مع أسطول الصمود والتحدي
أ: محمد العلمي السائحي/ علينا جميعا أن نقف وقفة إجلال وتعظيم لأسطول الصمود، ذلك لأنه يعبر عن صرخة الشعوب في وجه الطغاة والجبابرة والمتكبرين، ولأنه يمثل التقاء الإنسانية واتفاقها على الوقوف في وجه الظلم والظالمين، ولأنه يتحدى سياسة دعم الظالمين والتسامح معهم، ولأنه يمثل ثورة على الدول العظمى التي تصر على التحكم في العالم، ومن …

أ: محمد العلمي السائحي/
علينا جميعا أن نقف وقفة إجلال وتعظيم لأسطول الصمود، ذلك لأنه يعبر عن صرخة الشعوب في وجه الطغاة والجبابرة والمتكبرين، ولأنه يمثل التقاء الإنسانية واتفاقها على الوقوف في وجه الظلم والظالمين، ولأنه يتحدى سياسة دعم الظالمين والتسامح معهم، ولأنه يمثل ثورة على الدول العظمى التي تصر على التحكم في العالم، ومن ثمة ترفع فيه من تشاء، وتضع من تشاء، دون اعتبار لضرورة مراعاة العدل في المعاملة، ثم لأنه إعلان عن أنه قد حان الوقت لاعتبار إرادة الشعوب واحترام اختياراتها.
وإذا كان أسطول الصمود يعني ذلك، ويرمز إليه، فذلك يقتضينا أن نتجاوب معه، وننحاز إليه، ونسانده بكل القوة لنمكنه من رفع التحدي حتى نمكنه من بلوغ غزة آمنا مطمئنا، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها، وإذا تحقق له ذلك الإنجاز، سيضطر الكيان إلى رفع حصاره عن غزة، ويصبح حصاره لها غير مجد ولا فعال، وذلك أن الشعوب التي سيرت له ذلك الأسطول، ستسير له أساطيل أخرى، وإن أصر على تحدي هذه الشعوب، ضغطت على دولها لاستخدام القوة معه، ولا قبل له بمحاربة عشرات الدول بينما هو يعتمد على معظمها لمده بالسلاح والأموال والدعم السياسي.
ومن هنا فإنه حتى وإن جازف بقطع طريق الأسطول، فإنه بفعله ذلك يدخل في تحد صريح مع كل الدول التي يمثلها المشاركون في هذا الأسطول، وبذلك يزداد عزلة، ويتبغض للعالم أجمع، وسيكون هذا بمثابة دق آخر مسمار، في نعش إسرائيل.