نساء سطّرن أروع القصص في جهادهنّ ضدّ الاحتلال الفرنسي المُقَاوِمَة (المَرَاكِزيّة) مبروكة زروالي المعروفة بجمعة (نموذج عن جهاد المرأة الريفية في الأوراس).
كتابة محتوى الحوار: د. عقيلة عومري/ لقد بذلت نساء الأوراس كغيرهن من نساء الجزائر كل ما في وسعهن، مضحيات بكلّ غال ونفيس من أجل تحرير وطنهن وإخراج هذا المستدمر البغيض الذي جثم على أرضهن، مستغلا لخيراتها، سالبا لمقدّراتها، منكّلا وقاهرا لأبنائها، وهذه المرأة الأوراسية التي نتناول سيرتها ومسيرتها أثناء الثورة واحدة من نساء كثيرات سطرن …

كتابة محتوى الحوار: د. عقيلة عومري/
لقد بذلت نساء الأوراس كغيرهن من نساء الجزائر كل ما في وسعهن، مضحيات بكلّ غال ونفيس من أجل تحرير وطنهن وإخراج هذا المستدمر البغيض الذي جثم على أرضهن، مستغلا لخيراتها، سالبا لمقدّراتها، منكّلا وقاهرا لأبنائها، وهذه المرأة الأوراسية التي نتناول سيرتها ومسيرتها أثناء الثورة واحدة من نساء كثيرات سطرن أروع البطولات في تاريخ المنطقة بل في تاريخ الجزائر ككل.
هي نموذج متكرر لنساء الثورة اللاواتي التحقن بالجبال ليكنّ عونا لإخوانهن الرجال في هذه الثورة المجيدة، خاصة تلك النسوة اللواتي انطلقن من المداشر والقرى، لم ينلن أدنى حقوق العيش الكريم، يطاردهن الجهل والأميّة من جهة، ومن جهة ثانية يفتك بهن المرض والفقر،كحال الجزائريين كافة في تلك الفترة العصيبة ومن جهة ثالثة تلك التقاليد المجتمعية الظالمة البالية التي أرهقت كاهل المرأة وزادت من معاناتها، ومبروكة زروالي واحدة منهن.
فمن هي مبروكة زروالي؟ وكيف كانت قصتها في الالتحاق بالثورة؟ وماأهم المحطات في مسيرتها؟
هذا ما نحاول الحديث عنه بعد حوار أجريناه معها في بيت ابنها في منطقة «ملوجة» بإشمول1 حرصا منّا لأخذ الحقيقة من أفواه صانعي مجد الجزائر المغيّبات قبل أن يغيبهن الموت، وهنّ لم يحظين بفرصة للإدلاء بشهادتهن.
أولا: المولد والنشأة
ولدت مبروكة أو جمعة كما يدعونها في سنة 1939م التي يعود أصلها لعرش أولاد داوود في منطقة القطان بضواحي أريس2 أي ولدت في السنوات الشديدة على الجزائريين فهذا تاريخ انطلاق الحرب العالمية الثانية وضغوطات السلطات الفرنسية على الجزائريين للمشاركة في حربهم ضد الألمان، كما عرفت هذه السنوات بالمجاعات والأوبئة التي راح ضحيتها كثير من أبناء الشعب الجزائري، وطبعا في هذه البيئة الريفية والظروف القاهرة لا يمكن للفتيان أن يدرسوا فضلا عن الفتيات، بيئة يعمها الجهل وتفتك بها الأمراض، ولدت يتيمة الأم في عائلة ثورية حيث ربتها جدتها لأبيها بهيجة صاحبة القصة الخالدة في تاريخ المنطقة، حيث لازلت تروى للأجيال؛ فقد كانت بهيجة (الجدة) في مركز من مراكز جيش التحرير الوطني حيث تقوم بإعداد الطعام للمجاهدين هي ورفيقتها خديجة، فما لبثتا حتى حاصرتهم القوات العسكرية الفرنسية بسبب وشاية أحدهم الذي أحضر لهما الحطب للطهي، ثمّ ذهب للسلطات الفرنسية لإخبارها عن مكانهما، فأمرت السلطات بإخراجهما بالقوة وإحضارهما، فأبتا الخروج وخافتا أن ينكّلا بهما، فتمسكت كل واحدة منهما بعرصة خشبية من عرص البيت ففجرا عليهما البيت فأحرقتا، فصارت قصتهما تعرف بقصة بهيجة وخديجة ,مثالا للمرأة الأوراسية التي تموت من أجل وطنها عزيزة مرفوعة الرأس.
