قصة نجاح/ عبد الرحمن مكاوي.. الطبيب الجزائري الذي تألق عالميًـــا في طب القلب

إعداد: عبد الغني بلاش/ في عدد اليوم من قصة نجاح سنذهب بكم الى عالم الطب، حيث يتطلب النجاح إصرارًا، وعلمًا، وبحثًا متواصلًا، يبرز اسم الدكتور عبد الرحمن مكاوي كواحد من النماذج المشرفة للعلماء الجزائريين والعرب. من الجزائر إلى فرنسا، ومن المستشفيات المحلية إلى المحافل العلمية الدولية، رسم هذا الطبيب المتخصص في أمراض القلب مسارًا متميزًا …

مارس 3, 2025 - 12:15
 0
قصة نجاح/ عبد الرحمن مكاوي.. الطبيب الجزائري الذي تألق عالميًـــا في طب القلب

إعداد: عبد الغني بلاش/

في عدد اليوم من قصة نجاح سنذهب بكم الى عالم الطب، حيث يتطلب النجاح إصرارًا، وعلمًا، وبحثًا متواصلًا، يبرز اسم الدكتور عبد الرحمن مكاوي كواحد من النماذج المشرفة للعلماء الجزائريين والعرب. من الجزائر إلى فرنسا، ومن المستشفيات المحلية إلى المحافل العلمية الدولية، رسم هذا الطبيب المتخصص في أمراض القلب مسارًا متميزًا تُوج بتقدير عالمي في مؤتمر دولي بواشنطن، حيث تفوق على أبحاث من كبرى الجامعات العالمية.

البداية: شغف الطب منذ الصغر
وُلد الدكتور عبد الرحمن مكاوي ونشأ في الجزائر وسط بيئة تقدّر العلم والتعليم. منذ سنواته الدراسية الأولى، كان شغوفًا بالعلوم الطبية، يدرك أن قلب الإنسان ليس مجرد عضلة نابضة، بل مركز الحياة ذاته. هذا الشغف دفعه لدراسة الطب في الجزائر، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا، خاصة في مجال أمراض القلب، ما جعله من الأوائل في دفعته.

من الجزائر إلى فرنسا.. سعيٌ وراء المعرفة
بعد تخرجه، بدأ مكاوي مسيرته المهنية في أحد المستشفيات الجزائرية، حيث أدرك التحديات التي تواجه الطب القلبي في البلاد. لم يكن مجرد طبيب يؤدي عمله اليومي، بل كان باحثًا يسعى لتطوير تقنيات التشخيص والعلاج. رغبته في التعلم والابتكار قادته إلى فرنسا، حيث التحق بمؤسسة بحثية متخصصة في تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي القلبي.

الإبداع في التشخيص القلبي بالرنين المغناطيسي
في فرنسا، انضم مكاوي إلى فرق بحثية مرموقة، حيث عمل على تطوير تقنيات جديدة في التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب. ركزت أبحاثه على تحسين دقة التشخيص وتقليل مدة الفحص، مما يسهم في تقديم رعاية طبية أسرع وأكثر دقة للمرضى. نشر عدة أبحاث علمية نالت استحسان الأوساط الأكاديمية، ما جعله اسمًا معروفًا في مجاله.

التكريم العالمي.. تفوق على جامعة ستانفورد
بلغت رحلة الدكتور مكاوي ذروتها حين شارك في مؤتمر عالمي لطب القلب في واشنطن. هناك، قدم بحثًا حول أحدث التقنيات في التشخيص القلبي بالرنين المغناطيسي، حيث نافس أطباء وباحثين من كبرى المؤسسات الطبية العالمية. المفاجأة الكبرى كانت حين حصل بحثه على المرتبة الثانية عالميًا، متفوقًا على أبحاث قدمها أطباء من جامعة ستانفورد الأمريكية، التي احتلت المرتبة الثالثة.

الاعتراف الدولي ومكانة في لجان علمية مرموقة
إثر هذا الإنجاز، لم يقتصر تقدير الدكتور مكاوي على الجوائز، بل تم تعيينه عضوًا في لجنتي الترجمة والتعليم في الجمعية الدولية للرنين المغناطيسي القلبي، حيث أصبح جزءًا من تطوير المناهج العلمية ونقل المعرفة للأجيال القادمة من الأطباء والباحثين.

العودة إلى الجزائر.. حلم تطوير الطب القلبي
رغم نجاحه في الخارج، لم ينسَ الدكتور مكاوي وطنه الأم. يسعى حاليًا إلى نقل التقنيات الحديثة إلى الجزائر، سواء من خلال التعاون مع المستشفيات المحلية أو عبر برامج تدريبية للأطباء الشباب. يؤمن بأن تطوير القطاع الصحي في الجزائر لا يتطلب فقط الكفاءات، بل أيضًا التكنولوجيا الحديثة التي تُمكّن الأطباء من تقديم أفضل رعاية ممكنة.

نموذج يُحتذى به
قصة نجاح الدكتور عبد الرحمن مكاوي ليست مجرد إنجاز فردي، بل هي مثال على أن الطموح والعمل الدؤوب يمكن أن يضع الجزائريين في مقدمة البحث العلمي العالمي. من شاب طموح في الجزائر إلى طبيب متألق عالميًا، أثبت أن أبناء الجزائر قادرون على تحقيق التميز على الساحة الدولية.