الأستاذ والفنان حبيب بوخليفة يقيم الأعمال الدرامية الجزائرية ويوضح::“الإشكالية الجوهرية تكمن في غياب الإتقان الفعلي للكتابة الدرامية التلفزيونية”

  شخص الأستاذ في معهد “إيسماس” والفنان حبيب بوخليفة، الإشكالية الجوهرية في المسلسلات الحالية، والتي –وفق منظوره– تكمن في غياب الإتقان الفعلي للكتابة الدرامية التلفزيونية، التي تختلف في بنيتها وآلياتها السردية عن الكتابة السينمائية. إذ تعاني هذه الأعمال من ضعف واضح في البناء الدرامي، حيث تبدو السيناريوهات مفككة وغير مُحكمة، بينما يغرق الحوار في ثرثرة …

مارس 15, 2025 - 03:50
 0
الأستاذ والفنان حبيب بوخليفة يقيم الأعمال الدرامية الجزائرية ويوضح::“الإشكالية الجوهرية تكمن في غياب الإتقان الفعلي للكتابة الدرامية التلفزيونية”

 

شخص الأستاذ في معهدإيسماسوالفنان حبيب بوخليفة، الإشكالية الجوهرية في المسلسلات الحالية، والتيوفق منظورهتكمن في غياب الإتقان الفعلي للكتابة الدرامية التلفزيونية، التي تختلف في بنيتها وآلياتها السردية عن الكتابة السينمائية. إذ تعاني هذه الأعمال من ضعف واضح في البناء الدرامي، حيث تبدو السيناريوهات مفككة وغير مُحكمة، بينما يغرق الحوار في ثرثرة زائدة لا تمت بصلة إلى الحبكة أو التيمة الأساسية، وهو ما يخلق نوعًا من التشتت السردي وانعدام الترابط الموضوعي.

وأضاف بوخليفة في تدخله، بأنه وعلى مستوى السرد البصري، تبدو هذه المسلسلات وكأنها تكتفي بنقل الواقع كما هو، دون أي مجهود في التحليل أو التأويل، فتظل الشخصيات سطحية ومجردة من العمق النفسي الذي يبرر سلوكياتها ودوافعها في حدود الانفعال الاستعراضي المتكرر (الصراخ والفزع) أما الإخراج، فهو أقرب إلى التوثيق الخام بأسلوب يشبهالروبورتاج الأسود، حيث التصوير يخلو من الابتكار البصري، ويعتمد على زوايا تقليدية نمطية، دون أي توظيف لسيميولوجيا الصورة أو استثمارها لتعزيز المعنى الدرامي أو التفاعل العاطفي مع المشاهد.

وبخصوص الأداء التمثيلي، اعتبر أنه يعكس أزمة أعمق، حيث يُهيمن على المشهد الفني حضور عشوائي لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، ممن يفتقرون إلى الأدوات التمثيلية الأساسية. يتسم أداؤهم بالافتقار إلى الصدق الفني، إذ يغيب التبرير النفسي للانفعال، ويتكرر الأداء النمطي ذاته، ما يؤدي إلى حالة من الجمود الدرامي الذي يقتل المتعة البصرية ويحول التجربة السردية إلى ممارسة آلية بلا روح.

وخلص حبيب بوخليفة بأنه يمكن تشبيه هذه المسلسلات بوجبات سريعة بثمن زهيد تفتقر إلى العمق والتقاليد الفنية العريقة، مقارنة بأطباق أصيلة تُطهى على نار هادئة، فكما يختلف الذوق بين الطعام الجاهز والطبخ التقليدي، يختلف التلقي الجمالي بين الدراما الحقيقية وهذه الأعمال التي لا تقدم سوى استهلاك بصري سريع بلا نكهة ولا قيمة فنية.

وتمنى بوخليفة، أن يدرك المنتجون والمخرجون لهذه الأخطاء الجسيمة في إنتاج المسلسلات، خصوصا في ظل تطور مدهش لتقنيات التصوير الرقمي، وينبغي للكاتب والمخرج والممثل أن يدركوا إن إقناع المشاهد بالحشو والابتداع والإتباع لا يحسن النوعية الفنية السمعية البصرية للمسلسلات، فضلا عن ذلك وجب على المنتجين أيضا أن يبحثوا عن الكفاءات في الكتابة والأداء والإخراج، وتجاوز العديد من الظواهر البائسة التي باتت تشوه جودة العمل الدرامي الجزائري، ولنا مثال متميز فيالحريقللمرحوم مصطفى بديع الذي أنجزه بوسائل وإمكانيات جد محدودة في بداية الثمانينيات القرن الماضي.

 صبرينة ك