إيران تذيق إسرائيل طعم ليالي غزة

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وشهادات على منصات التواصل الاجتماعي حالة صدمة وذهول عاشها مواطنون إسرائيليون بعد القصف الإيراني الأخير الذي استهدف مناطق عدّة، من بينها تل أبيب وبئر السبع.

وعلّق رواد منصات التواصل الاجتماعي على حسابات أشخاص إسرائيليين نشروا فيديوهات تُظهر أصوات صافرات الإنذار وهم يبكون ويعبّرون عن خوفهم، معتبرين أنهم شعروا لأول مرة بما قد يعيشه المدنيون في غزة خلال الحملات العسكرية الإسرائيلية، حيث سادت أجواء من الخوف والتوتر، واضطرّ كثيرون إلى قضاء ساعات طويلة في الملاجئ.

وبثّت أيضًا وسائل الإعلام العالمية سقوط الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ومشاهد لعائلات تبحث عن ملاذ آمن، في مشهد غير معتاد على الداخل الإسرائيلي. توقّفت حركة المواصلات مؤقتًا، وأغلقت بعض المؤسسات الطبية والتعليمية أبوابها كإجراء احترازي.

قال أحد سكان حيفا في حديثه لقناة “كان” الإسرائيلية: “لم أتخيّل أنني سأعيش ما عاشه سكان غزة. الأصوات كانت مخيفة، أصوات الانفجارات وصافرات الإنذار، الجميع يبحث عن ملجأ آمن وسط حالة من الهلع.”

وأضاف آخر: “الفرق الوحيد بيننا وبين أهل غزة هو أن لديهم مكانًا يختبئون فيه، أما نحن فكان علينا أن نتنقل بسرعة بين الملاجئ، والقلق كان يملأ قلوبنا طوال الليل.”

وأثار استهداف مناطق استراتيجية وحساسة، تأثّر منها مستشفى، ردود فعل واسعة داخل إسرائيل وخارجها، حيث وصف مسؤولون إسرائيليون تلك الضربات بأنها “جرائم حرب”، مطالبين بمحاسبة إيران على المستوى الدولي.

وفي المقابل، أشار نشطاء ومنظمات حقوقية إلى أن إسرائيل قد قصفت خلال السنوات الماضية عشرات المنشآت الطبية في غزة، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين، دون تحقيقات دولية جادّة في هذه الانتهاكات.

وأظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 70% من مستشفيات غزة باتت خارج الخدمة بشكل كلي أو جزئي، في ظل الحصار والدمار المستمر، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لوصف الوضع الصحي في القطاع بأنه “كارثي” و”طوارئ صحية”.

على الجانب الآخر، سجّلت إسرائيل حوالي 270 جريحًا جرّاء الهجوم الإيراني، معظمهم بإصابات طفيفة، ولم تُسجّل أي وفيات في صفوف المدنيين داخل المستشفيات.

ورغم هذا، كانت ردود الفعل الدولية سريعة وقوية، مع إدانات غربية للهجوم وتعبير عن دعم كامل لإسرائيل، في حين ظلّت مأساة المدنيين في غزة تواجه تجاهلًا نسبيًا أو مواقف مشروطة.

ويرى محللون سياسيون، في تحليلات وتقارير إعلامية مختلفة، أن رد الفعل الدولي المتباين بين إدانة الهجوم الإيراني على إسرائيل، والصمت أو التبرير النسبي للقصف الإسرائيلي على غزة، يعكس بوضوح ازدواجية المعايير في السياسات الدولية.

وأكّد هؤلاء المحللون أن هذه المعايير تؤثّر بشكل مباشر على معاناة المدنيين، حيث تُعامَل بعض الضحايا بحجم أكبر من الاهتمام، بينما تُترك حالات أخرى تحت وطأة الحصار والصمت.

ظهرت المقالة إيران تذيق إسرائيل طعم ليالي غزة أولاً على الحياة.