عبّاس..!

يتكالب العالم أجمع على غزة، قطعة من مئات الكيلومترات المربّعة ومليوني نسمة، نصرة للمعتدي الصهيوني المجرم، يؤازره الأمريكي والبريطاني والفرنسي، ويبايعه بالصمت الهندي والأسترالي… ورغم اجتماع أمة الكفر على كمشة من الناس في غزة، لم يكن الألم والوجع ليأخذ موضعه ويستقر في القلب، إلا حين غرس الأخ والصديق والأقربون سكين الغدر والخيانة في صدر هذا […] The post عبّاس..! appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 26, 2025 - 20:19
 0
عبّاس..!

يتكالب العالم أجمع على غزة، قطعة من مئات الكيلومترات المربّعة ومليوني نسمة، نصرة للمعتدي الصهيوني المجرم، يؤازره الأمريكي والبريطاني والفرنسي، ويبايعه بالصمت الهندي والأسترالي… ورغم اجتماع أمة الكفر على كمشة من الناس في غزة، لم يكن الألم والوجع ليأخذ موضعه ويستقر في القلب، إلا حين غرس الأخ والصديق والأقربون سكين الغدر والخيانة في صدر هذا الشعب المقاوم، الذي يرفض الخنوع للصهاينة، فكان “طوفان الأقصى” انتفاضة لشرف مهتوك، وانتصارا على الخنوع وتقويضا لسياسة صهيونية – أمريكية تسعى لجعل البلدان الإسلامية والعربية قطيعا في الحظيرة الإبراهيمية.
لقد أطاح “طوفان الأقصى” بالأنذال المهرولين، وكشف عوراتهم، وأزاح عنهم أوراق التوت، فأضحى الجميع كما ولدتهم أمّهاتهم، أمام حالة ثورية فريدة في زمانها هذا، كمشة من الرجال المقاومين، يواجهون أعتى الجيوش تطوّرا تكنولوجيّا ووساخة أخلاقيّا.
هذه الجرأة التي فضحت المتخاذلين، لم تكن لتمرّ هكذا.. وها هي تفضح الوجوه المقنّعة في الداخل الفلسطيني، بعد أن اصطفّ الجوار العربي والإسلامي بين مساند لغزة ولو بأضعف الإيمان ومصطفّ مع الصهيونية، بالأفعال والأقوال. وكان ختامها كلام رئيس ما يسمى “السلطة الفلسطينية” محمود عباس الذي فقد الموازين الأخلاقية، بعد أن فقد شرف الخصومة، ففجر، وهو البهتان الأكبر في تاريخ القضية الفلسطينية، فوجّه سبابه اللاذع إلى المقاومة، فكانت جملة “يا أولاد الكلب”، سقوطا أخلاقيا مريعا ينسف كلّ آمال المصالحة والعودة إلى وحدة الصفّ الفلسطيني في مواجهة محاولات تصفية القضية.
لقد خانت الشجاعة عباس، وهو الذي لا أثر له في أدبيات المقاومة، فاستجمع بعض ريشه، ونفخ صدره على عائلات تباد في غزة ورجال يقاومون محتلا صهيونيا استيطانيا شرسا، لكنه لم يرفع عقيرته وجيش الاحتلال يدمّر مخيمات الفلسطينيين التي تقع تحت سلطته بالضفة والتي يعربد فيها الاحتلال وجنوده صباحا مساء.
دورة المجلس المركزي الفلسطيني التي ترأسها عباس، وصفَّق فيها فلسطينيون للشّتيمة، ستبقى عارا على “فتح” بعد عرفات، وسيسجّل التاريخ أن “حركى” فلسطين، كان بينهم القياد والبشاغات، كما كان الأمر في الجزائر، لقد وقف أولئك في وجه الثوار والمجاهدين، يساندون جيش الاحتلال الفرنسي، كما وقف هؤلاء الآن يعاضدون الكيان الصهيوني وعرابيه الأمريكان والإنجليز وغيرهما من أمم الأرض، ولكن العبرة دوما تكون بالخواتيم، “الحركي” في الجزائر كان ذلك المنحط النذل الذي باع شرفه وإخوته ودينه لفرنسا؛ فانتهى به الأمر منبوذا ومرميّا في محتشدات فرنسا، لم تلتفت إليه وهو يتدلّى ببواخرها التي تنقل المستوطنين من الأقدام السوداء، ومن علق وانتهى به الأمر هناك، كان مصيره وعائلته الرمي في محتشدات الخزي بفرنسا، فكان العار عارين.. عار الخيانة وعار العيش عيشة الكلاب. وهكذا هي الدنيا يا عباس.. يقاتل الرجال بصدور مفتوحة ويجتهدون في نيل الشهادة وتحرير الأوطان من الذل والمهانة، ويقف أمثالك على رأس مجلس الخيانة ليسب ويشتم أخاه، ولا يرفع عينا في وجه العدوّ الظالم الغاشم!

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عبّاس..! appeared first on الشروق أونلاين.