حسابات بنكية للفئات الهشّة وسكان المناطق النائيّة

تسير البنوك بخطوات سريعة ومدروسة، تنفيذا لتوجيهات وزير المالية والسلطات العليا في البلاد، نحو اعتماد إجراءات مبتكرة لتوسيع عملية استرجاع الأموال المتداولة في السوق السوداء، التي يقدّرها الخبراء بنحو 90 مليار دولار، وذلك من خلال توسيع قاعدة الإدماج المالي واستحداث حلول مصرفية جديدة تستهدف فئات إضافية من المجتمع.
وفي هذا المسعى، تسعى المؤسسات المالية إلى إدماج الفئات الهشة وأصحاب الهمم ضمن النظام المالي الرسمي، من خلال تسهيل حصولهم على الخدمات البنكية وتكييف الوسائل التكنولوجية لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
وتتضمّن الفئات الهشة الأفراد الذين يواجهون صعوبات اقتصادية أو اجتماعية أو جسدية تحول دون استفادتهم من الخدمات البنكية التقليدية، وتشمل بالدرجة الأولى ذوي الاحتياجات الخاصة، كبار السن، النساء في المناطق النائية، وأصحاب الدخل المحدود أو غير المنتظم.
ويشمل هذا التوجه تطوير أجهزة دفع إلكترونية مجهزة بتقنيات “البراي” للمكفوفين وقارئات صوتية لذوي الإعاقات البصرية مستقبلا، بالإضافة إلى حلول رقمية أخرى مبتكرة، بما يسمح لهذه الفئات بالتعامل بيسر مع الخدمات المالية.
وتسعى الحكومة من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق شمول مالي حقيقي، عبر تسهيل فتح الحسابات البنكية، تعميم وسائل الدفع الإلكتروني، توعية الفئات المستهدفة بكيفية استخدام المنتجات المالية، وتحفيز المؤسسات المالية على تكييف خدماتها لتتلاءم مع احتياجات الجميع.
وحسب بيان صادر عن الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية، تلقت “الشروق” نسخة منه، فقد أعلنت الجمعية عن تنظيم يوم إعلامي تحت شعار “تعزيز دمج أصحاب الهمم والفئات الهشة في النظام المالي الرسمي”، وذلك يوم الأحد 27 أفريل 2025، وهذا تزامنا مع احتفالات يوم الشمول المالي العربي.
وفي هذا الإطار، ارتأت الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية الجزائرية المساهمة في إثراء النقاش ومعالجة مواضيع نوعية في المجال البنكي والمصرفي، إلى جانب تقريب المؤسسات البنكية والمصرفية من مؤسسات التربية والتعليم المتخصصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكدت الجمعية أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم الإعلامي هو دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في النظام المالي الرسمي، باعتباره ضرورة اجتماعية واقتصادية ومن المرتقب أن يحضر هذا الحدث الهام ممثلون عن مختلف الدوائر الوزارية، متعاملون اقتصاديون، ممثلون عن منظمات أرباب العمل، إلى جانب الخبراء والمختصين، إضافة إلى حضور طلاب جامعيين.
وسيتم مناقشة جملة من الموضوعات خلال جلسات نقاش تفاعلية ينشطها خبراء مختصون في مجالاتهم ويتضمن برنامج هذا اليوم عدة محاور، حيث ستهتم الجلسة الأولى بدور النظام المالي في تعزيز الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما سيتم التركيز على تسهيل الحصول على الخدمات المالية وأهمية الحصول على حساب بنكي، وسائل الدفع الإلكتروني، وتوفير البنى التحتية من طرف البنوك من أجل تعميمها للمواطنين ودور السياسات العمومية عبر الخوض في أهمية السياسات العمومية لتعزيز الشمول المالي للمواطنين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لإدماجهم في الفضاء المالي.
وستركز الجلسة الثانية على تسهيل الحصول على خدمات بنكية رقمية متطورة ومواتية عبر حلول مبتكرة مثل الشباك الآلي متعدد الخدمات، والخدمات الرقمية الابتكارية، مع التركيز على التكنولوجيات الخاصة بالمرافقة مثل العمل بتقنية “البراي” والتعرف بواسطة تقنية الصوت.
كما سيتم الخوض في ملف الابتكار والتكنولوجيا من أجل الشمول المالي، من خلال التركيز على دور المؤسسات الناشئة وتقنيات التكنولوجيا في دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والثقافة المالية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر تحسيس وتكوين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لاستعمال المنتجات والخدمات المالية، إضافة إلى تكوين الفاعلين في المجال المالي لضمان إدماج هذه الفئة، حيث تكمن أهمية هذا الحدث في دعم التوجه الوطني نحو تحقيق شمول مالي حقيقي لكافة شرائح المجتمع.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حسابات بنكية للفئات الهشّة وسكان المناطق النائيّة appeared first on الشروق أونلاين.