رمضان شهر الجهاد عملا بواجب الاستعداد وفريضة الإعداد

أ. محمد مكركب/ نعم، إن رمضان شهرُ الصيام والقيام، شهر الذكر والاعتكاف والقرآن، وشهر حلقات الدروس والمحاضرات، لتزكية النفوس وتهذيب الطباع والوقاية من المنكرات، ورمضان شهر مجالس الأدب والبحوث والعلوم. وكل هذه الشعائر الدينية والعلوم والدراسات من الواجبات الجليلة، والتكاليف الفضيلة، والفرائض النبيلة، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام، وشعيرة عظيمة من شعائر الدين، وذلك …

مارس 10, 2025 - 12:08
 0
رمضان شهر الجهاد عملا بواجب الاستعداد وفريضة الإعداد

أ. محمد مكركب/

نعم، إن رمضان شهرُ الصيام والقيام، شهر الذكر والاعتكاف والقرآن، وشهر حلقات الدروس والمحاضرات، لتزكية النفوس وتهذيب الطباع والوقاية من المنكرات، ورمضان شهر مجالس الأدب والبحوث والعلوم. وكل هذه الشعائر الدينية والعلوم والدراسات من الواجبات الجليلة، والتكاليف الفضيلة، والفرائض النبيلة، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام، وشعيرة عظيمة من شعائر الدين، وذلك من حق الله تعالى علينا. ولكن لا ينبغي للمسلمين أن ينسوا بأننا في هذا العصر، وفي هذه السنة بالخصوص، يجب أن نكون أكثر، استعدادا وإعدادا، وأن نكون أشد حذرا، لمجابهة التهديدات الخطيرة التي يُلَوَّحُ بها الكافرون، في تطاولهم على المسلمين، في المشرق العربي، والمغرب العربي، بل إن كل التحديات العالمية في العالم غير الإسلامي تهدد الأمة الإسلامية بكل شعوبها. وكأن المسلمين في رمضان سنة: 1446ه. كأنهم يعيشون السنة الثانية للهجرة فهم كالمهاجرين والأنصار يومها. بالنسبة للأخطار التي تحيط بأوطان المسلمين، ومن ثم، فلا بد من الحساب الدقيق، والتفكير العميق، لكل أسباب وأحداث ونتائج غزوة بدر الكبرى وكيف يجب على المسلمين اليوم أن يتحدوا ويتعاونوا. أقول هذا ليس من قبيل المبالغة أو التهويل، إنما هي حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية التي بدأت شرارتها، بالإعلام الغربي والشرقي اللامسؤول. ثم إن مستجدات النزاع في فلسطين، وسوريا، ولبنان، والسودان، وموقف السياسة الجزائرية الرشيدة التي يَحْسُب لها الأعداء والكفار ألف حساب، لوقوف الجزائر الموقف البطولي مع فلسطين، ومع كل الشعوب المظلومة. وإذا كان من الواجب علينا أن ندعو أنفسنا وكل الشعوب المسلمة إلى إجماع الكلمة، والعمل بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ يصير حتما علينا أن نتحد في صف واحد في أمة واحدة، أيُعْقل أن يُصَادِق مسلمون كفارا ويعادون إخوانهم؟ أيُعقل أن يُقَدِّم مسلم للكافرين أموالا ويترك إخوانه المسلمين تحت قنابل أولئك الكافرين؟ أيُعقل أن يتحد ويتعاون مسلمون مع الكافرين المعتدين، ويعادون المسلمين. إنها فتن كقطع الليل المظلم، ولا ننسى الأزمات السياسية التي لاتبشر بالخير، مما يحدث في السودان، وليبيا، والعراق، واليمن. كل هذا وغيره يجعلنا نحن في جزائرنا الحبيبة المحسودة غيرة من طرف أعداء الإسلام، بأن نزداد يقظة وانتباها، وقديما قيل فلا تؤمن الأفعى الساكنة. ومن الأفاعي التي لا يُؤمنُ شرها، المستدمرون التقليديون ومن العنصريون الفرنسيون، الذين أصيبوا بمرض الحسد السياسي، والطمع