ندوة تأبينية للفقيد الدكتور محمد ناصر بمقر جمعية الجاحظية
نظمت الجمعية الثقافية «الجاحظية» في مقرها الوطني بالجزائر العاصمة يوم السبت 13 سبتمبر 2025 ندوة تأبينية للفقيد الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور محمد ناصر، بمشاركة الدكتور عبد الرزاق قسوم، والدكتور محمد صالح بوحجام، والدكتور مولود عويمر. وقد أدار هذه الجلسة الدكتور أحسن تليلاني. وللتذكير، فإن الدكتور ناصر توفي في 20 أوت الماضي بعد مريض عضال لازمه …

نظمت الجمعية الثقافية «الجاحظية» في مقرها الوطني بالجزائر العاصمة يوم السبت 13 سبتمبر 2025 ندوة تأبينية للفقيد الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور محمد ناصر، بمشاركة الدكتور عبد الرزاق قسوم، والدكتور محمد صالح بوحجام، والدكتور مولود عويمر. وقد أدار هذه الجلسة الدكتور أحسن تليلاني.
وللتذكير، فإن الدكتور ناصر توفي في 20 أوت الماضي بعد مريض عضال لازمه عدة سنوات ومنعه من ممارسة نشاطه الفكري والأدبي. وقد عاش 87 عاما حافلا بالأعمال العلمية إذ أصدر عددا كبيرا من الكتب والمقالات في مجالات متعددة كالأدب الجزائري والقصة والشعر والنقد الأدبي وأدب الأطفال، والتراث الإباضي وتاريخ الصحافة فضلا عن التدريس بمعهد الأداب واللغة العربية بجامعة الجزائر.
وفي هذا السياق، ذكر الدكتور محمد ناصر بوحجام أستاذ الأدب العربي بجامعة باتنة وصهر المحتفى به، بجهود الفقيد في توثيق الذاكرة الأدبية وتراث الحركة الإصلاحية الجزائرية بمنهجية علمية صارمة. ويظهر ذلك بوضوح في كتابه «الشعر الجزائري الحديث: اتجاهاته خصائصه الفنية 1925- 1975» الذي توصل إليه الفقيد بعد عناء كبير وجمع التراث الأدبي الجزائري في مناطق مختلفة من البلاد، وفي عدة دول عربية وفي فرنسا.
قال الرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، أن الفقيد كان «نموذجا يقتدى به، إذ جمع بين الأصالة والمعاصرة، وشخصية موسوعية وعلمية مبدعة اتسمت بالبعد الإسلامي في تكوينها، وتميّزت أيضا بالمنهجية العلمية، كما امتلك نبوغا لغويا وأدبيا، إضافة إلى أنه كان داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وفقيها». كما تطرق المحاضر إلى ذكرياته مع الدكتور محمد ناصر التي امتدت لفترة طويلة، وتميزت دائما بالمحبة والتقدير والتواصل العلمي.
أما الدكتور مولود عويمر، أستاذ تاريخ الفكر المعاصر بجامعة الجزائر2، فقد أثار في مداخلته نقطتين أساسيتين، فقال إن الدكتور محمد ناصر حرص على كتابة مذكراته ونشرها في3 أجزاء بعنوان: «ذكرياتي ومذكراتي»، وهذا عمل أدبي نادر عند الأساتذة الأكاديميين الجزائريين الذين يرحلون عن هذا العالم دون أن يتركوا وراءهم مذكرات يسجلون فيها ذكرياتهم ومشاهدهم ويوثِّقون فيها تجاربهم ليستفيد منها غيرهم.
كما أشار الدكتور عويمر إلى اهتمام الأستاذ محمد ناصر بتراث المقالة الصحفية في الجزائر في الثلث الأول من القرن العشرين، فقد كان أقطاب الفكر والأدب في تلك الفترة التاريخية يتنافسون على كتابة المقالات في الصحف، بينما غابت هذه الظاهرة اليوم عن حياتنا الأدبية والفكرية. فقد كان لكبار المفكرين ركن اسبوعي في أشهر الجرائد العربية، يعبرون من خلالها عن آرائهم ومواقفهم تجاه قضايا عصرهم. وجمعت هذه المقالات في كتب معروفة.
وقد تفاعل الجمهور المشكل من الحاضرين من طلبته وأصدقائه تفاعلا مثمرا، وقدم عدد من الأساتذة شهاداتهم عن الفقيد ونذكر هنا بالخصوص: رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الدكتور الشريف مريبعي الذي استحضر ذكرياته مع أستاذه الفقيد، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، ورئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية الدكتور عمر بوساحة، الروائي والمترجم الأستاذ محمد ساري، والناقد الأدبي الدكتور عمار بن زايد، الخ.
وفي ختام أشغال هذه الندوة، تم تكريم عائلة الدكتور محمد ناصر بهدية رمزية من طرف رئيس جمعية الجاحظية الدكتور عبد الحميد صحراوي، تسلمها نيابة عنها حفيده وكذلك صهره الدكتور بوحجام. وافترق الجميع بعد أخذ صورة جماعية في بهو مقر الجمعية تخليدا لذكرى هذه الندوة الفكرية.
مولود عويمر