مسابقة “CTF”.. شباب الجزائر يجدد العهد مع التاريخ والابتكار

وشكلت لحظة مشبعة بالدلالات الوطنية والاعتزاز بالذاكرة الجماعية، وتزامناً مع الذكرى التاسعة والستين لإضراب الطلبة في 19 من ماي، الذي كان بمثابة محطة مفصلية في تاريخ الثورة الجزائرية،

 تظاهرة علمية استثنائية جمعت تحت سقف واحد مئات الشباب من مختلف ولايات الوطن، متحدين في شغفهم لاستكشاف آفاق الأمن السيبراني والروبوتيك، ضمن تحديات تقنية تحاكي الواقع، وتشجّع على الابتكار وتعزيز المناعة الرقمية الوطنية.

افتُتحت المسابقة بجو من الحماسة والتقدير الرسمي، حيث أشرف رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي على إعطاء إشارة الانطلاق رفقة وفد وزاري ضم مسؤولين عن قطاعات البريد والاتصالات والاقتصاد الرقمي، في تأكيد قوي على دعم الدولة للمبادرات التي تضع المعرفة والبحث العلمي في قلب التحولات الكبرى. وقد شهد اليوم الأول زخماً خاصاً من خلال سلسلة جلسات نقاشية عميقة تناولت العلاقة بين الاقتصاد الوطني وأقطاب الامتياز، وكيفية استثمار التكنولوجيا لضمان كفاءة اقتصادية، وخلق بيئة رقمية آمنة، كما خُصصت جلسات أخرى لموضوعات استراتيجية كتعزيز المناعة الرقمية وحماية الهوية السيبرانية، وسط تفاعل كبير من الخبراء والمختصين الوطنيين والدوليين، الذين شددوا على أهمية تبادل الخبرات وتطوير سياسات تواكب التحديات المتسارعة لعالم اليوم.

المسابقة في جوهرها لم تكن مجرد ترف علمي، بل كانت إعلاناً رمزياً وفعلياً عن انخراط شباب الجزائر في معركة السيادة الرقمية من بوابة الابتكار، حيث أبانت الفرق المشاركة عن روح عالية من التحدي والإبداع، مجسّدة جيلًا جديدًا يُعيد كتابة التاريخ بأدوات مختلفة، تتجاوز الهتاف إلى الفعل، وتعبر عن انتماء وطني واعٍ ومتجذر. وعلى إيقاع ذكرى نضالية صنعت مجد البلاد، تتكامل هذه المبادرة العلمية لتؤكد أن الشراكة بين الذاكرة والمستقبل ممكنة، بل ضرورية، حين تتحوّل الرمزية إلى فعل تنموي، ويصير التمسك بالقيم الوطنية محفزاً لبناء جزائر تكنولوجية متقدمة، يقودها شباب مبدع، واعٍ، ومصمم على ترك بصمته في عالم سريع التحول.