“الكتابة توقظ الأسئلة المؤجلة وتقتحم تشققات الذات وأسوار الزمن”
احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الطارف، الخميس 12 جوان 2025، فعاليات منتدى الكتاب في عدده الواحد والأربعين (41)، بحضور الكاتب والإعلامي رفيق موهوب، الذي نشّط جلسة أدبية مفتوحة، تمحورت حول تجربته في الكتابة الروائية، ومساراته الممتدة في الحقل الإعلامي والثقافي. الضيف، وهو صحفي أيضا يمارس المهنة منذ ما يقارب ربع قرن، قدّم مداخلة بأسلوب …

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الطارف، الخميس 12 جوان 2025، فعاليات منتدى الكتاب في عدده الواحد والأربعين (41)، بحضور الكاتب والإعلامي رفيق موهوب، الذي نشّط جلسة أدبية مفتوحة، تمحورت حول تجربته في الكتابة الروائية، ومساراته الممتدة في الحقل الإعلامي والثقافي.
الضيف، وهو صحفي أيضا يمارس المهنة منذ ما يقارب ربع قرن، قدّم مداخلة بأسلوب أدبي تأملي، ربط فيها بين جماليات السرد وهموم الإنسان المعاصر، مشددًا على أن الرواية “لا تُكتب من أجل تقديم أجوبة جاهزة، بل من أجل مساءلة الواقع وإعادة النظر فيه من زوايا مختلفة.”
الطارف: فضاء ملهم وذاكرة نابضة
استهل موهوب كلمته بتوجيه تحية خاصة لولاية الطارف، قائلاً إنّها أكثر من مجرد منطقة حدودية، فهي:
“بوابة الجزائر الشرقية، وموطن البحيرات، والغابات، والمحميات، والشواطئ. أرضٌ تكتب سيرتها بألوان الطبيعة وملامح التاريخ.”، وفق تعبيره.
وأكد أن هذه الأرض “ليست فقط مكانًا جغرافيًا، بل فضاءٌ يلهم الخيال، ويحرض اللغة على اكتشاف مسالك جديدة”، يضيف المتحدث.
كما حيّا موهوب جهود جميع الفاعلين الذين يسهمون في إثراء الحراك الثقافي المحلي، من هيئات ثقافية، وكتاب، وإعلاميين، ومجتمع مدني واعٍ وطموح.
“منام ميت” و”الهَرّاب”: سرد الذات، وحدود الجغرافيا
خلال الجلسة، قدّم موهوب عرضًا موجزًا حول تجربته في تأليف روايتيه “منام ميت” و”الهَرّاب”، مؤكدًا أن كل نصّ منهما جاء في سياق مختلف، وبمنهج سردي خاص.
في “منام ميت”، تناول الروائي تجربة الذات وسط الأسئلة الكبرى للوجود، في بناء يعتمد على أجواء نفسية داخلية، وشخصيات تتحرك بين ظلال الحلم واليقظة، بين الذاكرة والانكسار.
أما في رواية “الهَرّاب”، فقد اختار موهوب أن يرسم ملامح شخصية تنكسر على تخوم الوطن والحدود، في عمل يقترب من الأطروحة الرمزية حول معنى الانتماء، والحرية، والعبور.
الرواية كمساحة للنقاش والتأويل
في ختام اللقاء، دعا موهوب الجمهور إلى التفاعل مع النصوص بروح القارئ الناقد، معتبرًا أن الرواية “لا تسكن بين دفّتي كتاب، بل بين عيون المتلقين وأسئلتهم”، مضيفًا:
“أكتب لأرتّب الحيرة، لا لأمنح اليقين. الرواية مساحة للنقاش، لا للوعظ.”
وقد تميّز اللقاء بتفاعل الحضور، وطرح أسئلة عميقة حول قضايا الكتابة، الهوية، والحرية، ما أضفى على المنتدى طابعًا مفتوحًا على الحوار وتعدد التأويلات.
ويُعدّ منتدى الكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالطارف مبادرة ثقافية دورية، تهدف إلى تعزيز حضور الأدب والفكر في الفضاء العمومي، عبر استضافة أقلام جزائرية وازنة، وفتح المجال أمام النقاش حول قضايا الإبداع والتلقي والتعبير.