جريدة البصائر في حوار مع العالم الجزائري … الدكتور عبّاس شدَّاد
حاوره: الأستاذ الأخضر عالب/ ارتأينا في هذه الفسحة الإعلامية للحديث والتنويه بأحد العلماء الجزائريين في ديار الغُربة، إنّه الدكتور البروفيسور عبّاس شدَّاد، ابن مدينة مسعد والجلفة والجزائر، نشأ ودَرَسَ بمسعد، ثمّ انتقل إلى الخارج فَدَرَسَ تخصّص نظم المعلومات بجامعات عالمية مثل جامعة ماليزيا، وهو الآن أستاذ مشارك في قسم علوم الحاسوب بمعهد بليكينغه للتكنولوجيا بدولة …

حاوره: الأستاذ الأخضر عالب/
ارتأينا في هذه الفسحة الإعلامية للحديث والتنويه بأحد العلماء الجزائريين في ديار الغُربة، إنّه الدكتور البروفيسور عبّاس شدَّاد، ابن مدينة مسعد والجلفة والجزائر، نشأ ودَرَسَ بمسعد، ثمّ انتقل إلى الخارج فَدَرَسَ تخصّص نظم المعلومات بجامعات عالمية مثل جامعة ماليزيا، وهو الآن أستاذ مشارك في قسم علوم الحاسوب بمعهد بليكينغه للتكنولوجيا بدولة السويد وأيضًا بجامعة تارتو بإستونيا، نال درجة الدكتوراه في الأنظمة الذكية مع مرتبة الشرف وأحسن رسالة دكتوراه في الدفعة بكلية الهندسة من كلية الحاسبات والهندسة، جامعة ألستر، بالمملكة المتحدة سنة 2009م، أنجز بحوثا علمية رائدة أفادت البشرية والانسانية، صدرت له عدّة مقالات وكتب في مجال تخصصه، عمل بمعهد كارولينسكا بدولة السويد كباحث حيث ركَّز على التحليل الإحصائي للتصوير الشعاعي للتنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي. ما يشدّك في الدكتور شدَّاد من خلال تواصلي هو أدبه النبيل والجميل وتواضعه الجمّ وأخلاقه العالية، وكل هذا نابع من أصله وتربيته وتعلّمه، وهذا النَّعمة يفقدها الكثير؛ وما لمسناه من الأخ الدكتور عبّاس هو حبه الكبير لوالديه الكريمين وطاعتهما ويسعى إلى نيل رضاهم، ورَبطُ أي نجاح برضى الوالدين الكريمين، كما لمسنا حبه لبلدته مسعد التي ترعرع فيها ونشأ فيه.
حدثنا قليلا عن الطفولة والنشأة في رحاب مسعد؟
– ولدتُ بمسعد بالمنطقة العتيقة المسماة بالرحبة قرب جامع الراس سنة 1975م ثم انتقلت العائلة الكريمة لحي الدائرة حيث تتواجد الآن، أتذكر كيف أن أخي الأكبر رعى فضولي وحبي للعلوم وكيف كان يأخذني في نزهات ويعلمني أن ألاحظ الأشياء وكيفية مراقبة العالم بشكل نقدي، وقد شجعتني والدتي أيضا على التحصيل العلمي، والدي ـرحمه الله ـ كان يعولنا بما جادت عليه الأرض من خيراتها. طفولتي كانت جد عادية بالرغم من تحفظي بشأن اللعب المفرط مع أترابي آنذاك، بدأت تعليمي الابتدائي على عمر أربع سنوات ونصف عند المعلم السيد القط بولرباح ـ رحمه الله ـ بمدرسة سي أحمد بن عطية مسعد، ثم بابتدائية سيدي نايل الجديدة عند معلمي الفاضل الحنون بن عطية لخضر ـ شفاه الله وعافاه ـ ثم متوسطة بوعبدلي دحمان ـالإصلاح ـ يليها ثانويتي دمد وحاشي عبد الرحمان. وبعد تحصلي على البكالوريا لم أواصل دراسة الالكترونيك بالجزائر -لظروف العشرية السوداء، وانتقلت لإكمال تعليمي العالي خارجها بماليزيا.