فالجدّة المربية غرست في حفيدتها حب الوطن وواجب العمل للثورة لإخراج العدوّ الغاصب. كما أنّ والدها إبراهيم كان ينظّم الحركات السريّة للثورة مع المجاهدين في غابة «إسومّار»،فكانت ترقبهم معجبة بشجاعتهم، بل كانوا يعلمونها النشيد الوطني وبعض الأشعار فحفظتها عن ظهر قلب، وعند زيارتنا لها ردّدت علينا بعضا منها حسب ما أسعفتها ذاكرتها ،كل ذلك كان عاملا قويّا في تنشئتها تنشئة ثورية بمعنى الكلمة.
انطلقت المجاهدة مبروكة في رعي الأغنام ولم يتجاوز عمرها الخمس سنوات كحال معظم فتيان وفتيات المنطقة، وهذا أيضا صنع جزءا من شخصيتها،وعلّمها الصبر، أمّا والدها فقد ذكرت أنّه توفي تقريبا في 1956م ولم تره ولم تسمع بوفاته إلاّ بعد مدة من الزمن لأنّها كانت غائبة؛ تنتقل من مكان إلى آخر، بالأحرى من مركز إلى آخر بعد التحاقها بالثورة3.
تذكر المقاومة أنّه لم تمكث عائلتها في منطقة القطان مسقط رأسها بعد انطلاق الثورة، بسبب التهجير القسري حيث ونظرا لبعض الوشايات، قامت السلطات الفرنسية في منطقتهم بقتل بعض المجاهدين في مكان واحد؛ وكانوا ثلاثة إخوة وابن أختهم، وحرقوا بعض الدواوير المجاورة، تمّ اضطروا لترك بيوتهم قسرا لأن المنطقة لم تعد صالحة للعيش لينتقلوا إلى منطقة أريس لتلتحق منها بالثورة4.
ثانيا:التحاق مبروكة بمراكز الثورة في المنطقة:
قصة التحاق هذه المقاومة بالثورة قصة طويلة نوعا ما نتكلم عنها في هذا المقام بنوع من التفصيل، وبحسب ما أسعفتها ذاكرتها.
كانت مبروكة فتاة جميلة مفعمة بالحيوية والنشاط، لا يتعدى عمرها السابعة عشر ولعل الواجب الوطني ألّح عليها أن تلتحق بأحد المراكز من مراكز جيش التحرير بعد مشاورات بينها وبين جارتها ورفيقتها المرحومة باهية مخناش –التي تبلغ من العمر سبعة وعشرين سنة – آنذاك وبين أفراد من الجيش التحرير الوطني الذين وافقوا على رفيقتها التي تبلغ سبعة وعشرين سنة، والتي كانت تخشى من إخوان زوجها الذين يتعاملون مع فرنسا، ولم تتحمل خيانتهم، وزوجها كان خاضعا لهم يخشاهم، فأرادت هي أن تتحرّر من هذا الوضع المذِل وتلتحق بجيش التحرير حيث يوجد شقيقها (بلقاسم)، فأذن لها مسؤولو المنطقة بالخروج وأعطوا لها الموافقة المبدئية بعبارة تدل على ذلك دون الإفصاح البيّن كإجراء أمني «الفاس في يديك والغابة حذاك».5
انطلقت كلّ من مبروكة وباهية من «أقليحث نُوَارِيس» أو دشرة أريس6 كان ذلك في سنة 1956م ليمكثا ليلة واحدة عند امرأة تسمى خديجة في منطقة بأريس تسمى: «إخْف أِوغيل» أي رأس الذراع كما اتفق على ذلك،لأجل اختبارهما والتأكد من رغبتهما ومدى استعدادهما للعمل بهذه المراكز، والتأكد قبل ذلك من هويتهما حقيقة.7
قبل الحديث عن المترافقتين، سوف نذكر هنا موقفا لا يقل أهمية عن دور مبروكة ورفيقتها، حيث يجدر بنا هنا أن نذكر أنّ المرأة الجزائرية وخاصة الأوراسية لعبت دورا كبيرا في الثورة التحريرية ولازلنا نجهل الكثير عن دورها بسبب عوامل كثيرة يطول الحديث عنها،ولعلّ أبرزها إهمال العمل النسوي بجانب العمل الرجالي (حمل السلاح).
