شبابنا وقضاياهم/حين تضيق الرؤية… تبقى الفكرة

عبد الغني بلاش/ الحمد لله الذي جعل للكلمة أثرًا، وللفكرة حياةً، وللأيام دروسًا، وجعل في دروب العابرين محطات يُقال فيها ما يجب أن يُقال، ثم يمضي كلٌّ إلى وجهته حيث كُتب له أن يكون. لقد كنتُ سعيدًا، طوال هذه الأشهر، بمشاركتكم بعضًا مما يجول في خاطري عبر هذا العمود، مستعينًا بالله، ممتنًّا لفرصة أتاحها لي …

مارس 10, 2025 - 12:14
 0
شبابنا وقضاياهم/حين تضيق الرؤية… تبقى الفكرة

عبد الغني بلاش/

الحمد لله الذي جعل للكلمة أثرًا، وللفكرة حياةً، وللأيام دروسًا، وجعل في دروب العابرين محطات يُقال فيها ما يجب أن يُقال، ثم يمضي كلٌّ إلى وجهته حيث كُتب له أن يكون.
لقد كنتُ سعيدًا، طوال هذه الأشهر، بمشاركتكم بعضًا مما يجول في خاطري عبر هذا العمود، مستعينًا بالله، ممتنًّا لفرصة أتاحها لي الأستاذ الفاضل عبد القادر قلاتي، سكرتير تحرير البصائر، الذي منحني مساحة للتعبير والنقاش والتفكير معكم في قضايا كنتُ أراها في صميم الحدث، وأؤمن أن الكلمة الصادقة لا تضيع، ولو اشتدت عليها العواصف.
ولا يفوتني أن أشكر الأخ مصطفى كروش، مخرج الجريدة، الذي أبدع في كل مرة في تصميم وإخراج صفحة شباب ميديا التي كنتُ مشرفًا عليها، مجسدًا بأمانة روح الشباب في كل تفصيلة من تفاصيلها، فله مني كل التقدير.
واليوم، أكتب كلمتي الأخيرة هنا، لا لأن الفكرة خمدت، ولا لأن الطريق ضاق، بل لأن الأقدار تسوقنا أحيانًا إلى حيث لم نخطط، وتأخذ المشاريع مسارات لم تكن في الحسبان. أودّع هذا العمود، متفرغًا لأعمال أخرى، أسأل الله فيها التوفيق والسداد، وأمضي مطمئنًّا إلى أن ما بدأناه من فكرٍ وحوار لن يكون سدى، وأن البذور التي غُرست يومًا قد يكتب الله لها أن تزهر في زمان غير هذا، وفي ظروف غير هذه.
أما ما كان من مشاريع ورؤى، فقد أُجِّلت بقرار، لكنها لم تُمحَ من الذاكرة، ولم تُسلب من القلوب التي آمنت بها. ولأن الفكرة لا تموت، فإننا نتركها هنا، شاهدة على أن الأيام دول، وأن الغد لا يُشبه اليوم، وأن المشاريع المؤجلة قد تُبعث من جديد حين يشاء الله، وبأيدٍ تعرف قيمتها، وتؤمن بحتميتها.
فلا وداع، بل لقاء في ساحات أخرى، حيث لا تضيق الرؤية، ولا يُطفأ النور، ولا تُؤجَّل الأفكار التي وُلدت لتبقى.
والله المستعان على ما تصفون.