الاقتصادي، الذين لايزالون يحلمون باستعباد الشعوب العربية، خصوصا وأنهم وجدو من الشعوب من لهم القابلية للاستعباد. فكيف نغفل وننسى ونأمن جانب الكافرين؟!! والله سبحانه وتعالى يحذرنا ويدعونا إلى الاستعداد الدائم بالإعداد والجهاد، دفاعا عن الدين والأوطان. قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ولا يزال الكافرون ومنهم اليهود، والنصارى الذين يعينونهم على العدوان، لا يزالون جاهدين في قتالكم أيها المسلمون، حتى يعيدوكم إِلى الكفر والضلال، إِن قدروا على ذلك، واعلموا أنه من يستجيب لهم ويركن إليهم، ويرجع عن دينه ويرتد عن الإِسلام ثم يموت على الكفر فقد بطل عمله الصالح في الدارين وذهب ثوابه، وكان من أهل النار مع الكفار. فما هو المطلوب منا؟ أولا: الثبات على مبادئنا الدينية، لنكون مؤمنين حَقَّ الإِيمان، لأن الله تعالى يدافع عن الذين آمنوا، فإذا أردنا أن يدافع الله عنا، فعلينا أن نجدد الإيمان في كل الأحيان، وأن نعبد الله حق العبادة، أتقول: إذا أردنا أن نعد الرد على تهديدات الكافرين يجب أن نعبد الله حق العبادة؟ نعم، هذا هو المطلوب الأول. ألم يقل الله سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55) إن أبناء وبنات الشعب الجزائري تلقوا دروسا واستوعبوها واتعظوا بها، ويعلمون أن اعتداء فرنسا في القرن التاسع عشر 1830م، كان لعثرات غير محسوبة، وغير مسؤولة، فإن جزائر اليوم إن شاء الله، وبالله، هي جزائر القوة المتماسكة بالتوكل على الله سبحانه، جزائر الشباب الجزائري من المجندين والمجندات، والطلبة والطالبات، وكل مواطن جزائري، يحب أن يكون كل واحد منهم في شجاعته وبطولته كحمزة رضي الله عنه، عم الرسول صلى الله عليه وسلم، إن لزم الأمر، وحان وقت الجهاد، إن تمادى الكفار في عدوانهم. قد يقول قائل: ما سبب هذا الكلام في شهر الصيام، والأمور والحمد لله على ما يرام. إن سبب هذا التذكير، ليس منا حبا في الإثارة، وإنما ردا على تطاول بعض اليهود وبعض النصارى، وعلى التجاوزات، والتهديدات المباشرة وغير المباشرة من طرف المرضى باستعباد الضعفاء من نسل الاستدمار الأوروبي. ونحن على منهاج خالقنا سبحانه، الذي قال: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ يحرم علينا أن نعتدي على أحد، وغايتنا السلم والسلام والأمن والأمان، ونحب التعايش بسلام. ولكن الله تعالى قال: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ فأي أحد يعتدي على الوطن، يعتبر عدوا، ويرد عليه بما ينبغي، ولقد ذكر بهذا أحَدُ أئمة الجزائر فقال: {فمن كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب، ومن كان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب. هذا نظام حياتنا بالنور خطَّ وباللهب.} ونحن مع النصيحة النبوية، والعمل بها مائة بالمائة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ]، ثُمَّ قَالَ: [اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ] (البخاري:2966) ونحن معشر الشعب الجزائر لا نتمنى لقاء أي عدو، ولا نتمنى الحرب مع أحد، كيف بالنسبة لي وقد ألفت كتاب {سياسة الاتلاف والاتحاد بين الشعوب} في كتاب :{300 صفحة.ط:2) منذ:2012م. أدعو فيه إلى السلم والمسالمة.