هذه المرأة التي استقبلتهم (خديجة) كانت زوجة أحد المناضلين الذين كانوا يجمعون المساعدات والمعونات المالية ويخبؤونها ليسلموها للمسؤولين في جيش التحرير الوطني، ولكن ضعفت نفسه بعد جمعها فاستولى عليها و أ نكر وجودها معه، لكن زوجته هذه كانت قد رأته أين خبّأها فأخبرت المجاهدين عن مكانها؛ فقاموا بإخراج الأموال والتّخلص منه لكونه خائنا.8
فموقف هذه المرأة الحرّة ذكرناه عرضا يدلّ على وفائها وإخلاصها لعملها ووطنها وقضيتها. فكان بإمكانها أن تستفيد من هذا المال مع زوجها.
لنواصل حديثنا عن المرأتين مبروكة وباهية، فمبروكة من كثرة المشي تعبت فنامت،بينما رفيقتها باهية مخناش هي من قابلت ثلاثة من المجاهدين رحمهم الله هم: مبارك بن طرسية، محمد بلد (دوعلي)، مسعود لعروسي أُرسلوا لاختبارهما والتحقق من رغبتهما وصدقهما، فهذا دليل على أنّ مجاهدينا يسيرون وفق استيراتجية، ولم يكن العمل فوضويا، بل كانوا يتحرون ويحققون في حقيقة المنضمين إليهم.
فجرى حديث بينهم وبين رفيقة مبروكة أبدى الممثلون تخوفا من سن مبروكة، فهي لازالت شابة في مقتبل العمر جميلة عازبة، فهم يخشون عليها ومنها في ذات الوقت، بينما ردّت عليهم رفيقتها بأنّها لايمكن أن تذهب دونها، فهما خرجتا معا إمّا يذهبا معا وإما يرجعا معا فوافقوا بعد ذلك بعد إصرارها.
هذه صفة أي صفة الإصرار بارزة في المرأة الأوراسية خاصة التي تربت في الجبال والأرياف.
انطلقت كل من مبروكة وباهية في الصباح برفقة أحدهم رجل مدني (اتّصال كما يطلق عليه في الثورة)، بعد أن ودّعتا مضيفتهما خديجة، وحسب متحدثتنا أنّ هذه المضيّفة سئلت عن هويتهما ورفيقهما من طرف أهالي المنطقة لما رأوهم، فادّعت أنّهما من أهلها جاءوا من منطقة ثنية العابد،وهنا قمة الوعي والحس الأمني لهذه المرأة التي لم تدرس ولم تتعلم قواعد العمل العسكري.
وصلت كل من مبروكة وباهية إلى منطقة «إزي أوبعليّ9، وكان من المخطّط له أن يؤخذا منها إلى منطقة لارباع، لكن فجأة سُمع صوت الرصاص، فعلمت القيادة أنّ هناك عملية تمشيط واسعة قام بها العدو في منطقة وادي عبدي ممّا اضطرهم إلى المكوث.
مكثوا في بيت أحد المتعاونين مع الثورة، وهو ابن قائد، وهو موظف في البريد (موزع بريد)، فبيته لايمكن أن يشتبه فيه، ولا يقتحم لأنّه موظف رسمي في الإدارة الفرنسية، فبقوا في بيته ثمانية أيام، ثمّ بعدها تمّ نقلهما بسيارته إلى منطقة في «ثنية العابد» بالضبط في مركز كبير للمجاهد «محمود الواعيُ: مكثوا شهرا في هذا المركز يقومون بأعمال الطبخ والغسيل وغيرها،في انتظار أن يتحقّق مسؤولو المنطقة من هوية رفيقة مبروكة باهية مخناش، وحقيقة وجود شقيقها في صفوف المجاهدين، الذي تريد أن تلتحق به بعد التأكد من ذلك أُذن لهما بالا لتحاق بمركز في منطقة لارباع بوإعقاقن10 ليمكثا فيها أربع سنوات مع بعضهما(مبروكة وباهية) ليفترقا بعد ذلك،كل واحدة أين كانت وجهتها أو أين تم ّتوجيهوها 11
ثالثا: أهم أعمال مبروكة زروالي وتعرضها للعطب:
