طوفان الأقصى والاحتفالات عند معشر المسلمين
سارة بن مزيان */ اعتقدت أن ماحدث بعد طوفان الأقصى من دمار ممنهج قاده الكيان الصهيوني على إخواننا في غزة سيحرك المسلمين فظننت أننا سنفهم أن الصراع القائم هو ليس بالجديد وهو في الحقيقة صراع بين اليهود نيابة على الصليبيين بعدما اتحد اليهود والصليبيون الذين شكلوا مذهبا جديدا جاء إثر الإصلاح الديني في عموم أوروبا …

سارة بن مزيان */
اعتقدت أن ماحدث بعد طوفان الأقصى من دمار ممنهج قاده الكيان الصهيوني على إخواننا في غزة سيحرك المسلمين فظننت أننا سنفهم أن الصراع القائم هو ليس بالجديد وهو في الحقيقة صراع بين اليهود نيابة على الصليبيين بعدما اتحد اليهود والصليبيون الذين شكلوا مذهبا جديدا جاء إثر الإصلاح الديني في عموم أوروبا بقيادة مارتن لوثر وكالفن وزونجلي ليأتي مذهب يعرف بالمسيحية الصهيونية التي تؤمن بمجيء المسيح والبعث اليهودي وهي عقيدة متهودة ذات تأثير كبير على الأمريكيين حيث كان المهاجرون البروتستانت الأوائل إلى أميركا يلهجون باللغة العبرية في صلواتهم ويطلقون على أبنائهم أسماء يهودية مأخوذة من قصص التوراة وفلوكلور اليهود إلى أن وصلنا إلى الهجرات اليهودية إلى أرض فلسطين بمساعدة بريطانيا فتشكلت العصابات الصهيونية القائمة على الاغتيالات والظلم والاستيلاء على أملاك المسلمين بالتحايل والابتزاز إن اليهود والنصارى طيلة تاريخهم مع المسلمين لم يكونو سوى أعداء لنا ولم يفكرو فينا بعيدا عن دائرة العداء والصراع عكس ديننا الحنيف الذي قدم أبهى الصور خلال المجتمع المحمدي عن سيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الذي لم يظلم يهوديا أو نصرانيا قط بل عاش هؤلاء وسط المسلمين وبينهم وتحت راية دولهم بسلام لم يمسسهم لا تمييز ولا ظلم ولنا في تاريخ الدول الإسلامية من المجتمع النبوي إلى دولة بني أمية إلى الدولة العباسية فحكم المسلمين في شبه الجزيرة الأيبيرية خير دليل عن مكانة النصارى و اليهود في الإسلام لكن حياتنا مع هؤلاء لاتعني أن نقلدهم في نحالهم وحياتهم وسائر شؤونهم ولنا في هذه الآية في سورة الكافرون خير دليل بسم الله الرحمان الرحيم {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} صدق الله العظيم . إذن علينا أن نعي نحن المسلمون حقيقة هذا الصراع القديم الذي لم يتبدد لكنه يتجدد ويتمدد بأشكال عديدة فمن الحملات الصليبية على المسلمين التي استمرت نحو قرنين من الزمان وكانت بين عامي 1096 و1291م والتي وكان مقصدها الأساسي بلاد المشرق الإسلامي حيث انطلقت هذه الحملات بدعوة من الكنيسة الكاثوليكية تحت شعار الصليب بهدف تحرير الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين واستعادة القدس حسب معتقدهم وقصدت هذه الحملات توسيع نفوذ الفرنجة عالميا وإيقاف التمدد الإسلامي نحو أوروبا وصولا إلى الاحتلال الأوروبي الحديث على جل الأقطار الاسلامية وماخلفه من دمار وتخلف وحرب معلنة على المسلمين وممتلكاتهم الحضارية من دين ولغة وهوية وعادات وتقاليد وفي النهاية يأتيك أحفاد هؤلاء المسلمين اليوم يأتيك هؤلاء ممن عاشوا ويلات الاستعمار الأوروبي الحديث في القرن التاسع عشر والذي استكمل تدمير العالم الإسلامي يأتيك أحفاد جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده