مسرح بجاية يفتح أبواب الوجع الفلسطيني على خشبة بشتارزي
قدّم المسرح الجهوي عبد المالك بوڨرموح ببجاية، مساء السبت الرابع من أكتوبر 2025، العرض الشرفي لمسرحية المفتاح على خشبة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشتارزي. جرى العرض في أجواء فنية مفعمة بالحس الإنساني والالتزام، وتحت تصفيقات جمهور غفير غصّت به القاعة الكبرى مصطفى كاتب، و حضره عدد معتبر من الوجوه المسرحية والفنية، إلى جانب الملحق […] The post مسرح بجاية يفتح أبواب الوجع الفلسطيني على خشبة بشتارزي appeared first on الجزائر الجديدة.

قدّم المسرح الجهوي عبد المالك بوڨرموح ببجاية، مساء السبت الرابع من أكتوبر 2025، العرض الشرفي لمسرحية المفتاح على خشبة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشتارزي.
جرى العرض في أجواء فنية مفعمة بالحس الإنساني والالتزام، وتحت تصفيقات جمهور غفير غصّت به القاعة الكبرى مصطفى كاتب، و حضره عدد معتبر من الوجوه المسرحية والفنية، إلى جانب الملحق الثقافي لجمهورية إيران الإسلامية الدكتور محمد رضا زائري، والأكاديمي حبيب بوخليفة والفنان المخضرم عبد الحميد رابية، حيث اجتمع الفنانون والجمهور على نبض واحد، تماهى فيه الإبداع مع الوجع الفلسطيني، في سهرة أعادت للمسرح دوره كمنبر للحق والذاكرة.
العرض، الذي كتب نصّه محمد بورحلة وأخرجه زياني شريف عياد، جاء بإنتاج من المسرح الجهوي ببجاية بدعم من وزارة الثقافة والفنون، ليقدّم تجربة مسرحية جريئة تشرّح عميقاً جراح الإبادة في غزة، وتدين الغطرسة الصهيونية والصمت الدولي المريب. كان المفتاح أكثر من عمل فني؛ كان شهادة على المقاومة، وصرخة ضدّ البشاعة، ومحاولة لقول ما يعجز عنه السياسيون بلغة الفن والموقف.
في كواليس النص، أراد بورحلة أن يُعيد إلى المسرح جوهره الأخلاقي والإنساني، مؤكداً أنّ المفتاح هو “مسرح ملتزم” لا يخضع للدعاية ولا يتستّر وراء الشعارات، بل يواجه الأسئلة الوجودية حول الآخر والهوية والإنسان المقهور وسط صعود العنصرية وإيديولوجية التفوق. أما زياني شريف عياد، فرأى في التجربة استمراراً لرحلته في مسرح الوعي، مشدداً على أنّ الغضب لا يكفي، وأنّ المسرح يجب أن يكون فعلاً معرفياً يقاوم العنف بالوعي، ويعيد الاعتبار للقيم التي تاهت في زحام القسوة.
امتدت المسرحية عبر ثمانية مشاهد متكاملة تمزج بين الدراما والموسيقى والباليه، في لوحة فنية نابضة بالتعبير والحركة، جعلت من المفتاح رمزاً للعودة والأمل، ودليلاً على أن الكلمة ما تزال قادرة على فتح الأبواب الموصدة أمام الحقيقة. ومن خلال مشاهدها المكثفة، خاطبت المفتاح الضمير الإنساني، وأعادت طرح سؤال الذاكرة والهوية في زمن تتناسل فيه محاولات التزييف والنسيان.
رأت الممثلة نضال الجزائري في العمل “غصّة لا تختنق في حلق الوجدان العالمي”، بينما اعتبره الفنان إبراهيم شرقي “دعوة لاستعادة إنسانيتنا في عالم فقد توازنه”. هكذا تحوّل المسرح إلى مساحة للعصيان المعرفي، كما وصفه بورحلة، وإلى سلاح جمالي في مواجهة آلة الظلم التي تطحن الحقيقة كل يوم.
بهذا العرض، أعاد مسرح بجاية الجهوي تأكيد حضور المسرح الجزائري في طليعة الفعل الثقافي المقاوم، مذكّراً بأن الفن ليس ترفاً، بل صوت الضمير حين يعجز الجميع عن الكلام، وأنّ المفتاح سيظل رمزاً للأمل الذي لا يُغلق، مهما اشتدّ الحصار.
خليل عدة
The post مسرح بجاية يفتح أبواب الوجع الفلسطيني على خشبة بشتارزي appeared first on الجزائر الجديدة.