لعلّ أهم أعمال هذه المرأة مبروكة ورفيقة دربها والنسوة اللواتي كنّ معهما هو إعداد الطعام وخبز الخبز (الكسرة)، وغسل ملابس المجاهدين والجرحى، ونسج بعض الملابس الشتوية التي تصنع من الصوف كالقشابيات وغيرها، ولم تكن هذه المهمّة سهلة كما نظن، فقد عانين ولاشك خاصة أن الظروف كانت قاسية والمنطقة باردة جدا في الشتاء القارص كونها منطقة جبلية وعرة المسالك، يحضرن الماء والحطب أحيانا، وعدد الجنود كبير أكثر من 100 جندي كما تذكر محدّثتنا،كما كن يخشين من الهجومات الفرنسية المباغتة، رغم قيامهن بجميع الاحتياطات؛ فقد كانت هذه المراكز محاطة أو بداخلها أنفاق إن صحّ التعبير (كازمات)12 يخفون فيها الأواني والمؤونة من أطعمة وأدوية والسلاح واللباس وغيرها من الأشياء، كما كانت عبارة عن مراكز علاجية لمداواة الجرحى، والمرضى من المجاهدين، وكانت هذه المراكز في بعض الأحيان تتعرض لعمليات مداهمة إثر خيانات ووشايات من طرف بعض ضعاف النفوس، بل وفي أحيان أخرى تضطر النسوة في هذه المراكز إلى سكب الطعام كلّه، وحمل الخبز معهن إذا سمعن باجتياح الفرنسيين للمنطقة ولمركزهم إثر وشاية وصلتهم، وإن كانت كما تشهد المتحدثة أن منطقة لارباع تقلّ فيها الوشايات بشكل كبير.
تذكر محدثتنا أنّ من أصعب الذكريات التي لازالت عالقة في ذاكرتها يوم جيء لها ببرنوس أحد المجاهدين الذي استشهد فوجدت في قلنسوة برنوسه بقايا من مخه ملتصقا بها فغسلته وهي ترتجف وتبكي.
طبعا لابد من غسله ونشره ليلبسه مجاهد آخر، فالجو بارد وهم بحاجة إلى هذه الملابس.
تروي مبروكة حادثة أخرى مؤثرة مرّت أمام عينيها، وحفرت في ذاكرتها حيث كان أحد المجاهدين في منطقة إبحيرين13 أنشأ خمس مخابيء (كازمات) في مركز واحد وأخبر بهم شقيقه الذي جاء من فرنسا لأنّه يثق به ظنّا منه أنّ هذا الأمر سيفتخر به أخوه ويُفرحه، ولكن هذا الأخير غدر به ووشى به لدى الجيش الفرنسي، فجاءت القوات الفرنسية واكتشفت هذه المخابيء، فأخرجت كل مافيها، حتى الجرحى الخمسة الذين تمّ استخراجهم من المخابيء وقتلهم لصاحب المركز أيضا بدم بارد؛ وهي تشاهد ذلك مع باقي النسوة ثمّ بعدها قاموا بإحراق هذه المخابيء14.
كما شاركت هي ورفيقتها ومجموعة من النساء في «معركة الزقاق» وهي معركة معروفة، لكن نسيت تفاصيلها للأسف، شاءت الأقدار أن تتزوج بأحد المجاهدين يسمى بلقاسم أوعلي يحياوي حماية لها في سنة 1959م، وتذهب لمنطقة بوسالم 15، وكانت الزوجة الثانية، وكانت ضرتها هي الأخرى تعمل في مركز معها في لارباع، الملفت للانتباه هنا أنّ المرأة الجزائرية المنضمة في صفوف الثورة كثيرا ما تكون إمّا الزوجة الأولى أو الثانية، ولكن كن يتعاون ويساعدن بعضهن ولا يلتفتن لأي منغص من غيرة أو غيرها يفسد عملهن الجهادي لأنّ هذا حقيقة هو التّجرّد والتضحية.
لقد واصلت عملها في منطقة بو سالم، حيث ساعدت المجاهدين في معركة في مركز من مراكزها، ثمّ عادت لمنطقة لارباع من جديد، ولا تتذكر كم بقيت في بوسالم، تتذكر فقط أنّ أصعب اللحظات في حياتها كانت في بوسالم.
في سنة 1960م استشهد زوج مبروكة وتركها حاملا في الشهر الثالث بابنتها خضراء، لكن هذا لم يفت في عزيمتها فواصلت عملها مع باقي النساء في مراكز لارباع. وخصصت لها قيادة الجيش هي وضرتها مبلغا شهريا ليكفي حاجتهما تقول أنّه 5 آلاف فرنك فرنسي.
