح أم البراهين التي تعرف بالسنوسية الصغرى، وذلك للمكانة التي تبوأتها في زمانها ضمن المصادر الإسلامية. أما الشخصية الثانية فهي شخصية يحي الشاوي الملياني (ت 1096هـ) فتم التعريف به وعرضت أراؤه وذكرت أهم مؤلفاته وكيف أنه كان أحد المساهمين في الكتابة العقدية في الجزائر، سواء في مجال الردود ، أو في مجال الشروح والحواشي …أو غير ذلك . أما الشخصية الثالثة فهي شخصية أحمد المقري التلمساني(ت 1041هـ)، فتم التطرق إلى منظومته في العقيدة الموسومة بـ: إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة، وهي المنظومة التي كتبها في إثر تدريسه لأم البراهين في الجوامع الكبرى في العالم الإسلامي بدءا بالحرمين الشريفين والحرم القدسي إلى الجامع الأزهر، وقد تم الوقوف عند المسائل التي كانت مدار هذه المنظومة وهي: الحكم العقلي، أول واجب على المكلف، أصل الحدوث، التأويل.
ثم تم التطرق إلى إسهامات الأمير عبد القادر الجزائري (ت1883م) كنموذج حديث، فعرض موقفه من المناهج السائدة في دراسة العقيدة ليرجح طريقة المتصوفة، أما عن منهجه في الاستدلال العقدي فقد كان ثلاثيا: نقليا عقليا عرفانيا. كما أنه عالج بعض الشبهات ورد عليها بعضها قديم، وبعضها حديث كبعض الشبهات التي أثارها الاستشراق في زمنه هو. أما الشخصية الخامسة فهي شخصية الشيخ عبد القادر المجاوي (ت 1914م)، فتمت الترجمة له على أنه أحد رجالات الإصلاح في العصر الحديث، وقد تم التركيز على كتابه الموسوم بـ : القواعد الكلامية الذي تضمن التعريف بعلم التوحيد ومكانته بين العلوم الإسلامية، وحكم تعلمه …وما إلى ذلك . وأهم مابينه الشيخ في كتابه هذا الفرق بين الأشاعرة والماتريدية كمذهبين عقديين.
من جهة أخرى عرضت إسهامات الشيخ طاهر الجزائري (ت 1920م) في علم العقيدة والذي جاءت كتاباته في إطار الكتابة الإصلاحية أيضا وهو نموذج للعلماء المهاجرين من أبناء الجزائر، والذي كان جهده حول كيفية تدريس العقيدة من خلال التركيز على: التبسيط، ترك الخلاف، ترك التأويل. من العلماء المعاصرين الذين تطرق إليهم الكاتب الشيخ مبارك الميلي (ت1945م) والذي جاءت كتابته العقدية في إطار دعوي إصلاحي من خلال كتابه رسالة الشرك ومظاهره.
وآخر هؤلاء العلماء الذين وقف عندهم الكاتب هو الشيخ محمد العربي التباني (ت 1973م) حيث تم الوقوف عند كتابه براءة الأشعريين من عقائد المخالفين. وهو كتاب رجع فيه إلى نمط من أنماط الكتابة القديمة وهي الردود فكان يرد على بعض الذين انتقدوا الخط الأشعري في العقيدة في العصر الحديث. وختمت الجلسة بتكريم الدكتور العمري من طرف إدراة المكتبة والقائمين عليها.
متابعة د. نوفل العمري