«جنرال» ولاية ميلة المجاهد القائد الحاج السعيد بوجعدار في ذمة الله: سيرة ومسيرة !!

أ. محمد مصطفى حابس جنيف/سويسرا/ قال سبحانه وتعالي: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾ – صدق الله العظيم. ببالغ الحزن وكامل الرضا بقضاء الله وقدره، تلقينا نهار يوم الثلاثاء 18 رمضان 1446 هـ الموافق لـ 18 مارس2025، نبأ وفاة مجاهد …

أبريل 7, 2025 - 17:58
 0
«جنرال» ولاية ميلة المجاهد القائد الحاج السعيد بوجعدار  في ذمة الله: سيرة ومسيرة !!

أ. محمد مصطفى حابس
جنيف/سويسرا/

قال سبحانه وتعالي: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾ – صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن وكامل الرضا بقضاء الله وقدره، تلقينا نهار يوم الثلاثاء 18 رمضان 1446 هـ الموافق لـ 18 مارس2025، نبأ وفاة مجاهد الثورة الحاج السعيد بوجعدار، عن عمر ناهز 94 سنة، بعد مرض عضال لزمه في السنوات الأخيرة، حيث فاضت روحه بالمستشفى العمومي بمدينة ميلة بالشرق الجزائري.
المجاهد القائد الحاج السعيد بوجعدار، من مجاهدي الثورة المباركة (1954-1962) ومن رموزها في منطقة القرارم ولاية ميلة بالشرق الجزائري، وكان يكنى أيامها في المنطقة، الى اليوم بـــ : «الجنرال».
إذ يعد المجاهد السعيد بوجعدار، أحد صناع تاريخ الثورة المباركة في منطقة القرارم قوقة وقد وري الثرى في جو رمضاني جنائزي مهيب، في جنازة حاشدة شعبية ورسمية، مدنية وعسكرية بالناحية العسكرية الخامسة، تليق بمقام رموز الثورة المباركة. وقد تمت مراسيم الدفن هذه بعد صلاة الظهر من محل سكناه، إلى المقبرة العمومية بعنوش على/ القرارم قوقة بولاية ميلة.
«الجنرال» السعيد بوجعدار من مواليد 10 أوت 1931 بقرية بوبازيل دوار بني فرقان، كما أدى الخدمة العسكرية مجبرا كبعض أقرانه إبان الاستعمار البغيض، في صفوف الجيش الفرنسي مدة سنة ونصف، أي 18 شهرا، منها 4 أشهر في قسنطينة و14 شهرا (1954 – 1953) بألمانيا، بمعسكرات منطقة بادن بادن.
كما يعد من أول مسؤولي مجموعة مجاهدي منطقة ميلة، والمنظم للثورة من بدايتها والذي يضم 29 شخصا في مشاط وبني فرقان، بولاية ميلة حاليا.
اختارته القيادة الثورية المسلحة للتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال الحاكم الفرنسي، آنذاك: «الجنرال شارل ديغول»، في نهاية خمسينات القرن الماضي، لما حط رحاله في زيارة تفقدية للمنطقة في الشمال القسنطيني، ويحكى أنه بعد تحضير وتجهيز محكم للعملية عدة وعتادا، طلب منه في آخر لحظة إلغاء العملية الفدائية لأسباب لم تذكر، كما شارك قبلها و بعدها في معارك عديدة مع أصحابه في مناطق عديدة، حيث فقد مجموعة من زملائه الشهداء لا يزال يذكرهم و يتذكرهم بالأسماء والمناقب و المهام، حسب شهادات أبنائه وبعض معارفه، رغم مشاكله الصحية المزمنة في أخر عمره من ضعف في البصر والسمع والذاكرة. ويحكي لنا أحد أبنائه، أنه مخافة على تدهور صحته أكثر، لم يخبر حتى بوفاة زوجته وأم أولاده العام الماضي، حسب شهادة الدكتور عبد الحق، أحد أبنائه المقيمين في فرنسا.
اختير سنة 1987 في اللجنة العسكرية لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية المباركة مع العقيد عمار بن عودة وصالح بوبنيدر المعروف باسم «صوت العرب» وآخرين.
اشتغل مطلع الاستقلال رئيس بلدية مسعود بوجريو (عين كرمة سابقا) وهي إحدى أقدم بلديات ولاية قسنطينة ثم عاملا في شركة النفط والغاز الجزائرية «سونطراك» بميناء سكيكدة بالشرق الجزائري، وله مشوار طويل في الوطنية والبطولات، قد نعود الى سيرته مستقبلا ، إذا استلمنا من أصحاب الاختصاص في المنطقة من مجاهدين ومؤرخين بعض الوثائق و الشهادات، لِمَ لا وقد كان مشرفا على منطقة عسكرية كبيرة في الشرق الجزائري و زامل رموز الثورة المسلحة، أمثال المرحوم حسين آيت أحمد، وبن طوبال، والرئيس علي كافي، والرئيس محمد بوضياف، والعقيد عميروش، وكم هائل من القادة والثوار بولايات الشرق، منها قسنطينة وسطيف، برج بوعريريج، بجاية، أم البواقي باتنة، وسكيكدة و غيرها، رحمهم الله جميعا.
المرحوم والد كل من: زميلنا الأخ العزيز الدكتور عبد الحق بوجعدار، الخبير الدولي في الإعلام الآلي بفرنسا، ووالد أستاذنا الكبير البروفيسور جمال بوجعدار، عميد جامعة سكيكدة.
وبهذا المصاب الجلل يتضرع الإخوة والاخوات، أساتذة وطلبة في «منتدى دراسات النهضة الحضارية» وكذا الافاضل والفضليات من معارفه في أوروبا، إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، وصدق الله العظيم القائل:
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.