شؤون تربوية.. قراءة تحليلية لتوسيع امتحان تقييم المكتسبات

بقلم الأستاذ : عومر بن عودة المنظومة التربوية اليوم بحاجة إلى إدخال إصلاحات عميقة على مختلف المستويات التي ترتبط بالعملية التعليمية والتي تعد أركانه الأساسية ، وأولها المناهج التربوية ، فهي عمود كل إصلاح ، وأساس بناء المعرفة والكفاءات المستهدفة لدى المتعلمين ، ويعتبر التقويم التربوي بمختلف أنواعه إحدى عناصر هذه المناهج‪.‬‬ وعليه ، نجد …

فبراير 25, 2025 - 23:33
 0
شؤون تربوية.. قراءة تحليلية لتوسيع امتحان تقييم المكتسبات

بقلم الأستاذ : عومر بن عودة

المنظومة التربوية اليوم بحاجة إلى إدخال إصلاحات عميقة على مختلف المستويات التي ترتبط بالعملية التعليمية والتي تعد أركانه الأساسية ، وأولها المناهج التربوية ، فهي عمود كل إصلاح ، وأساس بناء المعرفة والكفاءات المستهدفة لدى المتعلمين ، ويعتبر التقويم التربوي بمختلف أنواعه إحدى عناصر هذه المناهج‪.‬‬
وعليه ، نجد أن الوصاية وفي إطار الشروع في إصلاح المناهج ، في جانبها التقويمي ، قد وسعت امتحانات تقييم مكتسبات التلاميذ في المرحلة الابتدائية لتشمل نهاية الطور الأول ونهاية الطور الثاني منها ، وذلك من خلال المراسلة رقم 40 الصادرة بتاريخ 19 فيفري الجاري عن المديرية العامة للتعليم بوزارة التربية ولأول مرة في تاريخ التربية الوطنية يتم اتخاذ هذا الإجراء ، قصد تحقيق أهدافا على المديين القريب والمتوسط ، والتي نذكر منها: السعي نحو تحسين نظام التقويم البيداغوجي ، بما يخدم العملية التعليمية ، وتماشيا مع تطور معايير التقويم دوليا ، وهنا أشير إلى ضرورة الأخذ بتجارب الدول الرائدة في التعليم ، للاستفادة منها ، وتستهدف الوصاية من وراء توسيع امتحانات تقييم المكتسبات إلى تقييم مستوى تملك التلاميذ للكفاءات الختامية المرتبطة بالتعلمات الأساسية ، إذ أنه ولحد اليوم ، لا تزال فئات من التلاميذ لم تتحقق لديها الكفاءات الختامية رغم الحصول على علامات جيدة ، وذلك راجع إلى أسباب أخرى متعلقة بطبيعة الأسئلة ونشاطات الإدماج‪.‬‬
توسيع امتحانات تقييم المكتسبات إلى نهاية الطورين الأول والثاني من التعليم الابتدائي يهدف أيضا إلى تتبع مصادر صعوبات التعلم لدى المتعلمين قصد معالجتها بصفة آنية ، وبغية تجنب آثارها السلبية على مسارهم الدراسي ، وهنا يكمن دور المعالجة البيداغوجية والحاجة إلى تفعيلها أكثر ، إضافة إلى نوعية آداء الأستاذ وطريقة تقديمه للدرس ، كذلك تنعكس على تعلم التلميذ ، فإذا أحسن الطريقة المناسبة انعكست إيجابا على استيعاب المتعلم ،وإلا كان العكس‪.‬‬
هدف آخر لعملية توسيع امتحانات تقييم المكتسبات في الابتدائي يتمثل في تعزيز المتابعة والتقييم المستمر لمكتسبات التلاميذ ، إضافة إلى الاستغلال الأمثل لنتائج تقييم مكتسبات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي للموسمين الدراسيين 2022_2023 و2023_2024 ، والعمل بالنقاط الإيجابية فيه‪.‬‬
وفي هذا الصدد فقد برمجت الوصاية لهذا الامتحان مادتين فقط يمتحن فيما التلميذ وهما اللغة العربية والرياضيات ، باعتبارهما تعلمات أساسية ، والركيزتين الأساسيتين لبقية المواد ، إذا أن التلميذ يجب أن يتمكن من الكتابة والقراءة حتى يدرس بقية المواد ذات الطابع الأدبي ، إضافة إلى أنه يجب أن يتمكن من الحساب والأعداد في الرياضيات حتى يستطيع استيعاب المواد ذات الطابع العلمي‪.‬‬
ومن هنا فقد تم وضع كفاءات معينة بالتقييم في كل من اللغة العربية والرياضيات ، في الطورين ، على أن تكون صيغة التقييم أدائية وقرائية في الآداء القرائي وفهم المكتوب بخصوص مادة اللغة العربية ، وتقييم كتابي يشمل كفائتين هما التحكم في نظام العد والحساب للأعداد أقل من 1000 ، وتملك منهجية حل المشكلات الرياضياتية ، بخصوص مادة الرياضيات ، أما مدة التقييم فتبقى مفتوحة ، أي ينتهي الامتحان عند انتهاء آخر تلميذ من الإجابة‪.‬‬
أما بالنسبة للطور الثاني فيكون التقييم شفوي في كفاءة فهم الخطاب والتواصل الشفوي ، وتقييم آدائي في الآداء القرائي ، وتكون مدة الامتحان مفتوحة ، أما فهم المكتوب والإنتاج الكتابي فتكون صيغة التقييم كتابية ، وتمنح مدة 45د لكل تقييم ، هذا فيما يخص اللغة العربية ، أما في مادة الرياضيات ، فتكون صيغة التقييم كتابية في كفاءتي التحكم في موارد الميادين الرياضياتية الأربعة ، وتملك منهجية حل المشكلات الرياضياتية ، وتخصص مدة ساعة ونصف للامتحان‪.‬‬
وتم التركيز على اختبارات شفوية ، آدائية وكتابية لمادتي اللغة العربية والرياضيات باعتبارهما تعلمات أساسية ، بداية من الفصل الثالث ، ويكون التقييم الكتابي يومي 11 و12 ماي القادم بمعدل مادة واحدة في اليوم ، على أن يبدأ الأساتذة في حجز التقديرات على حساباتهم وتنتهي وجوبا قبل يوم 22 ماي‪.‬‬
إن هذا الإجراء ينتقل من تقييم التلميذ بعلامة إلى تقييمه بتقدير وملاحظة ، ولعل هذه الخطوة هي الأجدر لقياس مدى تحكم المتعلمين في مختلف الكفاءات ، خاصة وأنه تم التركيز فقط على مادتي اللغة العربية والرياضيات باعتبارهما قاعدتين أساسيتين لاكتساب المعرفة.