إسبانيا تتوقّع هجوم المغرب على سبتة ومليلية: لماذا الآن؟

توجد مدينتا سبتة ومليلية في الأراضي المغربية، لكنهما، وهذه مفارقة، مدينتان إسبانيتان، والسبب بسيط هو أن المخزن فرّط فيهما قديما وحديثا، ولم يطالب بهما أو يسترجعهما بالقوة، وشاعت نكتة أن أحد ملوك المخزن بادلهما بدراجة هوائية. رغم غض المخزن الطرف عن المدينتين، إلا أن إسبانيا بدت مجمعة، الآن أكثر من أي وقت مضى، أن المخزن […] The post إسبانيا تتوقّع هجوم المغرب على سبتة ومليلية: لماذا الآن؟ appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 11, 2025 - 16:20
 0
إسبانيا تتوقّع هجوم المغرب على سبتة ومليلية: لماذا الآن؟

توجد مدينتا سبتة ومليلية في الأراضي المغربية، لكنهما، وهذه مفارقة، مدينتان إسبانيتان، والسبب بسيط هو أن المخزن فرّط فيهما قديما وحديثا، ولم يطالب بهما أو يسترجعهما بالقوة، وشاعت نكتة أن أحد ملوك المخزن بادلهما بدراجة هوائية. رغم غض المخزن الطرف عن المدينتين، إلا أن إسبانيا بدت مجمعة، الآن أكثر من أي وقت مضى، أن المخزن يمكن أن يهجم على المدينتين، وأن خطة هجومه جاهزة.
في التفكير الجمعي الإسباني، أن سكوت المغرب عن المطالبة بسبتة ومليلية له علاقة متلازمة مع قضية الصحراء الغربية، وأن إسبانيا سمحت للمغرب باحتلال الصحراء الغربية سنة 1975م، مقابل سكوته عن المطالبة بسبتة ومليلية.
لكن، رغم ذلك، يعتقد الإسبان، دائما، أن هذا السكوت سينتهي بمجرد أن يتم حل قضية الصحراء الغربية؛ فإذا “سيطر المغرب” على الصحراء الغربية، سيهجم -المغرب- في اليوم الموالي على سبتة ومليلية، وفي حال استقلال الصحراء الغربية، سيهجم، أيضا، على المدينتين ويحتلهما.
الحديث عن هجوم إسباني على سبتة ومليلية قديم في الصحافة والأدب وكتب ووثائق المخابرات في إسبانيا، ودائما يتم التطرق إلى السيناريو الأقرب للتطبيق والأقل تكلفة وهو الهجوم بمسيرة بشرية مليونية مثلما فعل غداة احتلال الصحراء الغربية سنة 1975م بواسطة المسيرة السوداء.
يرجّح الكثير من الإسبان خضوع ورضوخ بيدرو سانشيز الحالي للمخزن إلى محاولة تأخير الهجوم المغربي على سبتة ومليلية، ويقولون إن اعترافه بالحكم الذاتي المغربي ما هو إلا تجديد للمقايضة القديمة: التضحية بالصحراء الغربية مقابل تغاضي المغرب عن سبتة ومليلية. هذه التحليلات والتفسيرات جعلت الصحافة الإسبانية، خاصة المكتوبة، تتناول موضوع التهديد المغربي لسبتة ومليلية يوميا، تقريبا، وتتحدث عن أي طارئ بهذا الخصوص، وتقارن بين الجيش المغربي والإسباني من حيث التسليح والعتاد والجاهزية، وتسلّط الضوء على صفقات الأسلحة التي يشتري المغرب، وعلى دعم إسرائيل له.

