دولة أخلاقية وعصابة إرهابية
أ د. عمار طالبي/ من شاهد تسليم الأسرى الذين سلمتهم حركة حماس إلى الصليب الأحمر الدولي، وشاهد من جهة أخرى السجناء الفلسطينيين الذين سلمتهم الصهاينة ماذا يرى؟ يرى في الجانب الفلسطيني ما يمثل دولة ذات أخلاق وقيم إنسانية، ونظاما محكما، واستعراضا رائعا، المجاهدين بأسلحتهم وسيارات، ومنها أسلحة غنموها من عدوهم، وسيارة ضخمة من السيارات التي …

أ د. عمار طالبي/
من شاهد تسليم الأسرى الذين سلمتهم حركة حماس إلى الصليب الأحمر الدولي، وشاهد من جهة أخرى السجناء الفلسطينيين الذين سلمتهم الصهاينة ماذا يرى؟
يرى في الجانب الفلسطيني ما يمثل دولة ذات أخلاق وقيم إنسانية، ونظاما محكما، واستعراضا رائعا، المجاهدين بأسلحتهم وسيارات، ومنها أسلحة غنموها من عدوهم، وسيارة ضخمة من السيارات التي غنموها أيضا، واستولوا عليها يوم 7 أكتوبر 2023م المبارك، ويرى كيف يوقّع المسؤول من حماس على شهادة تعطى للأسير مع ممثل الصليب الأحمر على طاولة قائمة على منصة عالية تنزل من بعيد، وترى كيف يصاحب الأسير إلى هذه المنصة بنظام، ونرى هذا الأسير يحي الجماهير الحاضرة، ولا تسمع كلمة نابية من هؤلاء الناس الذين يشاهدون هذا المشهد، بل إن هؤلاء الأسرى تعلموا كلمات عربية ويشكرون معاملة أولئك الجنود الذين يصاحبونهم، وكانوا يعاملونهم معاملة طيبة، غذائيا، ويرعونهم صحيا، ويطعمونهم، كما أوصى القرآن بإطعام الأسير والإحسان إليه، كما أوصى الإسلام بعدم التعرض للأطفال، والنساء، غير المحاربات، والرهبان، والشيوخ الطاعنين في السن، وعدم الإضرار بالبيئة بقطع الأشجار مثلا، واحترام دور العبادة من الكنائس والبيع.
فالإسلام وضع للحرب قواعد وأخلاقا وقيما إنسانية رفيعة.
ومن جهة أخرى نرى معاملة الصهاينة للسجناء الفلسطينيين في غاية السوء يتعرضون للتعذيب، والإهانة، والاغتصاب، بل إنهم يسجنون جثث الأموات ولا يسلمون جثثهم لأهلهم، وأدى هذا إلى موت عدد كبير من السجناء بسبب ما يتعرضون له من التعذيب، وعدم معالجة المرضى، ويدل هذا كله على العنصرية والوحشية، والهمجية التي لا تراعي قيمة أخلاقية ولا قيمة إنسانية، بل يعتبرونهم حيوانات أو أدنى من ذلك.
وهذا ما تأمر به التوراة الكاذبة من قتل الأطفال وغيرهم، وعدم مساعفة المرضى والجرحى، وتركهم ينزفون إلى أن يموتوا، ولم نقرأ في تاريخ الحروب مثل هذا الذي يقوم به جيش الصهاينة من قتل للأطفال والنساء والمسنّين، وهدم المنازل والعمارات على سكانها، ومنعهم من الغذاء والدواء، والوقود، فالجوع سلاحهم، والتهجير القسري مقصدهم، فأنت تشاهد كيف يرمون أطنانا من المتفجرات، من الطائرات والصواريخ، ويهدمون البنية التحتية بالجرّافات، ويدمرون المساجد، والكنائس والمدارس، والمستشفيات، وإخلائها من المرضى، وتخريب الأجهزة الطبيّة، وإفساد الأدوية، وسجن الأطباء، وقتل الإعلاميين ورجال الإسعاف.
لذا ترى مظاهرات من أهل الأسرى التي لها أسرى لدى حماس يطلبون من ترمب أن لا يستجيب لمناورات وألاعيب نتنياهو بعرقلة الصفقات كل مرة، حفاظا على مصالحه، واستجابة للمتطرفين الإرهابيين الصهاينة، الذين استولوا على الحكومة والكنيست، وأصدروا قانونا لمنع الأنوروا من خدمة اللاجئين الفلسطينيين الذي أنشأته الأمم المتحدة بقانون دولي، ويريدون بذلك القضاء على مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومنعهم من العودة إلى أرضهم وديارهم.
فهل يستجيب ترمب لنداء عائلات الأسرى؟