و ابن باديس وآخرون ممن حاربوا الغرب بكل ما أوتوا من علم ومعرفة يأتيك الشباب اليوم متفاخرين باحياء عادات الصليبيين الذين هم في الأساس يرونهم أعداء لهم ويحاربون دينهم الاسلامي الحنيف بكل الأساليب والمناهح والخطط السياسية والاجتماعية والعسكرية يأتيك شبابنا اليوم ويا حسرتنا عليهم لينسلخوا عن دينهم وعن عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية الصحيحة ويتبعوا النصارى بوعي منهم أو بغير وعي فيلبسون لباسهم في أعيادهم الدينية المسيحية ويحيون أعيادهم ويعدون لها العدة ويلبسون لباسهم في سائر أيامهم معتبرين هذه العادات انفتاح وأنه من متطلبات الحياة العصرية وهذا للاسف تفكير بعض العائلات الجزائرية التي تحن لفرنسا وتحب فرنسا التي قتلت أجدادنا ودمرت أرضنا واستولت على تاريخنا وجهلتنا بعدما كنا مثالا في العلم تفوق مدارسنا مدارس جنوب أوروبا قبل الاحتلال حيث لم يكن بيننا أمي قط لما دخلت حملات نابليون إلى أرضنا الطاهرة فرنسا التي سعت لتدمير كل ما نملك من قيم حضارية وثقافية. ونتذكر هنا بكل فخر عالمنا الجليل وعلامتنا الجزائري محمد بن أبي شنب الذي لم يخلع لباسه الإسلامي قط حتى في كبريات الجامعات البريطانية وفي كل المحافل الأوروبية نتذكر حمدان الونيسي وطالبه الشيخ عبد الحميد بن باديس نتذكر الشيخ البشير الابراهيمي ونتذكر سائر علماء أمتنا من الجزائر إلى جامع الزيتونة إلى جامع الأزهر الشريف إلى دمشق الذين لم يحيدوا عن رسالة الإسلام . فلكل الشباب المسلمين نقول عودوا إلى دينكم ففيه عزتكم ومن يبتغي العزة في غير الإسلام فلن يجدها إن تفاصيل حياتكم هي تعبير عن معتقداتكم فاخرجوا الصليبيين من عقولكم ليخرجوا من حياتكم فلم أرى هؤلاء يذبحون كبشا في عيدنا الأضحى ولا يصلون صلاة العيدين الفطر والأضحى ولا يحتفلون بمولد نبينا العظيم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ولم أراهم يتزوجون على الطريقة الإسلامية ولا يلبسون لباسنا . فما حدث في غزة منذ عام ويزيد كفيل بأن يعيدنا إلى جادة الصواب وأن يبعدنا عن التشبه باليهود والنصارى لأنهم لن يرضوا علينا حتى نتبع ملتهم ، يا معشر المسلمين عودوا إلى دينكم ففيه عزتكم ولاتكونوا أول كافر بآيات الله وتمعنوا وتدبروا في كل مايحدث اليوم في عالمنا الإسلامي من دمار وقتل حيث أصبح دم المسلم رخيص بل أرخص من كل شيء وباتت حياة المسلم لاقيمة لها مقارنة مع حياة اليهودي الذي يعيش في شرقنا الإسلامي تمعنوا وتدبروا في كل ما آلت إليه أوضاعنا من تراجع وتخلف واحتلال والتي لم تكن لو أننا تمسكنا بديننا واعتصمنا بحبل الله جميعا وكنا يدا واحدة وعرفنا من هم أعداؤنا وأعداء ديننا قديما وحديثا إننا في صراع مع ما يعرف بالصليبية المسيحية وكل ما نعيشه اليوم هو انعكاس لتراجعنا الحضاري وتخلينا عن ديننا الحنيف يا حسرتنا على ما نعيشه اليوم في عالمنا الإسلامي على الأسر الجزائرية وكل الأسر المسلمة في العالم أن تعي حقيقة الصراع وأن تنشء أبناءها على قيم الدين الإسلامي الحنيف استغفر الله لي ولكم وأسأل الله ان ينشر السلام والمحبة والاستقامة في صفوف شبابنا في كل شبر من هذا البلد وأن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين .
* كاتبة صحفية