استشعار الخطر
يوم 28 أفريل 2025م، تعرضت إسبانيا لشيء يشبه الهجوم السيبراني العنيف دمّر شبكاتها الكهربائية، وأغرقها في الظلام. ورغم سهولة التعرّف على سبب ذلك الانقطاع الكهربائي، إلا أن الحكومة أحجمت -إلى حد الآن- عن كشف حقيقة ما حدث. يوم 5 ماي، استيقظت إسبانيا على عملية تخريب لخطوط سكك القطارات عزلت الشمال عن الجنوب، ومن جديد، أحجمت الحكومة عن كشف السبب. هذان الحدثان المتقاربان، ورفض الحكومة كشف أسبابهما، جعل الشارع الإسباني وصحافته ينسبهما إلى المخزن ويربطهما بتمهيد للهجوم المغربي الوشيك على سبتة ومليلية.
بعد وقوع حادثة قطع التيار الكهربائي عن إسبانيا، وقبل وقوع عملية تخريب خطوط سكك القطارات، اتهم الجنرال الإسباني، سالفدور فونتيلا، في حوار مع جريدة Independiente الصادرة بتاريخ 4 ماي، المغرب بأنه يحضّر لهجوم على سبتة ومليلية. فحول سؤال: ما هي التهديدات التي تواجهها سبتة ومليلية اليوم؟ قال الجنرال: التهديد واضح تماما، من يقوم بالتهديد هو المغرب.
المغرب يعلن رسميا وعلنا أن هذه الأراضي تابعة له، وهذا يشكّل في حد ذاته تهديدا مباشرا واعتداء على السلامة الإقليمية لإسبانيا. المغرب لا يهدّد عبثا. لقد أثبت مؤخرا أنه لن يتردّد في استخدام القوة، بما في ذلك القوة العسكرية، لاحتلال الأراضي -سبتة ومليلية- التي اعتبرها، من جانب واحد، تابعة له، وسيفعل ذلك عندما يكون ذلك مناسبا مثلما فعلها في إفني سنة 1957م وفي الصحراء في عام 1975م، وفي جزيرة ليلى في عام 2002م.
ويواصل الجنرال قائلا: “إن تغيير موقف الحكومة الإسبانية بشأن الصحراء الغربية وغيرها من التنازلات ليس أكثر من مجرد إظهار الضعف، والمغرب يفسّره أنه ضعف، ولا يوفّر أي أمن فيما يتعلق بهذه المدن الحضرية المستقلة -سبتة ومليلية”.
بما أن الموضوع حسّاس، وجاء في وقت تحس فيه إسبانيا أن أمنها القومي مهدّد من طرف المغرب، فقد نسخت جرائد عديدة تصريح الجنرال سلفادور فونتينلا، وعلّقت عليه مثل جرائد el faro de Ceuta, Melillahoy، الصادرتين يوم 5 ماي.
علّقت جريدة Melillahoy، في تقديمها لتصريح الجنرال المذكور قائلة: “أثار السياق النظري الذي قد يختار فيه المغرب تنفيذ هجوم متزامن على سبتة ومليلية وجزر الكناري جدلا بين المتخصّصين في مجال الدفاع.
ورغم أن هذا النوع من الهجوم غير مرجّح إلى حد كبير، نظرا لتداعياته الدبلوماسية والعسكرية، فمن المفيد أن ندرس كيف ستتفاعل إسبانيا من منظور إستراتيجي وعملي بحت معه”. في حين من المفترض أن تستفيد إسبانيا من الدعم الدولي في حال نشوب صراع مع المغرب، إلا أن الغامض، إلى حد الآن، بالنسبة للكثيرين هو ما الذي ستفعله الحكومة الإسبانية الحالية في حال وقوع هجوم على سبتة أو مليلية.
ولم تهتم الصحافة الإسبانية وحدها بموضوع هجوم المغرب على سبتة ومليلية، لكن تحدثت عنه صحافة أمريكا اللاتينية مثل الصحيفة البوليفية la voz de la Tarija, الصادرة بتاريخ 4 ماي، والتي قالت: “وبدلا من اللجوء إلى العمل العسكري، يمكن للمغرب أن يستخدم الضغوط السياسية والدبلوماسية لتحقيق أهدافه. لدى البلاد تاريخ في استخدام الهجرة كأداة للضغط على إسبانيا وأوروبا، وعلاوة على ذلك، فإن تعزيز علاقات المغرب مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، يمنحه نفوذا دبلوماسيا أكبر في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. إن هذا النهج متعدّد الأوجه قد يدفع إسبانيا إما إلى التنازل أو الدخول في مفاوضات من دون صراع عسكري كامل النطاق”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post إسبانيا تتوقّع هجوم المغرب على سبتة ومليلية: لماذا الآن؟ appeared first on الشروق أونلاين.