حزب العمال يحذر من التصعيد مع مالي ويدعو إلى وحدة الشعوب الإفريقية
في بيان سياسي شديد اللهجة، عبّر حزب العمال الجزائري عن قلقه البالغ إزاء التدهور الخطير في العلاقات بين الجزائر وجمهورية مالي، وما تبع ذلك من انعكاسات مقلقة امتدت إلى دول إفريقية شقيقة وصديقة في منطقة الساحل وشبه الصحراء. البيان الصادر عن أمانة المكتب السياسي للحزب في 9 أفريل 2025، لم يكتفِ بتشخيص الوضع، بل حمّل …

في بيان سياسي شديد اللهجة، عبّر حزب العمال الجزائري عن قلقه البالغ إزاء التدهور الخطير في العلاقات بين الجزائر وجمهورية مالي، وما تبع ذلك من انعكاسات مقلقة امتدت إلى دول إفريقية شقيقة وصديقة في منطقة الساحل وشبه الصحراء. البيان الصادر عن أمانة المكتب السياسي للحزب في 9 أفريل 2025، لم يكتفِ بتشخيص الوضع، بل حمّل القوى الإمبريالية العالمية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، داعيًا إلى تعزيز وحدة الشعوب الإفريقية في وجه محاولات تفكيكها.
البيان استعرض الخلفية التاريخية للصراع، مشيرًا إلى أن منطقة الساحل، الغنية بالثروات الباطنية، كانت ولا تزال محط أطماع القوى الأجنبية التي سعت طيلة عقود إلى استنزافها اقتصاديًا عبر سياسات المديونية والتصحيح الهيكلي، تمهيدًا لإضعاف دولها وزرع الفوضى في أرجائها، وهو ما خلق بيئة مثالية لنشاط الجماعات الإرهابية وانهيار المؤسسات.
وفي لهجة تنم عن تمسك الحزب بالثوابت الوطنية، ذكّر البيان بأن الجزائر، بلد الثورة والتحرر، ترفض من حيث المبدأ أي تدخل أجنبي في شؤونها، وتتمسك بحقها المشروع في حماية سيادتها الوطنية، خصوصًا في ظل امتلاكها حدودًا برية تفوق 6000 كيلومتر مع دول تعاني من ويلات الحروب والصراعات المفتعلة.
لكن حزب العمال لم يتوقف عند حدود الإدانة، بل وجه دعوة صريحة إلى إعادة بناء الثقة والعمل المشترك بين شعوب إفريقيا، بعيدًا عن أخطاء الأنظمة وصراعاتها. وأكد الحزب أنه لا يمكن تحميل الشعوب ثمن نزاعات سياسية أو عسكرية لا يد لها فيها، مشددًا على ضرورة طرد كافة القوى الأجنبية التي تتسبب في عدم الاستقرار والهجرة الجماعية داخل القارة.
في هذا السياق، رفض الحزب بشدة الحملات العنصرية التي استهدفت رعايا دول شبه الصحراء المقيمين في الجزائر، سواء كانوا لاجئين أو طلبة، واصفًا إياها بالمنحرفة والمخالفة لأخلاقيات وتقاليد التضامن التي طبعت تاريخ الشعب الجزائري، ومطالبًا بتفعيل القوانين التي تجرّم العنصرية ومعاداة الأجانب بكل صرامة.
وختم البيان بالتذكير بالدور التاريخي للجزائر كمركز لنصرة قضايا التحرر وملجأ للمضطهدين، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث في وجه المتغيرات الدولية الفوضوية، ورفض تحويل القارة إلى ساحة صراع لخدمة مصالح الإمبرياليات وتجار الحروب.
كما لم يفوّت الحزب الفرصة للتعبير عن دعمه للشعب الفلسطيني في وجه الحرب الإبادة التي يتعرض لها، ووجّه تحية تضامن للشعب المغربي الذي يرفض، رغم كل الضغوط، التطبيع مع الكيان الصهيوني، محذرًا من محاولات أمريكية مكشوفة لإشعال فتنة إقليمية جديدة عبر ملف الصحراء الغربية.