لو تحدثنا عن الشهادات التي حصلت عليها إلى غاية اليوم، ومتى حُزت على الشهادات البكالوريا ثم الماجستير ثم الدكتوراه؟
• شهادة تدريب: التدريس والتعلم في التعليم العالي – الجزء الأول والجزء الثاني2013و2021م
• شهادة تدريب: التدريب على معايير CDIO – تصور، تصميم، تنفيذ، تشغيل.
• شهادة تدريب: الإشراف على طلاب الدكتوراه 2016م.
• جائزة أفضل ورقة في المؤتمر الدولي الثامن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2008م منحت الجائزة من قبل مؤسسة الهندسة والتكنولوجيا في أيرلندا.
• جائزة 25 ألف لأصحاب المشاريع الجدد (أفضل مشروع في فئة التكنولوجيا الفائقة).
• جائزة أفضل أطروحة دكتوراه لكلية الحوسبة والهندسة (2009م)، كانت الجائزة على شكل لوحة فخرية و300 جنيه إسترليني.
• شهادة العضوية العليا في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (2018م وحتى يومنا هذا).
• شهادة متحدث متميز في (2020 ـ2023م) من جمعية آلات الحوسبة
• شهادة أستاذ مشارك 2017م.
• شهادة البكالوريا دورة 1992م
• شهادة البكالوريوس 2003م.
• شهادة الماجستير2005م.
• شهادة الدكتوراه 2009م.
بعد مغادرة بلدتك مسعد ووطنك الجزائر نحو الخارج وأنت شاب يافع، هل أثرت الغُربة في تحصيلك العلمي وكيف تجاوزتها؟
– كان ترك الجزائر في سن مبكرة للدراسة في الخارج تجربة تحويلية أثرت بشكل كبير على رحلتي التعليمية وحتى على النمو الشخصي، في البداية واجهت العديد من التحديات بالطبع بسبب كوني كنت في بيئة غير مألوفة (أول مرة نخرج خارج مسعد بشكل مطول ولوحدي ولقارة لا أعرف بها أحد)، كان للغربة والأساتذة وحتى السكان المحليين آثارًا إيجابية وسلبية في التحصيل التعليمي، من ناحية فإن التفاعل مع أفراد متنوعين أثار تجربتي التعليمية وعرضني على وجهات نظر مختلفة. ومع ذلك، واجهت أيضًا صعوبات مثل حواجز اللغة والاختلافات الثقافية التي جعلت من الصعب الانخراط في دراستي تمامًا في الفترة الأولى، لكن ركزت على الحفاظ على موقف إيجابي على الرغم من التحديات. فاحتضان مغامرة الدراسة في الخارج دفعني بالتأكيد إلى التكيف والازدهار في محيطي الجديد وجعلتُ من ذلك تحدٍّ جديد ومتواصل، في الحقيقة هذا التحدي كان بحد ذاته الوقود الذي به استمريت، بل واستمعت برحلة الكفاح.
التخصّص العلمي الذي برعت فيه هل اختارك أم اخترته؟
– التخصص البحثي تم تقديمه لي في البداية من قبل أستاذ الرياضيات العراقي خلال مشروع السنة النهائية في دراستي الجامعية ومنذ ذلك الحين مَخَّضَ اللَّهُ السنين فأصبحت قصة حب طويلة لهذا المجال العلمي.
ذكريات عبّاس شدَّاد مع مختلف الجامعات العالمية ماليزيا والسويد وبريطانيا
ماليزيا: الشباب، البراءة، العجائب، التحول الثقافي، البيئة الإسلامية، المناخ الاستوائي، استقلاليتي الشخصية والمعرفية، الحزن (توفي والدي أثناء دراستي)، التحديات، والخطو خارج منطقة الراحة، والانطلاقة الأولى.
المملكة المتحدة: الهواء النقي، الشتاء، اللهجة البريطانية، الفرص، النجاح، الدعم، النضج المعرفي، مرحلة الانطلاقة الثانية.
السويد: الدقة، العمليات المنهجية، انغماسي في المجال الطبي، تدريس الطلاب السويديين، زيارة تلفزيون الجزيرة.
