الإنسانية.. هل نحن حقًا بشرا ؟
هل تساءلت يومًا عن معنى كلمة الإنسانية وجوهرها ؟ هل هي مجرد كلمة نرددها أم شعور عميق يسكن أرواحنا؟ هل هي تلك الابتسامة التي نرسمها على وجوه الآخرين أم تلك الدمعة التي نمسحها عن خدودهم؟ هل هي تلك الضحكة الصادقة التي نطلقها أم تلك النظرة المليئة بالرحمة التي نتبادلها؟ هل هي تلك اللحظات التي نتشارك […] The post الإنسانية.. هل نحن حقًا بشرا ؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

هل تساءلت يومًا عن معنى كلمة الإنسانية وجوهرها ؟ هل هي مجرد كلمة نرددها أم شعور عميق يسكن أرواحنا؟ هل هي تلك الابتسامة التي نرسمها على وجوه الآخرين أم تلك الدمعة التي نمسحها عن خدودهم؟ هل هي تلك الضحكة الصادقة التي نطلقها أم تلك النظرة المليئة بالرحمة التي نتبادلها؟ هل هي تلك اللحظات التي نتشارك فيها الفرح أم تلك الأوقات التي نتقاسم فيها الحزن ؟
في عالم يتحرك بسرعة ، غالبًا ما ننسى أن الإنسانية هي تلك اللحظة التي نشعر فيها بالسعادة عندما نرى ابتسامة على وجه طفل يتيم، أو عندما نساعد شخصًا محتاجًا، أو عندما نقدم يد العون لصديق او غريب في محنة. إنها تلك المشاعر التي تجعلنا نشعر بأننا جزء من شيء أكبر من أنفسنا، بأننا مرتبطون ببعضنا البعض برابطة إنسانية لا تنفصل.
الإنسانية ليست مجرد مجموعة من الأفعال ،إنها القدرة على رؤية العالم من خلال عيون الآخرين، والشعور بآلامهم وأفراحهم.إنها القدرة على تجاوز الأنانية والتركيز على خدمة الآخرين. ليست ثابتة، بل هي رحلة مستمرة من النمو والتطور والشعور بمعاناة الغير والعمل على التخفيف منها .
الإنسانية هي خيار. إنها الخيار الذي نتخذه كل يوم، في كل لحظة، في كل تفاعل. إنها الخيار الذي يحدد من نحن وماذا نصبح. إنها الخيار الذي يحدد ما إذا كنا سنترك بصمة إيجابية في هذا العالم، أم أننا سنمر مرور الكرام.
الإنسانية ليست مجرد كلمة، بل هي فعل. إنها ليست شعارًا، بل هي أسلوب حياة. إنها ليست مجرد فكرة، بل هي تجربة. فلنجعل من حياتنا تجربة إنسانية فريدة، ولنترك بصمة لا تُمحى في قلوب الآخرين.
تخيل معي لحظةً يقف فيها شخصٌ غريبٌ ليقدم لك يد العون في وقتٍ عصيب، دون أن ينتظر منك مقابلًا. تخيل معي لحظةً تجد فيها صديقًا حزينًا، فتستمع إليه بإنصات، وتقدم له الدعم، وترى الابتسامة تعود إلى وجهه.
تخيل معي لحظةً ترى فيها طفلًا يتيمًا يبكي، فتمسح دموعه، وتحتضنه بحنان، وتشعره بالأمان والحب. تخيل معي لحظةً ترى فيها شخصًا يائسًا فقد الأمل، فتشجعه، وتذكره بقدراته، وتشعل فيه جذوة الأمل من جديد. فلا تدع الحياة تسرق منك إنسانيتك. لا تدع الأنانية واللامبالاة تحولك إلى شخص ميت لايشعر بمعاناة من حوله . تذكر دائمًا أن الإنسانية و السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين ولو بكلمة او فعل خير مهما كان بسيطا او حتى ابتسامة. كن إنسانًا، وكن فخورًا بإنسانيتك.
هل يمكنك ذلك ؟
الأستاذ بوعلام زيان
The post الإنسانية.. هل نحن حقًا بشرا ؟ appeared first on الجزائر الجديدة.