البقاء للأصلح

كان الهدف الرئيس لفرنسا الصليبية -وما يزال- هو أن تمحو القرآن الكريم في الجزائر، وأن تطفئ نور الله -عز وجل- فيها، وأن تبدل الجزائريين الفادي (عيسى عليه السلام) بالهادي (محمد عليه الصلاة والسلام). وقد فعلت من أجل ذلك ما الله- عز وجل- به أعلم . ولكن الله، ثم الشعب الجزائري وعلماءه، خَيَّبُوا أماني الفرنسيين الصليبية. […] The post البقاء للأصلح appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 11, 2025 - 18:08
 0
البقاء للأصلح

كان الهدف الرئيس لفرنسا الصليبية -وما يزال- هو أن تمحو القرآن الكريم في الجزائر، وأن تطفئ نور الله -عز وجل- فيها، وأن تبدل الجزائريين الفادي (عيسى عليه السلام) بالهادي (محمد عليه الصلاة والسلام). وقد فعلت من أجل ذلك ما الله- عز وجل- به أعلم .

ولكن الله، ثم الشعب الجزائري وعلماءه، خَيَّبُوا أماني الفرنسيين الصليبية. ولما استيقنت فرنسا استحالة تحقيق هدفها الأكبر، وهو تنصير الشعب الجزائري، عملت على إيجاد “بؤر” نصرانية هنا وهناك، لتكوين أقلية نصرانية تتخذها وسيلة لتمزيق “وحدة” الشعب الجزائري المسلم الدينية.
من المناطق التي ركزت عليها فرنسا لتحقيق هذا الهدف الخبيث منطقة زواوة التي كانت تعج بالزوايا، وبما سماه الفرنسيون الصليبيون أنفسهم المدارس القرآنية ، حيث جاء في أحد تقاريرهم عن المنطقة أن ناحية الأربعاء ناث إيراثن وحدها كان بها نحو 56 مدرسة قرآنية. (انظر: محند الطاهر واعلي: التعليم التبشيري في الجزائر منشورات دحلب . ص (60) .
أكثرت فرنسا في منطقة زواوة من مراكز التنصير، وملأتها بالمنصرين وأمَدَّتْهُم بالإمكانات المالية، وفي المقابل اضطهدت العلماء في تلك المناطق وحاربت “المعْمَرات”، خاصة في عهد الصليبي دو قيدون، الوالي العام الفرنسي في الجزائر آنذاك، الذي أطلق عليه- لصليبيته- لقب “الأميرال كاردينال” ومن أجل جهوده التنصيرية أطلقت فرنسا اسمه على بلدة آزفون، وعلى أجمل ساحة في مدينة بجاية.
من الذين وقفوا في وجه هذا المخطط الشيطاني الصليبي في منطقة زواوة الحاج محند كديد والحاج، الذي أسس في سنة 1903 زاوية لتعليم القرآن الكريم، وتحصين أبناء المنطقة ضد هذا السرطان الفرنسي وذلك في بلدة “جمعة صهاريج” بمنطقة “مقلع “.
علم الفرنسيون بما عزم عليه الحاج محند گرید، فأرادوا به و بمشروعه القرآني كيدا، خاصة أنه اختار لزاويته القرآنية مكانا قريباً من أحد مراكزهم التنصيرية .
ثبت الله- عز وجل- عبده الصالح محمد كديد، وربط على قلبه، ونفخ فيه من روحه، فقال للفرنسيين الذين منعوه من بناء زاويته القرآنية ما معناه: ليقم كل منا على مشروعه، أنتم على كنيستكم، وأنا علَى زَاوِينِي وَلَنَتْرُك الزمان يحكم حكمه للصالح منهما …
وافق شياطين الإنس على مقترح الحاج محند كديد، ظناً منهم أنهم هم “المنصورون”، ولكن الله- عز وجل- أحق الحق وأزهق الباطل وتطهرت منطقة “جمعة صهريج “.
وورث الحاج محند حديد أحد أنجاله فعزّز زاوية جده الحاج محند بزاوية أخرى تنشر نور القرآن الكريم، وتضيء ما حولها. وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: “فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”. ذلك حكم الله .

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post البقاء للأصلح appeared first on الشروق أونلاين.