وتذكر أنّه كان معهن ممرضات أيضا؛ لكن كنّ بصحبة أفراد الجيش نظرا لعملها التمريضي في الميدان، ولا يبقين دائما في المراكز إلا في حالة وجود جرحى يقمن على علاجهم، فتبقى واحدة أو اثنتان لذلك16.
كما تذكر محدثتنا أنّها تعرضت للإصابة في معركة ساخنة بين المجاهدين والجيش الفرنسي، إثر وشاية بمركزهم فأخذوا يطلقون عليهم وعلى المركز نيران المدافع، ممّا أدّى إلى إصابتها في فخذها إصابة لم تكن بالخطيرة حينها، عالجوها ببعض الأدوية البسيطة المتوفرة كما تذكر، ولكن مع مرور الزمن أصبحت بسبب هذه الإصابة لايمكنها المشي مسافة كبيرة17
رابعا: وضعية مبروكة بعد الاستقلال:
لقد تزوجت مرتين بعد زوجها الشهيد، فالثاني لم تبق معه سوى سنة واحدة أنجبت ولدا معهُ الذي تقيم عنده الآن، ثمّ توفي لتتزوج مرة أخرى من شقيقه الذي أنجبت معه أولادها الستة، كما تحمد الله لأنّها حصلت على حقوقها كزوجة شهيد لكن سألناها عن العطب فلم تأخذ حقوقها كاملة، فقدأودعتها في سبيل الله، وأصيبت بمرض السّكري وعلى إثر ذلك بترت إحدى ساقيها، فهي تتنقل حالياعلى كرسي متحرّك.
هذا نموذج حي للمرأة الريفية الأميّة في الأوراس التي تنقلت بين السهول والجبال والوديان من منطقة إلى أخرى، وضربت أروع الأمثلة في التضحية والتّجرّد ونكران الذات، رغم أميّتها، وتحمّلها لأعباء أسرتها إلى جانب ذلك، فحبّ وطنها وإيمانها بقضيتها أنها قضية حق فإمّا إسلام وعزة وتحرّر وإمّا استسلام وذلّ وعبودية للأبد؛ كلّ ذلك جعلها تركب الصعب والذلول لأجل ذلك؛ فانتصار الثورة انتصار للمرأة الجزائرية ككلّ لأنّها إلى جانب عملها داخل صفوف جيش التحرير الوطني فهي إمّا أُمٌّ أنجبت وربت المجاهد، أو زوجة تحمّلت أعباء مسؤولية أسرتها في غياب زوجها في حياته وبعد استشهاده، أو بنتا تحملت مرارة الُيتم بعد استشهاد والدها.
الهوامش:
1 ـ إشمول : مدينة تقع شرق ولاية باتنة وهي إحدى دوائر ولاية باتنة ،مقابلة أجريناها مع المقاومة زروالي مبروكة في بيت ابنها يوم الأحد 18/05/2024م على الساعة 11 صباحا إلى 13,30
2 ـ أريس: تقع جنوب شرق ولاية باتنة .
3 ـ ـمصدر سابق(المقابلة الشخصية)
4 ـ مصدر سابق( المقابلة الشخصية)
5 ـالمصدر نفسه.
6ـ أقليحت نوارس باللهجة الشاوية فهي إحدى المداشر الأربع من بلدية أريس
7 ـ المصدر نفسه (المقابلة الشخصية)
8 ـ المصدر نفسه.
9ـإزي أوبعلي: منطقة من مناطق واد عبدي وتقع بين أريس وثنية العابد
10 ـ منطقة لارباع: معناها أرض الربيع تقع جنوب ولاية باتنة، دائرة بوزينة واقعة بين بوزينة وواد فضالة الحقانية
11 ـ المقابلة الشخصية
12ـ تسمية معروفة في الثورة تطلق على االمخابيء أوحصون تستخدم في الدفاع العسكري، وتتميز ببنيتها المتاحة لإطلاق النار من عدة اتجاهات.
13ـإبحيرين هذه التسمية متكرّرة في المنطقة ولكن المقصودة هنا هي التابعة لمنطقة لارباع وهي منطقة مليئة بالمراكز والمخابيء،المصدر السابق(المقابلة الشخصية).
14ـ المصدر نفسه
15ـ بوسالم حسب المتحدثة هي منطقة تابعة لفضالة الحقانية قربية من منطقة عين التوتة من ولاية باتنة.
16ـ مصدر سابق(المقابلة الشخصية).
17 ـ المصدر نفسه.