مسجد باريس يثني على اعتراف فرنسا بدولة فلسطين

تفاعل مسجد باريس الكبير، مع قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر المقبل، وهو القرار الذي خلف غضبا شديدا لدى الكيان الصهيوني وأنصاره ولوبياته المتنفدة في فرنسا، وعلى رأسها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية (كريف). واستقبل المسجد الكبير في باريس قرار السلطات الفرنسية الجديد، “بكل جدية وهدوء”، وفق ما جاء في بيان […] The post مسجد باريس يثني على اعتراف فرنسا بدولة فلسطين appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 27, 2025 - 13:52
 0
مسجد باريس يثني على اعتراف فرنسا بدولة فلسطين

تفاعل مسجد باريس الكبير، مع قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر المقبل، وهو القرار الذي خلف غضبا شديدا لدى الكيان الصهيوني وأنصاره ولوبياته المتنفدة في فرنسا، وعلى رأسها المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية (كريف).

واستقبل المسجد الكبير في باريس قرار السلطات الفرنسية الجديد، “بكل جدية وهدوء”، وفق ما جاء في بيان موقع من قبل عميد المسجد، شمس الدين حفيز، وقال البيان إن “هذا القرار، الذي اتخذ في سياق دولي متوتر للغاية، يأتي في إطار التقليد الدبلوماسي الفرنسي المهتم بالعدالة والتوازن والسلام الدائم في الشرق الأوسط”.

وأضاف البيان: “من خلال تحديد هذا الموعد، تؤكد فرنسا أن التعايش بين شعبين، كل منهما ذو سيادة ومعترف بحقوقه، يظل السبيل المعقول الوحيد للخروج من الأزمة”. وتابع: “بهذه البادرة، تذكّر بأن حق الشعوب في تقرير المصير ليس امتيازا، بل هو أساس القانون الدولي، وهو نفس القانون الذي تدعي بلادنا دائما أنها وفية له، حتى في أكثر الظروف تعقيدا”.

وأثنى مسجد باريس على الخطوة الفرنسية: ” في الوقت الذي تتوالى فيه المآسي خلف الأبواب المغلقة في قطاع غزة، حيث ينهش اليأس الأجساد كما ينهش العقول، وحيث يبدو أن أي صوت للاعتدال قد غرق في ضجيج الأسلحة، فإن هذا الاعتراف يمثل أكثر من مجرد رمز. وهذا يتطلب مسؤولية: مسؤولية العمل بكرامة من أجل تحقيق السلام المبني على الاعتراف المتبادل وأمن الجميع ورفض الاندماجات”.

وكان من المفروض وفق ما أعلن من قبل السلطات الفرنسية، أن باريس ستعترف بالدولة الفلسطينية في شهر جوان المنصرم، غير أن الاعتراف تأخر بنحو ثلاثة أشهر، ربما لاعتبارات جيوسياسية، وكما يقول المثل الفرنسي السائر، أن “تصل مؤخرا أفضل من أن لا تصل إطلاقا”.

وأكد بيان مسجد باريس الكبير على الدور المنوط بالمسجد في مثل هذه الحالات، وقال:  “نحن، المؤسسات الدينية، التي تراقب مصير الأبرياء ومعاناة الناس، لا نتدخل في عمليات التوازن الجيوستراتيجي. لكنهم يعرفون كيف يميزون، عندما يشهدون ذلك، لفتة استرضاء، أو إشارة موجهة إلى الضمائر، أو موجة متوقعة”.

وبرأي محرر البيان، فإن “هذه اللحظة تتطلب الاعتدال والاتساق من الجميع. هذا ليس وقت الاتهامات بل وقت البناء. إن فرنسا، عندما تختار الاعتراف بدولة رحب بها العديد من الدول الأخرى بالفعل في المجتمع الدولي، تتصرف بحكمة وتحترم تراثها الدبلوماسي ورسالتها الإنسانية”.

وبالمقابل، أعرب مسجد الكبير في باريس عن “أمله في أن يمهد هذا القرار الطريق لمبادرات ملموسة ومنسقة لإنهاء العنف، والإفراج عن جميع المعتقلين ظلما، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى أولئك المحرومين منها بشدة حاليا”، ولاسيما في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لحرب إبادة لم يشهدها القرن الواحد والعشرين مثيلا لها.

ويشكل الموقف الفرنسي الجديد خطوة على الطريق الصحيح في التعاطي مع القضية الفلسطينية، ومصالحة مع المواقف الفرنسية التقليدية، التي ترفض السير في فلك التوجهات الأنجلوساكسونية (واشنطن ولندن)، التي تحولت إلى مجرد تابع لما تقرره سياسة الكيان الصهيوني الغاصب، وهذا بالرغم من الغضب الذي عبرت عنه اللوبيات الصهيونية في فرنسا، وعلى رأسها منظمة الـ “كريف”. 

علي. ب

The post مسجد باريس يثني على اعتراف فرنسا بدولة فلسطين appeared first on الجزائر الجديدة.