غزة في كفة والعالم في كفة

‪ ‬‬ ‪ ‬‬ غزة اليوم، لم تعد مجرد بقعةٍ جغرافيةٍ محاصرة، بل صارت ميزانًا يزن به التاريخ قِيَم البشرية. في كفةٍ تقف غزة بدمها وصبرها وصمودها، وفي الكفة الأخرى يقف العالم بثقله وصمته وخذلانه. ورغم الحصار والنار، فإن تضحياتها الجسيمة دفعت أمريكا نفسها إلى أن تتوسط صاغرة لإنقاذ إسرائيل من تداعيات طوفانٍ عسكريٍّ تحوّل …

أكتوبر 10, 2025 - 23:39
 0
غزة في كفة والعالم في كفة

‪ ‬‬
‪ ‬‬
غزة اليوم، لم تعد مجرد بقعةٍ جغرافيةٍ محاصرة، بل صارت ميزانًا يزن به التاريخ قِيَم البشرية. في كفةٍ تقف غزة بدمها وصبرها وصمودها، وفي الكفة الأخرى يقف العالم بثقله وصمته وخذلانه. ورغم الحصار والنار، فإن تضحياتها الجسيمة دفعت أمريكا نفسها إلى أن تتوسط صاغرة لإنقاذ إسرائيل من تداعيات طوفانٍ عسكريٍّ تحوّل إلى طوفانٍ بشريٍّ وإنسانيٍّ عرّى الكيان الصهيوني وكشف زيف ديمقراطيته وادعاءاته بالحق في الوجود.
لقد غيّرت غزة مفهوم الحرب في القرن الحادي والعشرين؛ فلم تعد الحرب ميزان قوةٍ ماديةٍ أو تفوقًا تكنولوجيًا، بل صارت ميزان صبرٍ وتضحيةٍ وإيمانٍ بعدالة القضية. هناك، حيث تتهاوى القنابل، تنهض من تحت الركام فلسفة جديدة للمقاومة: أن الإنسان، حين يوقن بحقّه، يصبح أقوى من الحديد والنار.
واليوم، فإن خطة ترامب لوقف إطلاق النار وفق “صفقة السلام” المزعومة، ليست إلا إقرار دوليا بالهزيمة أمام صمود غزة، وفشل كل محاولةً لتلميع وجه الانكسار الأمريكي–الإسرائيلي. أما عن نخب النصر الحقيقي، فقد شربت قدحه المقاومة، تلك التي رفعت رأس الأمة وهي تواجه وحدها العالم بأسره، لتبقى غزة الكفة الراجحة مهما اختلت موازين القوى.