رُغم ضيق الوقت وكثرة الانشغالات والمشاغل إلا أنك تعاونت مع الكثير من الجامعات الجزائرية من أجل نقل تجربتك وخبرتك العلمية؟
– نعم، بالتأكيد وأذكر منها:
• الاتصالات اللاسلكية: مختبر المعلوماتية والرياضيات، جامعة الأغواط
• الجمعية الجزائرية لعلوم الأرض والاستشعار عن بعد بجامعة زيان عاشور الجلفة
• مركز تطوير التقنيات المتقدمة، الجزائر
• تأطير طالبة دكتوراه بجامعة محمد خيضر بسكرة
• الإشراف المشترك على طلاب الماستر بجامعة محمد بوقرة ببومرداس
• التعاون البحثي وتدريس طلاب الدكتوراه وتنظيم المؤتمرات مع جامعة العربي التبسي
• التعاون البحثي مع جامعة قاصدي مرباح ورقلة
• إلقاء محاضرة بالمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي
ماهي مشاريعك وأحلامك المستقبلية المهنية والبحثية للدكتور عبّاس شدَّاد؟
– بشكل عام، لقد تشكلت رحلتي حتى الآن بشغف الاكتشاف ورغبة في تحقيق تأثير ملموس من خلال عملي، أتطلع إلى الفرص المقبلة بينما أواصل النمو مهنيًا وأساهم في التقدم في مجالي.
ماذا تمثل لك مسعد، والجلفة، ثم وطنك الجزائر؟
– هم الثلاثي الذي أنتمي إليه وإليه أحن، أسأل الله لهم الازدهار والنمو والرقي.
باعتبار أن الدكتور عبّاس شدَّاد يمثل قُدوة للكثير من شباب الجزائر ما هي نصيحتك لهم؟
– تحية لك ولكل شبابنا وبناتنا هناك، أقتبس هنا كلمتي التحفيزية التي كنت ألقيتها سابقا أمام جمع من الشباب، أيها الشاب عليك بالعلم واحرص أن يكون يومك خيرٌ من أمسك، فأهمية العلم تكمن أولا في اسمه فأنت تبحث وتنمي معرفتك ومخزونك العلمي لفائدتك وفائدة غيرك، ثم هو يعلي قيمة المرء في الدارين، الأخرى إذا صاحبها الإخلاص ونفع الإنسانية والدار الآنية بكسبك لموضع تعتز فيه بنفسك أمام أمم ما وراء البحار فلا تتذلل ولا تشعر بالدونية الدنية، وتصبح مطلوبا بعد أن كنت طالبا، محترما ولك قيمتك وكلمتك، كما أنه يعمل على المدى الطويل على صقل مهاراتك (فقه المنطق وتحكيم العقل، إدارة الوقت، التنظيم إلخ) وترشيد السلوكيات (النزاهة، الحماس، الثقة بالنفس، الالتزام، التعاون إلخ)، وللعلم زكاة التي بها يربوا، وهي في تعليمه، هذا غيض من فيض وتتبع فوائد الأمر يطول، أما كيف ينجح الانسان في حياته العملية والمهنية والعائلية، فأقول: أمك ثم أمك، دع قربك من قلبها يرفع لك أكفها إلى السماء داعيةً لك « ربي يسڤملك الطريق ويفتحها في وجهك» فما تنتظر بعد ذاك إلا الخير والنجاح، ثم تبادر بوضع هدف لحياتك فإنك لم تخلق عبثا وستصله بالمثابرة وعدم الالتفات للمثبطين محدودي الفكر والهدف، طلب العلم للعلم، له حلاوة لا يُلَقَّاهَا إلا من تساوى عنده الدرهم والتراب، لن تندم على دراستك، والمال سيأتيك راغما لعيش حياة كريمة ذات هدف تترك فيها بصمتك، أنصحك بقضاء أوقاتك فيما فيه نفع لك، ومن له طموح فليجعل حوله دائرة من الأصحاب الإيجابيين، على الشاب أن يدع الناس وشأنهم وينتبه لحاله فحياته بدقائقها وثوانيها هي له لتنمية نفسه ولكيلا يمر مرور الكرام فيها.
كلمة أخيرة دكتور، لك الحرية في القول ما تشاء
– شكرا لكم على هذه الفرصة، لكل واحد منا القدرة على إحداث تأثير إيجابي في مجالاتنا ومجتمعنا، فلنستمر في دعم بعضنا البعض ولنسعى جاهدين للتميز معًا.