عندما يتحول الفضاء الافتراضي إلى عيادة بلا طبيب!
دواء على “فيسبوك”.. صيدلية افتراضية تهدد صحة المجتمع! في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تحولت هذه المنصات من فضاء للتعارف وتبادل الأخبار إلى سوق مفتوحة تُعرض فيها مختلف السلع، ومنها الأدوية والأعشاب الطبية. فقد انتشرت مؤخرًا صفحات ومجموعات تروج لمنتجات توصف بأنها قادرة على خفض نسبة السكر في …
دواء على “فيسبوك”.. صيدلية افتراضية تهدد صحة المجتمع!
في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تحولت هذه المنصات من فضاء للتعارف وتبادل الأخبار إلى سوق مفتوحة تُعرض فيها مختلف السلع، ومنها الأدوية والأعشاب الطبية. فقد انتشرت مؤخرًا صفحات ومجموعات تروج لمنتجات توصف بأنها قادرة على خفض نسبة السكر في الدم، أو إنقاص الوزن بسرعة، أو معالجة أمراض الحساسية والمشاكل المزمنة، دون استشارة طبية أو وصفة معتمدة.
هذه الممارسات تمثل خطرًا مباشرًا على صحة المستهلكين. فالدواء ليس سلعة تجارية يمكن تجربتها بلا ضوابط، بل مادة فعالة تتطلب تشخيصًا دقيقًا ومتابعة من مختصين. تناول هذه المستحضرات بشكل عشوائي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة: هبوط حاد في مستوى السكر، قصور كلوي أو كبدي، تداخلات دوائية قاتلة، أو حتى الاعتماد النفسي على منتجات مجهولة المصدر.
إن أخطر ما في الأمر هو أن مواقع مثل “فيسبوك” أصبحت بديلًا غير رسمي للصيدلية، حيث تُباع الأدوية بلا رقابة ولا وصفة طبية، بينما يقتنع بعض المرضى بأن هذه الحلول “الطبيعية” تغنيهم عن زيارة الطبيب. والنتيجة: انتشار ثقافة صحية مغلوطة، وزيادة المخاطر الصحية بدلًا من الحد منها.
أمام هذه الظاهرة، أصبح لزامًا على السلطات الصحية تكثيف الرقابة على التسويق العشوائي للأدوية والمكملات عبر الإنترنت، وإطلاق حملات توعية للمواطنين بخطورة الانسياق وراء “الوصفات الجاهزة”.وذلك تفاديا لأن يتحول فضاء افتراضي إلى ساحة لتجارب قد تكلف الإنسان حياته.