الإسلام ليس مكملا غذائيا

أ.د فتيحة محمد بوشعالة/ – للأسف نحن نقدم الإسلام كمكمل غذائي لدواء أساسي هو الفكرة الغربية، علمنا او جهلنا ذلك، كوننا دوما نقدمه بعد ظهور فكرة غربية جديدة، حيث نحاول أسلمتها بإبراز موقف الإسلام منها إما تأييدا (كالاكتشافات العلمية) أو رفضا (كالفلسفات الحديثة)، دوما نرتكز على الغرب في تقديم المشروع الإسلامي، مثل ما عبر الاستاذ …

أغسطس 5, 2025 - 12:57
 0
الإسلام ليس مكملا غذائيا

أ.د فتيحة محمد بوشعالة/

– للأسف نحن نقدم الإسلام كمكمل غذائي لدواء أساسي هو الفكرة الغربية، علمنا او جهلنا ذلك، كوننا دوما نقدمه بعد ظهور فكرة غربية جديدة، حيث نحاول أسلمتها بإبراز موقف الإسلام منها إما تأييدا (كالاكتشافات العلمية) أو رفضا (كالفلسفات الحديثة)، دوما نرتكز على الغرب في تقديم المشروع الإسلامي، مثل ما عبر الاستاذ حليتيم: هم المركز ونحن الأطراف، أو إبراهيم السكران حين قال سلطة الثقافة الغالبة.
– في حين مجتمع النبوة، لاعتزازه بدينه وقناعته المطلقة بقوته ونجاعته هدم فكرة الآخر كلية وأقام الإسلام حلا بديلا لكل الأفكار الأرضية، ولم ينبهر لا بحضارة الروم ولا بحضارة الفرس، ولا بالتراث اليهودي ولا غيره.

– الإسلام أكبر منا، ونحن نقزمه نتيجة عقدة الانهزامية التي نعيشها، فإذا أردنا أن يحترم الإسلام وتعرف حقيقته عند الآخر، علينا ان نرتقي الى مستوى عظمته، فيرفعنا قبل أن نرفعه.
– علينا أن نبادر بتقديم الإسلام كحل جذري لمشاكل البشرية وبديلا متكاملا في كل المجالات دون انتظار ما أنتجته المدنية الغربية والشرقية، {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يشاء}.
– لأن الإنتاج البشري مهما كان جيدا يبقى بشريا يعتريه النقص والعوار، ولا يمنع هذا من مواكبة جديدهم،
ولكن علينا أن نخرج من دائرة رد الفعل (الاطراف) الى دائرة الفعل (المركز).
✓وأول خطوة في الطريق هي تجاوز عقدة الدونية، وذلك بأمرين لا ثالث لهما:
بناء عقدي متين، يثمر قوة اليقين في الله وأن دينه هو الحق قولا واعتقادا وفعلا، والاعتزاز بذلك رغم ضعفنا المادي.
ثانيا اعتماد العلم طريقا لا بديل عنه لنصرة هذا الدين، والمقصود بالعلم ذلك الذي يقوينا بين الأمم والذي لا تعترف قوى الهيمنة إلا به لغة للتخاطب (وأعدوا).
– أما الإغراق في حفظ المتون واستصدار نسخ جديدة من القرآن وكتب السنة فلا ينفع وحده، ما لم نأخذ الكتاب بقوة {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} فالوحي نزل للعمل به وتفعيله في حياتنا منهجا ونبراسا وصراطا مستقيما، لا مجرد الوقوف عند حروفه.
– فحين تقرأ ملايين الافواه ليل نهار من طنجة الى جاكرتا قوله تعالى، وتتفنن في تجويد حروفه وتجتهد في حفظه بالقراءات العشر، ولا تنتج دولة واحدة طائرة حربية تدك حصون العدو، فما الفائدة ؟؟ هنا اتخذنا القرآن حجة علينا لا لنا، هنا القرآن يلعننا ونحن لا ندري، هنا نحن أمة الدروشة لا الجهاد، أمة الغيبة والفناء، لا أمة الشهادة والحضور.