قفزة جديدة في أسعار العملات الأجنبية بالجزائر
تشهد أسعار العملات الأجنبية ارتفاعاً جديداً في تعاملات السوق السوداء، بدعم من ارتفاع الطلب، تزامنا مع حلول موسم الاصطياف، حيث يزداد الإقبال على شراء النقد الأجنبي، بما يضمن للسياح تمضية عطلتهم بأريحية في الخارج. ففي سوق “السكوار” الشهير لبيع وشراء العملات الأجنبية وسط العاصمة، تجاوز سعر صرف اليورو عتبة جديدة ليبلغ 262 ديناراً جزائرياً للشراء، […] The post قفزة جديدة في أسعار العملات الأجنبية بالجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

تشهد أسعار العملات الأجنبية ارتفاعاً جديداً في تعاملات السوق السوداء، بدعم من ارتفاع الطلب، تزامنا مع حلول موسم الاصطياف، حيث يزداد الإقبال على شراء النقد الأجنبي، بما يضمن للسياح تمضية عطلتهم بأريحية في الخارج.
ففي سوق “السكوار” الشهير لبيع وشراء العملات الأجنبية وسط العاصمة، تجاوز سعر صرف اليورو عتبة جديدة ليبلغ 262 ديناراً جزائرياً للشراء، بعد فترة طويلة من الاستقرار بين 260 و261 ديناراً. هذا الارتفاع يندرج ضمن موجة صعود تمس أيضاً الدولار الأميركي، الذي ارتفع تدريجياً من 226 ديناراً الأحد إلى 228 ديناراً، مؤكداً الضغوط المتزايدة على سوق الصرف الموازي.
بحسب تصريحات عدد من الصرّافين الناشطين في هذا السوق، تختلف الأسعار باختلاف حجم المعاملات. فبالنسبة لليورو، استقر سعر الشراء عند 262 ديناراً، بينما تراوح سعر البيع بين 259 و260 ديناراً. أما سعر الدولار الأميركي فسُجّل الشراء بـ 228 ديناراً والبيع في حدود 225 ديناراً. من جهتها، واصلت عملة الجنيه الإسترليني منحاها التصاعدي لتسجّل 305 دنانير للشراء و302 دينار للبيع.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار تخصّ سوق السكوار بالعاصمة، وقد تختلف من ولاية إلى أخرى، تبعاً لعاملين رئيسيين: توفر العملة الصعبة، وكذا حدة الطلب المحلي، ما يخلق أسواقاً فرعية بديناميكيات خاصة.
وتكشف المقارنة في أسعار العملات بالسوق الرسمية “بنك الجزائر” مع نظيرتها في السوق الموازية، عن حجم الفارق الكبير في التسعيرة. فخلال الفترة من 24 إلى 27 أوت 2025، أعلن بنك الجزائر عن أسعار بعيدة كل البعد عن تلك المسجلة في “السكوار”.
فالدولار الأميركي مثلاً محدد بسعر 129.63 ديناراً للشراء و129.65 ديناراً للبيع (فارق يقارب 100 دينار). أما اليورو فقد حدد بسعر 151.63 ديناراً للشراء و151.67 ديناراً للبيع (فارق يزيد عن 110 دنانير). كما أن الجنيه الإسترليني فحدد لدى “بنك الجزائر” بسعر 175.01 ديناراً للشراء و175.10 ديناراً للبيع، مقابل 305 دنانير في السوق الموازي.
هذا التباين يعكس بوضوح الاختلالات الهيكلية للاقتصاد الجزائري. إضافة إلى صعوبة الحصول على العملات الأجنبية عبر القنوات الرسمية، ما يدفع الأفراد وحتى المؤسسات للجوء إلى السوق الموازي.
ينقسم تجّار السوق الموازي في تقييمهم للمرحلة المقبلة. فبعض صرّافي “السكوار” يتوقعون مواصلة ارتفاع اليورو خلال الأيام القادمة. استناداً إلى الديناميكية الصعودية المسجّلة خلال الـ48 ساعة الأخيرة، مع صعود الدولار الأحد واليورو في تعاملات يوم الاثنين.
ويتزامن ذلك، مع إعلان السلطات الجزائرية، مؤخرًا، السماح للناشطين في الاستيراد المصغر. باستيراد السلع والبضائع المختلفة غير المحظورة قانونًا، من خلال بطاقة “المقاول الذاتي”. بما يعرف بـ”تجارة الكابة“، وهو القرار الذي من شأنه رفع أسعار العملات الأجنبية أكثر، بالنظر إلى أن المستورد الذاتي ملزم في هذه الحالة على تغطية تكاليف السفر والاستيراد وغيرها من العملة المقتناة من السوق السوداء.
في المقابل، يتبنى آخرون رؤية أكثر تحفظاً، معتبرين أن الأسعار قد تشهد تراجعاً مع نهاية موسم الصيف وبداية سبتمبر. لا سيما مع دخول مبلغ حق السفر (منحة السفر) المقدر بـ 750 يورو حيز الخدمة رسميًا. مما أسهم في امتصاص جزء كبير من الطلب على العملات من السوق السوداء، وبذلك الحفاظ على استقرار الأسعار. إلى جانب ذلك، يرتبط ارتفاع أسعار العملات الأجنبية عادةً بزيادة الطلب خلال العطلة الصيفية وخلال المناسبات (مناسك الحج والعمرة..). علاوةً على سواء تغطية نفقات السفر إلى الخارج من أجل تغطية واردات موسمية كالسلع والبضائع المختلفة المسموح إدخالها عبر الحقيبة (الكابة).
ف.ب
The post قفزة جديدة في أسعار العملات الأجنبية بالجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.